كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى (١) وكقوله عز وجل: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ (٢) هو في التفسير الترك، لأن الله عز وجل لا يضل ولا ينسى، فهذا فصل ما بين التأويلين والقراءتين في النسأ والنسيان.
وأما النسخ: فإن له ثلاثة مواضع في الكتاب والسنة ولكلها شواهد ودلائل، فأحدها: نسخ القرآن مما يعمل به، وهو علم الناسخ من المنسوخ والشاهد عليه ما فسره ابن عباس في حديثه الذي ذكرناه: أنه إبدال الآية مكان الآية، ثم أوضحه مجاهد فقال: يثبت خطها ويبدل حكمها، فهذا هو المعروف عند العالم أن الآية الناسخة والمنسوخة جميعا ثابتتان في التلاوة وفي خطّ المصحف إلا أن المنسوخة منهما غير معمول بها، والناسخة هي التي أوجب الله عز وجل على الناس اتباعها والأخذ بها.
وأما النسخ الثاني: فأن ترفع الآية المنسوخة بعد نزولها، فتكون خارجة من قلوب الرجال ومن ثبوت الخط والشاهد عليه أحاديث عدّة.
١٧ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث (٣) عن عقيل (٤) ويونس (٥) عن ابن شهاب (٦) قال: أخبرني

(١) في المخطوط بزيادة واو «وكذلك» والصواب بدونها. سورة طه آية/ ١٢٦/.
(٢) سورة التوبة آية (٦٧).
(٣) الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث المصري، ثقة، ثبت، فقيه، إمام مشهور، ولد سنة أربع وتسعين ومات يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة.
(التهذيب ٨/ ٤٦٤ - والتقريب ٢/ ١٣٨).
(٤) عقيل: (بالضم) بن خالد بن عقيل (بالفتح) الأيلي (بفتح الهمزة بعدها تحتانية ساكنة ثم لام) أبو خالد الأموي مولاهم، ثقة، ثبت، سكن المدينة، ثم الشام ثم مصر، مات سنة أربع وأربعين ومائة على الصحيح.
(التقريب ٢/ ٢٩).
(٥) يونس: هو ابن يزيد بن أبي النّجّاد الأيلي (بفتح الهمزة وسكون التحتانية بعدها لام) أبو يزيد، مولى آل أبي سفيان، ثقة، إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا، وفي غير الزهري خطأ، من كبار السابعة، مات سنة تسع وخمسين ومائة على الصحيح.
(التقريب ٢/ ٣٨٦).
(٦) ابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري الفقيه


الصفحة التالية
Icon