صاحبنا الذي ننتظره، فأنزل الله تعالى ﴿وإنّ الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه﴾ أي: التولي إلى الكعبة ﴿الحق﴾ أي: الثابت ﴿من ربهم﴾ لما في كتبهم من نعت النبيّ ﷺ من أنه يحوّل إليها وقوله تعالى: ﴿وما الله بغافل عما تعملون﴾ قرأه ابن عامر وحمزة والكسائي بالتاء على الخطاب للمؤمنين أي: وما أنا بغافل عن جزائكم وثوابكم، والباقون بالياء على الغيب أي: عما يعمل اليهود أي: فأجازيهم في الدنيا والآخرة، ففي الآية وعد للمؤمنين ووعيد للكافرين، ولما قالت اليهود والنصارى ائتنا بآية على أنّ الكعبة قبلة.
﴿ولئن﴾ اللام موطئة للقسم ﴿أتيت الذين أوتوا الكتاب﴾ أي: اليهود والنصارى ﴿بكل آيةٍ﴾ أي: برهان وحجة على أن التوجه إلى الكعبة هو الحق وقوله تعالى: ﴿ما تبعوا قبلتك﴾ جواب للقسم المضمر والمعنى أن تركهم اتباعك ليس على شبهة تزيلها بإيراد الحجة إنما هو على مكابرة وعناد مع علمهم لما في كتبهم من نعتك أنك على الحق.
تنبيه: كان مقتضى الظاهر ما يتبعون لكن أتى بالماضي لتحقق وقوعه كقوله تعالى: ﴿أتى أمر الله﴾ وقوله تعالى: ﴿وما أنت بتابع قبلتهم﴾ قطع لأطماعهم، فإنهم قالوا: لو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن يكون صاحبنا الذي ننتظره تغريراً منهم له وطمعاً في رجوعه ﴿وما بعضهم بتابع قبلة بعضٍ﴾ أي: أنهم مع اتفاقهم على مخالفتك مختلفون في شأن القبلة، فإن اليهود تستقبل الصخرة والنصارى مطلع الشمس لا يرجى توافقهم كما لا ترجى موافقتهم لك لتصلب كل حزب فيما هو فيه.
فإن قيل: كيف قال تعالى: ﴿وما أنت بتابع قبلتهم﴾ ولهم قبلتان لليهود قبلة وللنصارى قبلة؟ أجيب: بأن كلتا القبلتين باطلة مخالفة لقبلة الحق فكانتا لحكم الاتحاد في البطلان قبلة واحدة وقوله تعالى: ﴿ولئن اتبعت أهواءهم﴾ خطاب مع النبيّ ﷺ والمراد به الأمة أو على سبيل الفرض والتقدير ﴿من بعدما جاءك﴾ بين لك ﴿من العلم﴾ بالوحي في القبلة ﴿إنك إذاً﴾ إن اتبعتهم ﴿لمن الظالمين﴾ أي: من المرتكبين الظلم الفاحش، وفي هذا لطف للسامعين وزيادة تحذير واستفظاع لحال من ترك الدليل بعد إنارته وتتبع الهوى وتهييج للثبات على الحق، وقد أكد سبحانه وتعالى التهديد في ذلك وبالغ فيه.)
قال البيضاوي من سبعة أوجه: الأوّل: الاتيان باللام الموطئة للقسم، الثاني: القسم المضمر، الثالث: حرف التحقيق أي: التأكيد وهي أن الرابع تركيبه من جملة إسمية، الخامس: الاتيان باللام في الخبر أي: وهو من الظالمين، السادس: جعله من الظالمين أي: تعريف الظالمين الدال على المعروفين ولم يقل إنك ظالم، فإن في الإندراج معهم إيهاماً بحصول أنواع الظلم؛ لأنّ أل في الظالمين للاستغراق، السابع: التقييد بمجيء العلم تعظيماً للحق المعلوم وتحريضاً على اقتضائه وتحذيراً عن متابعة الهوى واستفظاعاً لظهور الذنب عن الأنبياء.
﴿الذين أتيناهم الكتاب﴾ أي: علماؤهم ﴿يعرفونه﴾ أي: محمداً ﷺ لسبق ذكره بلفظ الرسول مرّتين، وقول البيضاويّ تتبعاً للزمخشري وإن لم يسبق ذكره ممنوع، وقيل: القرآن وقيل: التحويل، ويدل للأوّل قوله تعالى: ﴿كما يعرفون أبناءهم﴾ أي: من بين الصبيان، قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لعبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه: كيف هذه المعرفة؟ قال عبد الله: يا عمر لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني ومعرفتي بمحمد ﷺ أشدّ من معرفتي بابني فقال عمر: وكيف
ليسوا من مقالاتهم ورواياتهم بحمد الله بسبيل وأطال في ردّ ذلك، وكذا فعل الرازي.
