البغوي (ت ٥١٦) والنسفي (ت ٥٣٧) والزمخشري (ت ٥٣٨) - وكلها تفاسير قصيرة لا تقاس بالطبري أو الرازي أو القرطبي- فإن الهوة تبقى شاسعة، وتبقى تفاسير القرنين الرابع والخامس- على وجه التقريب- بحاجة إلى عناية الدارسين. ونشير هنا إلى فروع الدراسات القرآنية الأخرى قبل أن نبحث في تفاسير هذا القرن.
تطالعنا في مجال القراءات ونظائر القرآن وإعرابه كتب كثيرة وكان من أعلام هذا القرن الذين عنوا بهذا النوع من الدراسة أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت ٤٤٤) الذي سبق في هذا المجال «١» وأبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت ٤٣٧) «٢» وأحمد بن محمد المعافري (ت ٤٢٩) أول من أدخل علم القراءات إلى الأندلس، وصاحب التفسير الكبير أيضا «٣»، وغيرهم.
وفي مجال العناية بنوع معين من آيات الكتاب نجد كتب المتشابه اللفظي- الوثيق الصلة بالنظائر- وكتب أحكام القرآن المتصلة بالتفسير والفقه. ولدينا اليوم من كتب المتشابه كتاب «البرهان في متشابه
(٢) راجع فهرس التيمورية ٣/ ٢٨٨ وفهرس الجامعة السابق والأعلام ٨/ ٢١٤.
(٣) انظر غاية النهاية لابن الجزري ١/ ١٢٠ والديباج المذهب لابن فرحون صفحة ٣٩.