والضمير في (جلاها) يعود على الشمس وقد تقدم ذكره.. وقيل يعود على الكناية عن الظلمة، ولم يذكر لأن معناه معروف كقولهم: أصبحت باردة وأمست عاصفة، فكنى عن أشياء لم يجر لها ذكر.. »
رابعا: النزول
عد الحاكم من علوم القرآن: النزول، قال «فإن منه ما نزل بسبب ثم قصر على سببه، وقد يتعدّى إلى غيره. والواجب اعتبار اللفظ دون السبب» «١». وقد كان لاعتباره هذا- الذي هو مذهب الأكثر- ولمنهجه في الاعتماد على اللغة، وموقفه من خبر الواحد عموما، أثره في عدم عنايته الزائدة بأسباب النزول.
١ - فهو دائما يورد ما «قيل» في الآية من أسباب النزول مضافا إلى الصحابة أو التابعين وسائر السلف، وكأن الأمر لا يعدو أن يكون من قبيل الآثار أو من قبيل التفسير في كثير من الأحيان، حتى يظن الباحث أن فكرة الحاكم عن سبب النزول- بمعنى أن الآية نزلت لحادثة بعينها أو بعد سؤال بعينه أو ما شاكل ذلك من أسباب النزول- لا تخلو من غموض، فهو قد يورد ما «قيل» في الآية من أسباب نزول، ثم يعقب عليها بأن الأولى من ذلك حمل الآية على عمومها لأن المعتبر باللفظ دون السبب! أو يرجح بعض الأقوال على بعض بنظم الكلام أو بما ذهب إليه الأكثر! مع العلم بأن حمل الآية على العموم اعتبارا باللفظ أو بعموم اللفظ لا يمنع أن يكون لها سبب نزول خاص هو «الأولى»