٣٩٧ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (١) عن ابن جريج عن عطاء مثل ذلك أيضا أو نحوه (٢).
٣٩٨ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا هشيم قال:
أخبرنا أشعث (٣) قال: سألت عطاء عن قتل الأسير فقال: منّ عليه أو فاده، قال وسألت الحسن فقال: تصنع به ما صنع رسول الله- صلى الله عليه- بأسارى بدر يمنّ عليه أو يفادى.
قال أبو عبيد: فأرى العلماء قد اختلفت في تأويل آيات الأسارى ففي حديث ابن عباس أن آية الفداء هي المحكمة الناسخة بقتلهم (٤) وإلى مذهبه ذهب سعيد بن جبير، وفي قول السّدي (٥) وابن جريج أنّ آية القتل هي المحكمة الناسخة للفداء والمنّ وإلى هذا ذهب الحسن وعطاء.
قال أبو عبيد: والقول عندنا أن الآيات جميعا محكمات لا منسوخ فيهن، يبين ذلك ما كان من أحكام رسول الله- صلى الله عليه- الماضية فيهم وذلك أنه كان عاملا بالآيات كلها من القتل والفداء والمنّ حتى توفاه الله عز وجل على ذلك ولا نعلم نسخ منها شيء، فكان أول أحكامه فيهم يوم بدر فعمل بها كلها يومئذ، بدأ بالقتل فقتل عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث (٦) في قفوله ثم قدم

(١) هو حجاج المصيصي.
(٢) رواه بمعناه الطبري فى جامع البيان- المرجع السابق.
رواه بمعناه أيضا عبد الرزاق في المصنف ج ٥، كتاب الجهاد «باب قتل أهل الشرك صبرا وفداء الأسرى» أثر (٩٣٨٩) ص ٢٠٥ تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي.
(٣) هو أشعث بن عبد الملك الحمراني.
(٤) هكذا في المخطوط «بقتلهم» بالباء ولعل الأولى هنا اللام «لقتلهم».
(٥) هو إسماعيل بن عبد الرحمن/ السّدي.
(٦) النضر بن الحارث: كان من شر عباد الله وأكثرهم كفرا وعنادا وهجاء للإسلام وأهله، وكان أحد أشراف قريش، وأحد الأسارى يوم بدر، أمر النبي- صلّى الله عليه وسلم- عليا بقتله في الصفراء مرجعه من بدر (البداية والنهاية ٣/ ٣٠٥).


الصفحة التالية
Icon