وقيل: وهمّ بها، أي: بزجرها ووعظها. وقيل: همّ بها، أي: غمه امتناعه منها. وقيل: همّ بها، أي: نظر إليها وقيل: همّ بضربها ودفعها. وقيل: هذا كله قبل نبوّته، وقد ذكر بعضهم ما زال النساء يملن إلى يوسف عليه السلام ميل شهوة حتى نبأه الله تعالى فألقى عليه هيبة النبوّة فشغلت هيبته كل من رآه عن حسنه ﴿كذلك﴾، أي: مثل ذلك التثبيت نثبته في كل أمر ﴿لنصرف عنه السوء﴾، أي: الهمّ بالزنا وغيره ﴿والفحشاء﴾ أي: الزنا وغيره، وقيل: السوء مقدمات الفاحشة من القبلة والنظر بالشهوة، والفحشاء هي الزنا، فكأنه قيل: لم فعل به هذا؟ فقيل: ﴿إنه من عبادنا﴾، أي: الذين عظمناهم ﴿المخلصين﴾، أي: في عبادتنا الذين هم خير صرف لا يخالطهم غش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بكسر اللام بعد الخاء، والباقون بالفتح.
قال الرازي: فوروده باسم الفاعل دل على كونه آتيا بالطاعات والقربات مع صفة الإخلاص، ووروده باسم المفعول يدلّ على أنّ الله تعالى استخلصه واصطفاه لحضرته، وعلى كلا اللفظين فإنه من أدل الألفاظ على كونه منزهاً عما أضافوه إليه وهذا مع قول إبليس: ﴿لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين﴾ (الحجر: ٣٩، ٤٠) شهادة من إبليس أنّ يوسف عليه السلام بريء من الهمّ فمن نسبه إلى الهمّ إن كانوا من أتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله تعالى على طهارته، وإن كانوا من أتباع إبليس وجنوده فليقبلوا شهادة إبليس على طهارته، قال: ولعلهم يقولون كنا في أوّل الأمر تلامذة إبليس إلا أنا زدنا وفجرنا عليه في السفاهة كما قال الجزوري:

*وكنت فتى من جند إبليس فارتقى بي الأمر حتى صار إبليس من جندي
*فلو مات قبلي كنت أحسن بعده طرائق فسق ليس يحسنها بعدي
ثم ذكر سبحانه وتعالى مبالغة في الامتناع بالجدّ في الهرب دليلاً على إخلاصه وأنه لم يهمّ أصلاً فقال:
﴿واستبقا الباب﴾، أي: أوجد المسابقة بغاية الرغبة من كل منهما هذا للهرب منها، وهذه لمنعه، فكل منهما بذل أقصى جهده في السبق، فلحقته عند الباب الأقصى مع أنه قد كان سبقها بقوّة الرجولية وقوّة الداعية إلى الفرار إلى الله تعالى، ولكن عاقه إتقانها للمكر بكون الأبواب كانت مغلقة فكان يشتغل بفتحها فتعلقت بأدنى ما وصلت إليه من قميصه وهو ما كان من ورائه خوف فواته فاشتد تعلقها به مع إعراضه هو عنها وهربه منها ففتحه فأراد الخروج فمنعته ﴿و﴾ لم تزل تنازعه حتى ﴿قدّت﴾، أي: شقت ﴿قميصه﴾ وكان القدّ ﴿من دبر﴾، أي: الناحية من الخلف منه، وانقطعت منه قطعة فبقيت في يدها ﴿وألفيا﴾، أي: وجدا ﴿سيدها﴾، أي: زوجها قطفير وهو العزيز تقول المرأة لبعلها: سيدي ولم يقل: سيدهما؛ لأنّ ملك يوسف لم يصح فلم يكن سيداً له على الحقيقة ﴿لدى﴾، أي: عند ﴿الباب﴾ جالساً مع ابن عمّ المرأة. فإن قيل: كيف وحد الباب وقد جمعه في قوله: ﴿وغلقت الأبواب﴾ ؟ أجيب:. بأنه أراد الباب البراني الذي هو المخرج من الدار والمخلص من العار، فقد روى كعب الأحبار: أنّ يوسف لما هرب جعل فراش القفل يتناثر ويسقط حتى خرج من الأبواب فلما رأت المرأة ابن عمها هابته وخافت التهمة فسابقت يوسف بالقول و ﴿قالت﴾ لزوجها ﴿ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً﴾، أي: فاحشة زنا أو غيره، ثم خافت عليه أن يقتل وذلك لشدّة
