(ت ٤٠٣) والجويني (ت ٤٧٨)، كما نجد ذلك في التفاسير السابقة وبخاصة تفسير الراغب الأصفهاني. ويفترض الباحث تأثر المفسرين الذين أتوا من بعد بجهود أهل السنة في هذا القرن وأواخر القرن الرابع- وإن كنا لم نلحظ تفاسيره بدقة- إلا أن الدليل على صحة هذا الفرض تحتاج إلى بحث آخر.
٢ - علم الكلام
: وفي علم الكلام نجد الأشاعرة الذين أصبحوا يمثلون عقيدة أهل السنة يقدمون على التصنيف الغزير بعد ما أصابهم من «تحدي» المعتزلة في دولة بني بويه، وما أصابوه من الحظوة لدى السلاجقة، والمتتبع لتصانيفهم في هذا القرن يدرك مدى ما فرغوا أنفسهم له من التصنيف في (أصول الدين) كما سموا بذلك كثيرا من كتبهم التي بسطوا فيها عقيدة أهل السنة، وبينوا فيها موقفهم من أهم آراء الفرق الأخرى، وبخاصة المعتزلة الذين كانوا غالبا ما يناقشونهم مناقشة جزئية. ومن هذه الكتب كتاب (أصول الدين) لأبي منصور البغدادي (ت ٤٢٩) و (أصول الدين) «١» للكيا الهراسي الشافعي (ت ٥٠٤) و (الشامل في أصول الدين) «٢» للجويني (ت ٤٧٨) و (المغني في أصول الدين) «٣» لأبي سعيد المتولي الشافعي (ت ٤٧٨) و (أصول الدين) «٤» للقاضي أبي اليسر البزدوي (ت ٤٩٣) - الذي شرح فيه عقيدة الماتريدية التي كانت تعبر عن رأي أهل السنة في سمرقند وبخارى- وكتاب
(٢) مخطوطة دار الكتب رقم ١٢٩٠ علم الكلام.
(٣) مخطوط مكتبة الاسكندرية رقم ٢٠١٤/ أد.
(٤) طبع الكتاب في القاهرة سنة ١٩٦٣ بتصحيح الدكتور هانز بيترلنس.