أي: إذا حاسب فحسابه سريع لا يحتاج إلى عقد يد ولا وعي صدر ولا روية فكر، قال الحسن: أسرع من لمح البصر، وفي الحديث: «يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا».
﴿واذكروا الله﴾ أي: كبروه أدبار الصلوات وعند ذبح القرابين ورمي الجمار وغيرها، ﴿في أيام معدودات﴾ أي: أيام التشريق الثلاثة وسميت معدودات لقلتهن كقوله تعالى: ﴿دراهم معدودة﴾ (يوسف، ٢٠)، والأيام المعلومات عشر ذي الحجة آخرهن يوم النحر، والتكبير في الأيام المعدودات عقب كل صلاة ولو فائتة ونافلة مشروع في حق الحاج وغيره، لكن غير الحاج يكبر من صبح يوم عرفة إلى عقب عصر آخر أيام التشريق للاتباع، رواه الحاكم وصحح إسناده. وأما الحاج فيكبر من ظهر يوم النحر لأنها أوّل صلاته بمنى، ولا يسن التكبير عقب صلاة عيد الفطر لعدم وروده.
﴿فمن تعجل﴾ أي: استعجل بالنفر من منى ﴿في يومين﴾ أي: في ثاني أيام التشريق بعد رمي جماره بعد الزوال عند الشافعيّ وأصحابه قال في «الكشاف» وعند أبي حنيفة وأصحابه ينفر قبل طلوع الفجر ﴿فلا إثم عليه﴾ بالتعجيل ﴿ومن تأخر﴾ حتى بات ليلة الثالث ورمى جماره بعد زواله عندنا، أو قال في «الكشاف» : يجوز تقديم الرمي على الزوال عند أبي حنيفة ﴿فلا إثم عليه﴾ بذلك أي: هم مخيرون في ذلك.
فإن قيل: أليس التأخير أفضل؟ أجيب: بأنّ التخيير يقع بين الفاضل والأفضل كما خير المسافر بين الصوم والإفطار، وإن كان الصوم أفضل عند عدم المشقة، وقيل: إن أهل الجاهلية كانوا فريقين: منهم من جعل المتعجل آثماً ومنهم من جعل المتأخر آثماً، فورد القرآن بنفي الإثم عنهما جميعاً، وذلك التخيير ونفي الإثم عن المتعجل والمتأخر ﴿لمن اتقى﴾ الله تعالى في حجه، لأنه الحاجّ على الحقيقة عند الله تعالى، وقال النبيّ ﷺ «من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
﴿واتقوا الله﴾ في مجامع أموركم ليعبأ بكم ﴿واعلموا أنكم إليه تحشرون﴾ في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم.
﴿ومن الناس من يعجبك قوله﴾ أي: يعظم في نفسك ومنه الشيء العجيب الذي يعظم في النفس، وهو الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة واسمه أبيّ وسمي الأخنس، لأنه خنس يوم بدر بثلاثمائة رجل من بني زهرة عن القتال مع رسول الله ﷺ وكان منافقاً حلو المنظر، حلو الكلام للنبي ﷺ يحلف أنه مؤمن به ومحب له، ويقول: يعلم الله أني صادق، وكان رسول ﷺ يدني مجلسه.
وقوله تعالى: ﴿في الحياة الدنيا﴾ متعلق بالقول، أي: يعجبك ما يقول في أمور الدنيا وأسباب المعاش أو في معنى الدنيا، لأن ادعاءه المحبة بالباطل يطلب به حظاً من حظوظ الدنيا ولا يريد به الآخرة، كما يراد بالإيمان الحقيقي والمحبة الصادقة للرسول ﷺ فكلامه إذاً في الدنيا لا في الآخرة أو يعجبك قوله في الحياة الدنيا حلاوة وفصاحة، ولا يعجبك في الآخرة لما يرهقه في الموقف من الدهشة واللكنة، أو لأنه لا يؤذن له في الكلام فلا يتكلم حتى يعجبك كلامه.
﴿ويشهد الله على ما في قلبه﴾ أنه موافق لكلامه ﴿وهو ألدّ الخصام﴾ أي: شديد الخصومة لك ولأتباعك لعداوته لك وقال الحسن: ألدّ الخصام أي: كاذب بالقول، وقال قتادة: شديد القسوة في المعصية جدل بالباطل، يتكلم بالحكمة ويعمل بالخطيئة. وفي الحديث: «أن أبغض الرجال إلى الله الألدّ الخصم».
