مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) «١» «لأن كل هذا لا يليق بالقديم لا حقيقة ولا مجازا».
وذكر في قوله تعالى: (فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها.. ) «٢» أن الآية تدل على حدوث النداء «لأن ظاهره يقتضي أن النداء بعد المجيء، فإذا كان النداء كلامه وهو محدث بطل قول من قال إنه قديم.
ولعل الحاكم لم يقف أمام الآيات الدالة على مذهبه في خلق القرآن بأكثر مما فعل شيخه القاضي عبد الجبار الذي صنف هذه الآيات في بعض القواعد الجامعة، منها قوله: «وكل ما ورد في كتاب الله عز وجل مما يدل على أن الله تعالى يغيّر القرآن أو بعضه، أو يقدر عليه، أو يبدله بغيره، أو يقدر على مثله، أو يأتي بمثله، أو يجتزئ منه، يدل على حدوثه... »
«٣».
٣ - الوعد والوعيد: الوعد هو كل خبر يتضمن إيصال نفع إلى الغير أو دفع ضرر عنه في المستقبل. والوعيد هو كل خبر يتضمن إيصال ضرر إلى الغير أو تفويت نفع عنه في المستقبل. وقد وعد الله تعالى المطيعين بالثواب، وتوعد العصاة بالعقاب، فلا بد أن يفعل ما وعد به وتوعد عليه لا محالة، ولا يجوز عليه الخلف «٤».

(١) الآيات ٧٧ - ٧٩ سورة الواقعة، ورقة ٨٤/ و.
(٢) الآية ٨ سورة النمل، ورقة ٢٤/ و.
(٣) انظر تفصيل ذلك مع قواعد أخرى هامة، في المغني ٧/ ٨٩ فما بعدها.
(٤) انظر شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار صفحة ١٣٤ - ١٣٦.


الصفحة التالية
Icon