المعتبر بالآيات الناظر فيها نظر اعتبار ﴿كيف كان عاقبة﴾ أي: آخر أمر ﴿الظالمين﴾ حيث صاروا إلى الهلاك فحذِّر قومك عن مثلها وفي هذا إشارة إلى أنّ كل ظالم تكون عاقبته هكذا إن صابره المظلوم المحق ورابطه ﴿حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين﴾ ولما كان: «من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة» قال الله تعالى:
﴿وجعلناهم﴾ أي: في الدنيا ﴿أئمة﴾ أي: قدوة للضلال بالحمل على الإضلال، وقيل بالتسمية كقوله تعالى ﴿وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً﴾ (الزخرف: ١٩)
أو بمنع الألطاف الصارفة عنه ﴿يدعون﴾ أي: يوجدون الدعاء لمن اغتر بحالهم فضل بضلالهم ﴿إلى النار﴾ أي: إلى موجباتها من الكفر والمعاصي، وأمّا أئمة الحق فإنما يدعون إلى موجبات الجنة من فعل الطاعات والنهي عن المنكرات: جعلنا الله تعالى وأحبابنا معهم بمحمد وآله، ولما كان الغالب من حال الأئمة النصرة وقد أخبر عن خذلانهم في الدنيا قال تعالى: ﴿ويوم القيامة﴾ أي: الذي هو يوم التغابن ﴿لا ينصرون﴾ أي: لا يكون لهم نوع نصرة تدفع العذاب عنهم.
﴿وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة﴾ أي: طرداً عن الرحمة ودعاء عليهم بذلك من كل من سمع خبرهم بلسانه إن خالفهم أو بفعله الذي يكون عليهم مثل وزره إن وافقهم، وإنما قال الله تعالى: ﴿الدنيا﴾ ولم يقل الحياة، قال البقاعي: لأنّ السياق لتحقير أمرهم ودناءة شأنهم.
﴿ويوم القيامة هم﴾ أي: خاصة ومن شاكلهم ﴿من المقبوحين﴾ أي: المبعدين أيضاً المخزيين مع قبح الوجوه والأشكال والشناعة في الأقوال والأفعال والأحوال من القبح الذي هو ضد الحسن من قولهم: قبح الله العدو أبعده عن كل خير، وقال أبو عبيدة: من المهلكين، قال البقاعي: فيا ليت شعري أي: صراحة بعد هذا في أنّ فرعون عدوّ الله في الآخرة كما كان عدوّ الله في الدنيا فلعنة الله على من يقول إنه مات مؤمناً وأنه لا صراحة في القرآن بأنه من أهل النار وعلى من يشك في كفره بعدما ارتكبه من جلي أمره انتهى، وقد قدّمت الكلام في سورة يونس على قول فرعون وأنا من المسلمين.
ثم إنه تعالى أخبر عن أساس إمامة بني إسرائيل مقسماً عليه مع الافتتاح بحرف التوقع بقوله.
﴿ولقد آتينا﴾ أي: بما لنا من الجلال والكمال ﴿موسى الكتاب﴾ أي: التوراة الجامعة للهدى والخير في الدارين، قال أبو حيان: وهو أوّل كتاب نزلت فيه الفرائض والأحكام.
﴿من بعدما أهلكنا القرون الأولى﴾ أي: من قوم نوح إلى قوم فرعون وقوله تعالى ﴿بصائر للناس﴾ حال من الكتاب جمع بصيرة وهي نور القلب أي: أنوار القلوب فيبصر بها الحقائق ويميز بين الحق والباطل كما أنّ البصر نور العين الذي تبصر به ﴿وهدى﴾ أي: للعامل بها إلى كل خير ﴿ورحمة﴾ أي: نعمة هنيئة شريفة لأنها قائدة إليهما، ولما ذكر حالها ذكر حالهم بعد إنزالها بقوله تعالى: ﴿لعلهم يتذكرون﴾ أي: ليكون حالهم حال من يرجى تذكره، ثم إنّ الله تعالى خاطب نبيه ﷺ بقوله تعالى:
﴿وما كنت﴾ أي: يا أفضل الخلق ﴿بجانب الغربي﴾ قال قتادة: بجانب الجبل الغربي، وقال الكلبي: بجانب الوادي الغربي أي: الوادي من الطور الذي رأى موسى عليه السلام فيه النار وهو ما يلي البحر
ما وعد العباد به وتوعدوا ﴿حجارةً من طين﴾ أي: مهيأ للإحراق والاحتراق.
