تفسير قوله تعالى: (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر)
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق الكون بما فيه، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا درس جديد في معالم بيانية في آيات قرآنية، والآية التي نحن بصددها في هذا الدرس المبارك هي قول الله جل وعلا في سورة القصص: ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [القصص: ٤٤].
فهذه الآية ذكر الله جل وعلا فيها نفياً، وهو أن النبي ﷺ لم يكن بجانب الغربي من جبل الطور في تلك اللحظات المباركات التي كلم الله جل وعلا فيها موسى وقربه وناجاه وأدناه وأوحى إليه بما شاء من الأمر، فهذا الأصل في الآية.
وأما ما نريد أن نميط اللثام عنه فهو أن موسى عليه الصلاة والسلام أحد أولي العزم من الرسل الكرام، وهذا النبي الكريم اصطفاه الله جل وعلا وكلمه، قال الله جل وعلا ممتناً عليه: ﴿إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الأعراف: ١٤٤].


الصفحة التالية
Icon