تفسير قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً)
قال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨]، إن أهل الكتاب في أماكن عبادتهم يشركون بالله، إذا دخل الواحد منهم إلى أماكن العبادة أعلن الشرك من أماكن العبادة، فيا قوم! إذا دخلتم إلى بيوت الله فلا تشركوا مع الله أحداً، لابد من التوحيد، ومن ثم قرر الفقهاء المعتبرون بإجماع آرائهم: أنه لا يجوز في الإسلام بناء المساجد على القبور؛ لقوله: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ﴾ [الجن: ١٨]، فلا تحمل اسم ولي إن كان ولياً، ولا اسم صاحب ضريح، ولا تشد الرحال إليه.
واختلف العلماء: هل يمكن أن يسمى المسجد باسم عائلة كمسجد بني عوف ومسجد بني رزيق أو غير ذلك؟ فالجمهور على الجواز بشرط ألا يكون ذلك من قبيل الشهرة والسمعة، فإن حمل المسجد اسم صاحب ضريح لا تصلِّ فيه يا عبد الله! ألبتة؛ لأن المساجد لله سبحانه، وما يحدث بداخلها من طواف وشرك لابد أن يكون لك معه موقف، لقد قال سيد البشر صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ألا لا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك) وقال بعض المفسرين: المساجد هنا بمعنى أعضاء السجود السبعة، فإذا سجدتم في بيوت الله فالسجود لا يكون إلا لله عز وجل.


الصفحة التالية
Icon