ولأبي تمام: [من الطويل]
إليك أرحنا عازب الشّعر بعد ما | تمهّل في روض المعاني العجائب |
غرائب لاقت في فنائك أنسها | من المجد فهي الآن غير غرائب |
ولو كان يفنى الشّعر أفناه ما قرت | حياضك منه في السّنين الذّواهب |
ولكنّه صوب العقول، إذا انجلت | سحائب منه أعقبت بسحائب «١» |
ألست الموالي فيك نظم قصائد | هي الأنجم اقتادت مع اللّيل أنجما |
ثناء كأنّ الرّوض منه منوّرا | ضحى، وكأنّ الوشي منه منمنما «٢» |
أحسن أبا حسن بالشّعر، إذ جعلت | عليك أنجمه بالمدح تنتشر |
فقد أتتك القوافي غبّ فائدة | كما تفتّح غبّ الوابل الزّهر «٣» |
إليك القوافي نازعات قواصدا | يسيّر ضاحي وشيها وينمنم |
ومشرقة في النّظم غرّ يزينها | بهاء وحسنا أنّها فيك تنظم «٤» |
بمنقوشة نقش الدّنانير ينتقى | لها اللّفظ مختارا كما ينتقى التّبر «٥» |
(١) الأبيات له في الديوان (ص ٤٧)، من قصيدة يمدح فيها أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي مطلعها:
والعازب من الكلأ: الذي لم يرع قط ولا وطئ. وعازب الشعر: الشعر ذو المعاني البعيدة المرمى التي لا يهتدي إليها إلا الفحول من الشعراء. ويقال: راحت الإبل، فرواحها هاهنا أن تأوي بعد غروب الشمس إلى مراحها الذي تبيت فيه. والفناء: هو ساحة أمام البيت.
(٢) منمنما: مزخرفا ومنقشا.
(٣) في نسخة «تنتثر» وهو الصحيح.
(٤) تسيّر من السّيراء والسّيراء: ضرب من البرود، وقيل: هو ثوب مسيّر فيه خطوط تعمل من القزّ كالسيور وقيل: برود يخالطها حرير.
(٥) الديوان (١/ ٣٤٤) يمدح الخضر بن أحمد.
على مثلها من أربع وملاعب | أذيلت مصونات الدموع السواكب |
(٢) منمنما: مزخرفا ومنقشا.
(٣) في نسخة «تنتثر» وهو الصحيح.
(٤) تسيّر من السّيراء والسّيراء: ضرب من البرود، وقيل: هو ثوب مسيّر فيه خطوط تعمل من القزّ كالسيور وقيل: برود يخالطها حرير.
(٥) الديوان (١/ ٣٤٤) يمدح الخضر بن أحمد.