﴿س٢ش٢٠٥/ش٢١٠ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى ا؟رْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ؟ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِا؟ثْمِ؟ فَحَسْبُهُ؟ جَهَنَّمُ؟ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ؟ وَاللَّهُ رَءُوفُ؟ بِالْعِبَادِ * يَا؟أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا؟ ادْخُلُوا؟ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَتَتَّبِعُوا؟ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ؟ إِنَّهُ؟ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * فَإِن زَلَلْتُم مِّن؟ بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُو؟ا؟ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * هَلْ يَنظُرُونَ إِ؟ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَا؟؟ـ؟ِكَةُ وَقُضِىَ ا؟مْرُ؟ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ ا؟مُورُ﴾
﴿وإذا تولى﴾
كالعدم بالنسبة إليه، فلو شاركوه في منصب النبوّة لما قالوا ذلك، ثم قالوا: ﴿وإن كنا لخاطئين﴾، أي: والحال أن شأننا إنا كنا مذنبين بما فعلنا معك، ولذلك أذلنا الله تعالى لك، فكأنه قيل: ما قال لهم على قدرته وتمكنه مع ما سلف من إهانتهم له؟ فقيل:
﴿قال﴾ لهم قول الكرام اقتداءً بإخوانه من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ﴿لا تثريب﴾، أي: لا لوم ولا تعنيف ولا هلاك ﴿عليكم اليوم﴾ وإنما خصه بالذكر؛ لأنه مظنة التثريب فإذا انتفى ذلك فيه فما ظنك بما بعده، ولما أعفاهم من التثريب كانوا في مظنة السؤال عن كمال العفو المزيل للعقاب من الله تعالى، فاتبعه الجواب عن ذلك بالدعاء لهم بقوله: ﴿يغفر الله﴾، أي: الذي لا إله غيره ﴿لكم﴾، أي: ما فرط منكم، وعبر في هذا الدعاء بالمضارع إرشاداً لهم إلى إخلاص التوبة، ورغبّهم في ذلك، ورجاهم بالصفة التي هي سبب الغفران، فقال: ﴿وهو﴾ تعالى ﴿أرحم الراحمين﴾ لجميع العباد لا سيما التائب، فهو جدير بإدراك النعم.
روي أنهم أرسلوا إليه إنك لتدعونا إلى طعامك وكرامتك بكرة وعشياً ونحن نستحي مما فرط منا، فقال: إن أهل مصر ينظرونني وإن ملكت فيهم بعين العبودية فيقولون: سبحان من بلغ عبداً بعشرين درهماً ما بلغ، ولقد شرفت الآن بكم وعظمت في العيون حيث علم الناس أنكم إخوتي وأني من ذرية إبراهيم عليه السلام، ولما أقرّ أعينهم بعد اجتماع شملهم بإزالة ما يخشونه دنيا وأخرى سأل عن أبيه فقال: ما فعل أبي بعدي؟ قالوا: ابيضت عيناه من الحزن فأعطاهم قميصه وقال:
﴿اذهبوا بقميصي هذا﴾ وهو قميص إبراهيم عليه السلام الذي لبسه حين ألقي في النار عرياناً فأتاه جبريل بقميص من حرير الجنة فألبسه إياه، وكان ذلك عند إبراهيم، فلما مات إبراهيم ورثه إسحاق، فلما مات إسحاق ورثه يعقوب، فلما شب يوسف جعل يعقوب ذلك في قصبة من فضة وسدّ رأسها وعلقها في عنقه لما كان يخاف عليه من العين، وكان لا يفارقه، فلما ألقي في البئر عرياناً جاءه جبريل وعلى يوسف ذلك التعويذ، فأخرج القميص وألبسه إياه، ففي الوقت جاء جبريل عليه السلام وقال: أرسل ذلك القميص، فإنّ فيه ريح الجنة لا يقع على مبتلى ولا على سقيم إلا عوفي، فدفع يوسف ذلك القميص إلى إخوته، وقال: إذا وصلتم إلى أبي ﴿فألقوه على وجه أبي يأت﴾، أي: يصر ﴿بصيراً﴾، أي: يردّ إليه بصره كما كان، أو يأت إليّ حال كونه بصيراً ﴿وأتوني﴾، أي: أبي وأنتم ﴿بأهلكم﴾، أي: مصاحبين لكم ﴿أجمعين﴾ لا يتخلف منكم أحد فرجعوا بالقميص لهذا القصد. وروي أنّ يهوذا هو الذي حمل القميص لما لطخوه بالدم فقال: لا يحمل هذا غيري لأفرحه كما أحزنته فحمله وهو حاف من مصر إلى كنعان، وبينهما ثمانون فرسخاً.
