تفسير قوله تعالى: (فإذا برق البصر وخسف القمر)
قال تعالى: ﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ﴾ [القيامة: ٧] وبرق: فزع، وشخص، وتحير يميناً ويساراً.
﴿وَخَسَفَ الْقَمَرُ﴾ [القيامة: ٨]، الخسوف والكسوف للشمس والقمر على السواء، والإمام البخاري في صحيحه يقول: باب الكسوف للقمر والشمس والخسوف أيضاً.
قال الله تعالى: ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ [القيامة: ٩]، يجمع الله الشمس والقمر ويكورهما، قال تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: ٣٨ - ٤٠]، إلى أن يأتي أمر الله فيخسف القمر، وتكسف الشمس، ويجمعهم الله سبحانه: ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ﴾ [القيامة: ٩ - ١٠].
في يوم الزلزال فر الناس من الطابق السابع إلى الطابق الأرضي، وفر الناس من الأماكن المرتفعة إلى المنخفضة، هرباً من الزلزال وآثاره، إنما في يوم الزلزلة الكبرى أين ستفر؟ والمرضعة كانت ترضع ولدها الصغير فجاء الزلزال، واهتزت العمارة فهرعت إلى الصغير تحضنه وألصقته إلى صدرها، ونزلت مسرعة إلى الأرض، لكن في يوم الزلزلة العظمى ﴿تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج: ٢].