﴿مسوّمة﴾ أي: معلمة بعلامة العذاب المخصوص عليها اسم من يرمي بها وقوله تعالى: ﴿عند ربك﴾ أي: المحسن إليك بهذه البشارة وغيرها ظرف المسوّمة، أي: معلمة عنده ﴿للمسرفين﴾ أي: المتجاوزين الحدود غير قانعين بما أبيح لهم فالمسرف المتمادي ولو في الصغائر، فهم مجرمون أي: مسرفون. والمجرم قال ابن عباس: هو المشرك لأنّ الشرك أعظم الذنوب.
وهنا لطيفة: وهي أنّ الحجارة سوّمت للمصرّ المسرف الذي لا يترك الذنب في المستقبل وذلك إنما يعلمه الله تعالى فلذلك قال ﴿عند ربك للمسرفين﴾.
ولما كان الإجرام ظاهراً قالوا ﴿إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين﴾ واللام في المسرفين لتعريف العهد أي لهؤلاء المسرفين إذ ليس لكل مسرف حجارة مسوّمة، وإسرافهم بأنهم أتوا بما لم يسبقهم به أحد من العالمين وفي هذا دليل على رجم اللائط، والفائدة في إرسال جماعة من الملائكة لهذا الأمر وإن كان يكفي فيه الواحد منهم إذ الملك العظيم قد يهلك بالأمر الحقير كما أهلك النمروذ بالبعوض، وكما أهلك فرعون بالقمل والجراد بل بالريح التي بها الحياة إظهاراً للقدرة، وقد تكثر الأسباب كما في يوم بدر أمر خمسة آلاف من الملائكة بإهلاك أهل بدر مع قلتهم إظهاراً لعظيم قدرته.
تنبيه: قوله تعالى: ﴿من طين﴾ أي ليس من البرد والفاعل لذلك هو الله تعالى لا كما تقول الحكماء فإنهم يقولون: إنّ البرد يسمى حجارة فقوله تعالى: ﴿من طين﴾ يدفع ذلك التوهم قال الرازي: إن بعض من يدّعي العقل يقول لا ينزل من السماء إلا حجارة من طين مدوّرات على هيئة البرد وهيئة البنادق التي يتخذها الرماة قالوا: وسبب ذلك أنّ الإعصار تصعد الغبار من الفلوات العظيمة التي لا عمارة فيها والرياح تسوقها إلى بعض البلاد ويتفق ذلك إلى هواء ندي فيصير ذلك طيناً رطباً، والرطب إذا نزل وتفرّق استدار، بدليل أنك إذا رميت الماء إلى فوق ثم نظرت إليه رأيته يقطر كرات مدوّرات كاللآلىء الكبار، ثم في النزول إن اتفق أن تضربه النيران التي في الجوّ جعلته حجارة كالآجر المطبوخ فينزل فيصيب من هيأ الله تعالى هلاكه، وقد ينزل كثيراً في المواضع التي لا عمارة بها فلا يرى ولا يدري به فلهذا قال: ﴿من طين﴾، لأنّ ما لا يكون من طين كالحجر الذي يكون في الصواعق لا يكون كثيراً بحيث يمطر وهذا تعسف، لأنّ ذلك الإعصار لما وقع فإن وقع لحادث آخر لزم التسلسل ولا بدّ من الانتهاء إلى محدث ليس بحادث فذلك المحدث لا بدّ وأن يكون فاعلاً مختاراً، والمختار له أن يفعل ذلك وله أن يخلق الحجارة من طين على وجه آخر من غير نار ولا غبار لكن العقل لا طريق له إلى الجزم بطريق إحداثه، وما لا يصل العقل إليه لا يؤخذ إلا بالنقل والنص ومن المعلوم أنّ نزول حجارة الطين من السماء أغرب وأعجب من غيرها.
ولما أراد الله تعالى أن يهلك المجرمين ميز المؤمنين بقوله تعالى:
﴿فأخرجنا﴾ أي: بما لنا من العظمة بعد أن ذهبت رسلنا إليهم ووقعت بينهم وبين لوط عليه السلام محاورات معروفة لم يدع الحال هنا إلى ذكرها ﴿من كان فيها﴾ أي: قرى قوم لوط ﴿من المؤمنين﴾ أي: المصدّقين بقلوبهم لأنا لا نسوّيهم بالمجرمين فخلصناهم من العذاب على قلتهم وضعفهم وقوّة المخالفين وكثرتهم.
﴿فما وجدنا فيها﴾ أي: تلك القرى، أسند الأمر إليه تشريفاً


الصفحة التالية
Icon