﴿ولما فصلت العير﴾ من عريش مصر وهو آخر بلاد مصر إلى أوّل بلاد الشأم ﴿قال أبوهم﴾ لولد ولده ومن حوله من أهله مؤكداً لعلمه أنهم ينكرون قوله: ﴿إني لأجد ريح يوسف﴾ أوصلته إليه ريح الصبا بإذن الله تعالى من مسيرة ثلاثة أيام أو ثمانية أو أكثر، قال مجاهد: هبت ريح فصفقت القميص ففاحت روائح الجنة في الدنيا واتصلت بيعقوب فوجد ريح الجنة فعلم عليه السلام أنه ليس في الدنيا من ريح الجنة إلا ما كان من ذلك القميص.
قال أهل المعاني: إنّ الله تعالى أوصل إليه ريح يوسف عليه السلام عند انقضاء مدّة المحنة ومجيء وقت الفرج من المكان
وعظيم البأس، وقرأ نافع وابن عامر وشعبة مودّة بالنصب والتنوين وبينكم بنصب النون فنصب مودّة على أنه مفعول له أي: لأجل مودّة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي برفع مودّة من غير تنوين وكسر النون على أنّ مودّة خبر مبتدأ محذوف أي: هي مودّة، والباقون بنصب مودّة من غير تنوين وكسر النون وهذا أيضاً كإعراب المنوّنة، ولما أشار إلى هذا النفع الذي هو في الحقيقة ضراً تبع ذلك ما يعقبه من الضرّ البالغ معبراً بأداة البعد بقوله: ﴿ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض﴾ فينكر كل منكم محاسن أخيه ويتبرأ منه وتلعن الأتباع القادة وتلعن القادة الأتباع كما قال تعالى: ﴿ويلعن بعضكم بعضاً﴾ (العنكبوت، ٢٥) وتنكرون كلكم عبادة الأوثان تارة إذا تحققتم أنها ضرر لا نفع لها وتقرّون بها أخرى طالبين نصرتها راجين منفعتها وتنكر الأوثان عبادتكم وتجحد منفعتكم ﴿ومأواكم﴾ أي: جميعاً أنتم والأوثان ﴿النار وما لكم من ناصرين﴾ يحمونكم منها، ثم بين تعالى أوّل من آمن بإبراهيم بقوله تعالى:
﴿فآمن له﴾ أي: لأجل دعائه له مع ما رأى من الآيات ﴿لوط﴾ وكان ابن أخيه هاران وهو أوّل من صدّقه من الرجال ﴿وقال﴾ أي: إبراهيم عليه السلام لما هو جدير بالإنكار من الهجرة لصعوبتها ﴿إني مهاجر﴾ أي: خارج من أرضي وعشيرتي على وجه يهمّ فمنتقل ومنحاز ﴿إلى ربي﴾ أي: إلى أرض ليس فيها أنيس ولا عشير ولا من ترجى نصرته ولا من تنفع مودّته فهاجر من كوثى من سواد الكوفة إلى حران ثم منها إلى الأرض المقدّسة فكانت هجرتان، ومن ثم قالوا لكل نبيّ هجرة ولإبراهيم عليه السلام هجرتان، وهو أوّل من هاجر في الله وكان معه في هجرته لوط وامرأته سارة، قال مقاتل وكان إذ ذاك ابن خمس وسبعين سنة.
فإن قيل: لمَ لَمْ يقل: إني مهاجر إلى حيث أمرني ربي مع أنّ المهاجرة توهم الجهة؟ أجيب: بأنّ هذا القول ليس في الإخلاص كقوله إلى ربي لأنّ الملك إذا صدر منه أمر برواح الأخيار ثم إن واحداً منهم سار إلى ذلك الموضع لغرض نفسه فقد هاجر إلى حيث أمره الملك ولكن ليس مخلصاً لوجهه فلذا قال مهاجر إلى ربي يعني يوجهني إلى الجهة المأمور بالهجرة إليها ليس طلباً للجهة وإنما هو طلب لله، ثم علل ذلك بما يسليه عن فراق أرضه وأهل ودّه من ذوي رحمه وأنسابه بقوله: ﴿إنه هو﴾ أي: وحده ﴿العزيز﴾ أي: فهو جدير بإعزاز من انقطع إليه ﴿الحكيم﴾ فهو إذا أعز أحداً منعته حكمته من التعرّض له بالإذلال بفعل أو مقال، ولما كان التقدير فأعززناه بما ظنّ بنا عطف عليه قوله:
﴿ووهبنا له﴾ أي: بعظيم قدرتنا شكراً على هجرته ﴿إسحاق﴾ من زوجته سارة رضي الله تعالى عنها التي جمعت إلى العقم في شبابها اليأس في كبرها ﴿ويعقوب﴾ من ولده إسحاق عليهما السلام فإن قيل لِمَ لَمْ يذكر إسماعيل عليه السلام وذكر إسحاق وعقبه؟ أجيب: بأن هذه السورة لما كان السياق فيها للامتحان وكان إبراهيم عليه السلام قد ابتلي في إسماعيل بفراقه مع أمّه ووضعهما في مضيعة من الأرض لا أنيس فيها لم يذكره تصريحاً في سياق الامتنان وأفرد إسحاق لأنه لم يبتل فيه بشيء من ذلك ولأن الامتنان به لكون أمّه عجوزاً عقيماً أكبر وأعظم لأنها أعجب، وذكر إسماعيل تلويحاً في قوله تعالى ﴿وجعلنا﴾ أي: بعزتنا وحكمتنا ﴿في ذرّيته﴾ من ولد إسحاق وإسماعيل
جاهد نفسه حتى حصل منه تقوى فهو يوصله فوق ما يؤمل من الثواب في الدارين فكيف بمن صارت له التقوى وصفا ثابتاً.
