«القراءة» مثلا، وذلك في أحوال نادرة على وجه العموم.
٢ - المواطن التي عرض الحاكم لإعرابها في القرآن، هي في الواقع ما يشكل على طالب العلم الذي شدا طرفا من علم النحو، وإن كان لا ينكر أهمية هذا الإعراب باعتباره طريقا إلى التفسير وبيان معنى الآية، كما لا ينكر أنه قد يورد هنا في كثير من الأحيان أمورا دقيقة، وشيئا من فلسفة النحو، مما يطلبه آخرون.
٣ - استطرادات الحاكم في «الإعراب» كثيرة جدا، وبخاصة في الأجزاء الأولى من الكتاب، وموضوع هذه الاستطرادات في الغالب هو قواعد النحو ذاتها، فتراه مثلا يخرج من إعراب «إنّ» إلى ذكر أخواتها جميعا، وذكر المواضع التي تكسر فيها همزتها وجوبا! كل ذلك مع الأمثلة والشواهد. كما تراه مثلا بمناسبة إعراب واو بأنها واو القسم يخرج إلى الحديث عن حروف القسم والتمثيل لها جميعا. ويستطرد من إعرابه لاسم الاستفهام «كيف» وعن أي شيء يسأل به عنه، إلى ذكر سائر أدوات الاستفهام وعم يسأل بها، الخ
هذا عدا إسرافه الزائد في ذكر وجوه الإعراب في الكلمة الواحدة أو الحرف الواحد، مع أن سبيله إلى الترجيح واضحة في بعض الأحيان، وربما يكون قد أشار هو نفسه إليها في نفس الموضع أو في موضع آخر.
وما تزال عين القارئ تقع في كتاب الحاكم على عبارة «ويقال» ضمن فقراته «الإعرابية» يفرّع بها ويتساءل، وعلى عبارة: «قلنا» يجيب بها على هذا التساؤل! «١»

(١) أما عبارته الجدلية المفضلة في «المعنى» و «الاحكام» فهي:
«ومتى قيل... قلنا».


الصفحة التالية
Icon