واختلافات النحاة- بحكم الاختصاص- واعتنى فيه باللغة والنظائر والأضداد، وبالوقف والابتداء الذي أفرد له فقرة خاصة ينهى بها وجوه القول في تفسير الآية وبيان أحكامها. وبالرغم من معارضته الشديدة للمعتزلة في الوعيد وخلق القرآن ومسائل أخرى، ومناقشته الموضوعية المركزة لهم في ذلك، فإنه قد تأثر بقول بعضهم بالصّرفة في موضوع الإعجاز، وبما أجمعوا عليه في مسألة خلق الأفعال، فيما يبدو «١».
٤) والتفسير البسيط للواحدي (علي بن محمد ت ٤٦٨) صاحب التفاسير الثلاثة. وقد نازل فيه المعتزلة والقدرية وانتصر للأشعري، ويبدو أنه لم يفد من التطور الذي أصاب بعض آراء الأشعري على أيدي كبار رجال المذهب «٢» وكان له في هذا التفسير عناية زائدة بالإعراب والقراءات والمشاكل اللغوية- على عادة هذا العصر- كما أنه أكثر فيه من النقل عن تفسير أستاذه الثعلبي «٣».
(٢) قال في مسألة الختم: «وأعلم أن الختم يمنع الدخول فيه والخروج منه، كذلك الختم على قلوب الكفار يمنع دخول الإيمان فيها وخروج الكفر منها، وإنما يكون كذلك بأن يخلق الله الكفر فيها ويصدهم عن الهدى، ولا يدخل الهدى في قلوبهم.. ) وهذا معنى ما في كتاب «الإبانة» للأشعري ص ٥٧ - ٥٨، وللكسب عند الباقلاني والجويني تفسير آخر مغاير لهذا القول الذي يمكن عده جبرا محضا. راجع البسيط مخطوطة دار الكتب المشار إليها.
(٣) قال الواحدي في مقدمة كتابه: «وقرأت عليه مصنفاته أكثر من-