قال أبو عبيد: فهذا قول من رأى التوبة إنما نسخت الفسق وحده. وقال آخرون: إنما نسخت الفسق وإسقاط الشهادة معا.
٢٧٥ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فى قوله:
وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ قال: ثم قال: إِلَّا الَّذِينَ تابُوا قال فمن تاب وأصلح فشهادته في كتاب الله عز وجل تقبل (١).
٢٧٦ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا ابن أبي مريم (٢) عن محمد بن مسلم الطائفى عن إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن المسيب: أن عمر استتاب الذين شهدوا على فلان (٣) فتاب اثنان وأبى أبو بكرة (٤) أن يتوب فكانت شهادتهما تقبل وكان أبو بكرة لا تقبل شهادته (٥).

(١) رواه الطبري/ جامع البيان/ ج ١٨/ ص ٦٢/ ط دار المعرفة.
ورواه البيهقي فى السنن الكبرى ج ١٠، كتاب الشهادات «باب شهادة القاذف» ص ١٥٣.
(٢) هو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم.
(٣) في حاشية المخطوط كتب عند كلمة «فلان»: هو المغيرة بن شعبة.
(٤) أبو بكرة: نفيع بن الحارث بن كلدة (بفتحتين) بن عمرو الثقفي، صحابي مشهور بكنيته، روى عن النبي- صلّى الله عليه وسلم- قال العجلي: كان من خيار الصحابة، أسلم بالطائف ثم نزل البصرة ومات بها سنة إحدى أو اثنتين وخمسين.
(التهذيب ١٠/ ٤٦٩ - التقريب ٢/ ٣٠٦).
(٥) روى نحوه عبد الرزاق فى المصنف ج ٨ كتاب الشهادات «باب شهادة القاذف»، أثر (١٥٥٥٠) ص ٣٦٢ تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
وروى نحوه البيهقي فى السنن الكبرى ج ١٠، كتاب الشهادات «باب شهادة القاذف» ص ١٥٢.
قال التركماني في الجوهر النقي عند رواية البيهقي لهذا الأثر:
أولا: تقدم غير مرة أن مالكا وابن معين أنكرا سماع ابن المسيب من عمر وقد ذكر البيهقي فيما مضى من قريب في باب الشهادة على الطلاق والرجعة أن روايته عنه مرسلة.
ثانيا: أن ابن المسيب الذي روى عن عمر قبول شهادته إذا تاب، خالفه في ذلك ففي مصنف ابن أبي شيبة ثنا أبو داود الطيالسي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب قالا: لا شهادة له وتوبته فيما بينه وبين الله- وهذا سند صحيح على شرط مسلم. أ. هـ بتصرف يسير.
المرجع السابق ص ١٥٣، ١٥٤.


الصفحة التالية
Icon