ولكن الكتاب- وقد نشر بعضه بعد اطلاعنا على قطعة خطية صغيرة منه «١» - يسجل نوعا من المنهج «المتميز»، أو بعبارة أخرى: يسجل نوعا من «المغايرة» والاختلاف بين المنهجين- ولتفصيل القول في ذلك موضع آخر- يدل على ذلك أن القشيري فرغ من تأليف كتاب اللطائف سنة ٤٣٤ بعد أن أخذ طريقه إلى التصوف، مخلفا وراءه تفسيره الكبير، الذي لم يصلنا، والذي فرغ منه سنة ٤١٠.
ولعل مما يلقي بعض الضوء على حديثنا السابق عن الحالة التي آل إليها أمر بعض الصوفية: الإشارة إلى تفسير صوفي آخر- صغير الحجم- هو «حقائق التفسير» «٢» - الذي كان يجب أن يسمى أباطيل التفسير- لأبي عبد الرحمن السّلمي الأزدي (محمد بن الحسين ت ٤١٢)، والذي قال فيه الذهبي بحق: «إنه تحريف وقرمطة»! حتى إن السبكي يستغرب من شيخه الذهبي أن يصف السلمي «بالجلالة» مع علمه بما في كتابه من التحريف «٣»!!
٨) هذا بالإضافة إلى تفسير أبي الفتح الديلمي (ت ٤٤٤) وتفسير الماوردي: (ت ٤٥٠) وتفسير مؤلفنا الحاكم، التي سنتحدث عنها بالتفصيل مع تفاسير المعتزلة في الباب الثاني.
أما التفاسير التي لم تصلنا فإنها أكثر من هذه بكثير، كما نجد ذلك في الفهارس وفي كتب التراجم والطبقات، وإن كان يبدو أن من أهم

(١) مصورة بمعهد المخطوطات، وتقع في سبع وثلاثين ورقة.
(٢) منه نسختان خطيتان بدار الكتب: ١٥٠ و ٤٨١ تفسير ومصورتان أخريان بمعهد المخطوطات: ١٣٠ و ١٣١ تفسير.
(٣) طبقات الشافعية الكبرى ٣/ ٦٠. وانظر مقدمة ابن قيمية في أصول التفسير ص ٩٢ - ٩٣ مع تعليقنا هناك.


الصفحة التالية
Icon