فجرنا ينابيع الكلام وبحره | فأصبح فيه ذو الرّواية يسبح |
وما الشّعر إلّا شعر قيس وخندف | وشعر سواهم كلفة وتملّح «١» |
ألا أبلغ الرّمّاح نقض مقالة | بها خطل الرّمّاح أو كان يمزح |
لئن كان في قيس وخندف ألسن | طوال وشعر سائر ليس يقدح |
لقد خرق الحيّ اليمانون قبلهم | بحور الكلام تستقى وهي طفّح |
وهم علّموا من بعدهم فتعلّموا | وهم أعربوا هذا الكلام وأوضحوا |
فللسّابقين الفضل لا يجحدونه | وليس لمسبوق عليهم تبجّج «٢» |
كشفت قناع الشّعر عن حرّ وجهه | وطيّرته عن وكره وهو واقع |
بغرّ يراها من يراها بسمعه | ويدنو إليها ذو الحجى وهو شاسع |
يودّ ودادا أنّ أعضاء جسمه | إذا أنشدت، شوقا إليها، مسامع «٣» |
(١) البيتان في الأغاني (٢/ ٣٠٣) من أبيات قالها حينما غمزه عقال بن هاشم وصغّر من شأنه، وجاء البيت الثاني بلفظ: «قول» بدلا من «شعر». وخندف: اسم قبيلة سميت كذلك لأن خندف امرأة إلياس بن مضر بن نزار وهي ليلى بنت حلوان خندفت (هرولت) في أثر إبل إلياس التي خرجت ليلا، وقالت خندف لزوجها: ما زلت أخندف (أهرول) في أثركم. فقال: فأنت خندف فذهب اسما لها ولولدها نسبا وسميت بها القبيلة. اللسان (خندف). والتملّح: تكلّف الملاحة والظرف.
(٢) الأبيات في الأغاني (٢/ ٣٠٣) قالها عقال بن هاشم يجيب ابن ميادة، وسمّاه «الرّمّاح». وخطل خطلا فهو خاطل أي: أحمق سريع الطّعن. وسهم خطل: يعجل فيذهب يمينا وشمالا لا يقصد قصد الهدف فهو يريد أن يصفه بصفة الحمق والعجلة.
والقدح: العيب ومنها قدح في عرض أخيه: عابه. والمقصود: شعر غير معيب. والتبجّح:
الافتخار.
(٣) الأبيات في ديوانه (ص ٤٨٩)، من قصيدة له يصف قومه ويفتخر بهم مطلعها:
وحرّ الوجه: ما أقبل عليك منه وقيل: الخدّ ومنه يقال: لطم حرّ وجهه، وقيل: حرّ الوجه: ما بدا من الوجنة. وجاء البيت الأول بلفظ «فكره» بدلا من «وكره». والضمير «هو» للشاعر في قوله قبل البيت:
وقذعته: رميته بسوء القول وشتمته، والضارع: الذليل. وذو الحجى: صاحب العقل والفطنة والجمع أحجاء. والشاسع: البعيد.
(٢) الأبيات في الأغاني (٢/ ٣٠٣) قالها عقال بن هاشم يجيب ابن ميادة، وسمّاه «الرّمّاح». وخطل خطلا فهو خاطل أي: أحمق سريع الطّعن. وسهم خطل: يعجل فيذهب يمينا وشمالا لا يقصد قصد الهدف فهو يريد أن يصفه بصفة الحمق والعجلة.
والقدح: العيب ومنها قدح في عرض أخيه: عابه. والمقصود: شعر غير معيب. والتبجّح:
الافتخار.
(٣) الأبيات في ديوانه (ص ٤٨٩)، من قصيدة له يصف قومه ويفتخر بهم مطلعها:
ألا صنع البين الذي هو صانع | فإن تك مجزاعا فما البين جازع |
فكم شاعر قد رامني فقذعته | بشعري وهو خزيان ضارع |