ولما بين جهل المشركين في عبادة الأصنام ذكر واحد منهم بسوء فعله فقال تعالى:
﴿أفرأيت الذي تولى﴾ أي: عن اتباع الحق والثبات عليه. قال مجاهد وأبو زيد ومقاتل نزلت في الوليد بن المغيرة كان قد اتبع النبيّ ﷺ على دينه فعيره بعض المشركين وقال له تركت دين الأشياخ وضللتهم فقال: إني خشيت عذاب الله تعالى فضمن الذي عاتبه إن هو أعطاه كذا من ماله، ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله فرجع الوليد إلى الشرك وأعطى الذي عيره بعض ذلك الذي ضمن ومنعه تمامه، فأنزل الله تعالى ﴿أفرأيت الذي تولى﴾ أي أدبر عن الإيمان.
﴿وأعطى قليلا﴾ أي: من المال المسمى ﴿وأكدى﴾ أي: منع الباقي، مأخوذ من الكدية أرض صلبة كالصخرة تمنع حافر البئر إذا وصل إليها من الحفر، فأكدى أصله من أكدى الحافر إذا حفر شيئاً فصادف كدية منعته من الحفر ومثله: أجبل إذا صادف جبلاً منعه من الحفر وكديت أصابعه كَلَّت من الحفر ثم استعمل في كل من طلب شيئاً فلم يصل إليه أو لم يتممه ولمن طلب شيئاً ولم يبلغ آخره قال الحطيئة:
*وأعطى قليلاً ثم أكدى عطاءه | ومن يفعل المعروف في الناس يحمد* |
وقوله تعالى: ﴿أعنده علم الغيب﴾ أي: ما غاب هو المفعول الثاني لرأيت بمعنى أخبرني، والمفعول الأوّل محذوف اقتصاراً لأعطى ﴿فهو﴾ أي: فتسبب عن ذلك أنه ﴿يرى﴾ أي: يعلم أنّ صاحبه يتحمل عنه ذنوبه.
﴿أم﴾ أي: بل ﴿لم ينبأ﴾ أي: يخبر أخباراً عظيماً متتابعاً ﴿بما في صحف موسى﴾ أي: التوراة المنسوبة إليه بإنزالها عليه، وكذا ما تبعها من أسفار الأنبياء الذين جاؤوا بعده بتقريرها.
وقدم صحف موسى عليه السلام على قوله: ﴿وإبراهيم﴾ أي: وصحفه لأنّ كتاب موسى عليه السلام أعظم كتاب بعد القرآن مع أنه موجود بين الناس تمكن مراجعته، ثم مدح إبراهيم عليه السلام بقوله تعالى: ﴿الذي وفى﴾ أي: أتم ما أمر به من ذلك تبليغ الرسالة واستقلاله بأعباء النبوة وقيامه بأضيافه وخدمتهم إياه بنفسه، وإنه كان يخرج كل يوم فيمشي فرسخاً يرتاد ضيفاً فإن وافقه أكرمه وإلا نوى الصوم وعن الحسن: ما أمر الله تعالى بشيء إلا وفى به وصبر على ما امتحن به، وما قلق شيئاً من قلق وصبر على حر ذبح الولد وعلى حر النار ولم يستعن بمخلوق بل قال لجبريل عليه السلام لما قال له: ألك حاجة قال: أما إليك فلا وقال الضحاك: وفي المناسك، وروي عن النبيّ