بالجملة الاسمية المؤكدة بأنّ لأنهم قصدوا بالأولى دعوى إحداث الإيمان، وقصدوا بالثانية تحقيق ثباتهم على ما كانوا عليه، ولأنه لم يكن لهم باعث من عقيدة وصدق ورغبة فيما خاطبوا به المؤمنين ولا توقع رواج ادّعاء الكمال في الإيمان على المؤمنين من المهاجرين والأنصار بخلاف ما قالوه مع الكفار ﴿إنما نحن مستهزئون﴾ بأصحاب محمد ﷺ أي: نسخر بهم بإظهارنا الإسلام لأنّ المستهزىء بالشيء المستخف به مصرّ على خلافه فهذا تأكيد لما قبله أو بدل منه لأنّ من حقر الإسلام فقد عظم الكفر، أو استئناف فكأنّ الشياطين قالوا لهم لما قالوا: إنا معكم، إن صح ذلك: فما بالكم توافقون المؤمنين وتدّعون الإيمان فأجابوا بذلك.
تنبيه: بين سبحانه وتعالى بهذه الآية معاملة المنافقين مع المؤمنين والكفار، روى الواحديّ وغيره ولكن بسند ضعيف «أن ابن أبيّ وأصحابه استقبلهم نفر من الصحابة فقال لقومه: انظروا كيف أردّ هؤلاء السفهاء عنكم فأخذ بيد أبي بكر رضي الله عنه وقال: مرحباً بالصدّيق سيد بني تيم وشيخ الاسلام وثاني رسول الله ﷺ في الغار الباذل نفسه وماله لرسول الله ﷺ ثم أخذ بيد عمر رضي الله تعالى عنه فقال: مرحباً بسيد بني عديّ الفاروق القويّ في دينه الباذل نفسه وماله لرسول الله ﷺ ثم أخذ بيد عليّ رضي الله تعالى عنه فقال: مرحباً بابن عمّ رسول الله ﷺ وختنه» أي: ـ زوج بنته عند العامّة وعند العرب كل من كان من قبل المرأة ـ وكل منهما صحيح هنا، سيد بني هاشم ما خلا رسول الله ﷺ فنزلت. وما صدّر به قوله تعالى: ﴿ومن الناس من يقول آمنا﴾ فمسوق لبيان مذهبهم وتمهيد نفاقهم فليس بتكرير.
﴿الله يستهزىء بهم﴾ أي: يجازيهم على استهزائهم، سمي جزاء الاستهزاء باسمه كما سمي جزاء السيئة بسيئة، إما لمقابلة اللفظ باللفظ أو لكونه مماثلاً له في القدر ومثل هذا يسمى مشاكلة أو ينزل بهم الحقارة والهوان الذي هو لازم الاستهزاء والغرض منه أو يرجع وبال الاستهزاء عليهم فيكون كالمستهزىء بهم أو يعاملهم معاملة المستهزىء، أما في الدنيا فبإجراء أحكام الإسلام عليهم واستدراجهم بالإمهال والزيادة في النعمة مع التمادي في الطغيان، وأمّا في الآخرة فبأن يفتح لهم وهم في النار باباً إلى الجنة فيسرعون نحوه فإذا صاروا إليه سد عليهم الباب وذلك قوله تعالى: ﴿فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون﴾ (المصطففين، ٣٤) وإنما استؤنف به ولم يعطف ليدل على أنه تعالى تولى مجازاتهم ولم يحوج المؤمنين أن يعارضوهم وأنّ استهزاءهم لا يبالي به لحقارتهم ﴿ويمدّهم في طغيانهم﴾ أي: في ضلالاتهم ﴿يعمهون﴾ يتردّدون متحيرين، والطغيان بالضم والكسر تجاوز الحدّ في العصيان والغلوّ في الكفر، وأصله تجاوز الشيء عن مكانه، قال تعالى: ﴿إنا لما طغى الماء حملناكم﴾ (الحاقة، ١١) قال البيضاوي: والعمه في البصيرة كالعمى في البصر وهو التحير في الأمر يقال: رجل عامه وعمه وأرض عمهاء لا منار لها اه. وظاهر كلامه اختصاص العمه بالبصيرة والعمى بالبصر وهو ما ذكره ابن عطية فبينهما تباين، وقال الإمام وغيره: العمه في البصيرة والعمى عام فيها وفي البصر، فبينهما عموم مطلق وأمال الدوري عن الكسائي ألف طغيانهم إمالة محضة وفتحها الباقون.
﴿أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى﴾ أي: اختاروها عليه واستبدلوها به. وأصل الشراء بذل الثمن لتحصيل ما يطلب
اختصاص الفضل والرحمة بالفرح دون ما عداهما من فوائد الدنيا، فحذف أحد المفعولين لدلالة المذكور عليه، والفاء داخلة لمعنى الشرط كأنه قيل: إن فرحوا بشيء فليفرحوا بهما. فإنه لا مفروح به أحق منهما. ﴿هو﴾ أي: المحدّث عنه من الفضل والرحمة ﴿خير مما يجمعون﴾ أي: من حطام الدنيا ولذاتها الفانية. وقرأ ابن عامر بالتاء على الخطاب والباقون بالياء على الغيبة.
﴿قل﴾ يا محمد لكفار مكة ﴿أرأيتم﴾ أي: أخبروني ﴿ما أنزل﴾ أي: خلق ﴿الله لكم من رزق﴾ وأنه تعالى جعل الرزق منزلاً؛ لأنه مقدر في السماء يحصل بأسباب منها ﴿فجعلتم منه﴾ أي: من ذلك الرزق ﴿حراماً وحلالاً﴾ وهو مثل ما ذكروه من تحريم السائبة والوصيلة والحام، ومثل قولهم: هذه أنعام وحرث حجر. ومثل قولهم: هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرّم على أزواجنا. ومثل قولهم: ثمانية أزواج من الضأن اثنين ﴿قل﴾ لهم يا محمد ﴿ءآلله أذن لكم﴾ في هذا التحريم والتحليل ﴿أم﴾ أي: بل ﴿على الله تفترون﴾ أي: تكذبون على الله بنسبة ذلك إليه
﴿وما ظن الذين يفترون﴾ أي: يتعمدون ﴿على الله الكذب﴾ أي: أيّ شيء ظنهم به ﴿يوم القيامة﴾ أيحسبون أن لا يؤاخذهم ولا يجازيهم على أعمالهم؟ فهو استفهام بمعنى التوبيخ والتقريع والتهديد والوعيد العظيم لمن يفتري على الله الكذب ﴿إن الله لذو فضلٍ على الناس﴾ بنعم كثيرة لا تحصى منها: إنزال الكتب مفصلاً، فيها ما يرضيه وما يسخطه، ومنها: إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام لبيانها بما يحتمله عقول الخلق منها، ومنها: طول إمهالهم على سوء أفعالهم، ومنها: إنعامه عليهم بالعقل، فكان شكره واجباً عليهم ﴿ولكن أكثرهم﴾ أي: الناس ﴿لا يشكرون﴾ هذه النعم ولا يستعملون العقل في دلائل الله تعالى ولا يقبلون دعوة أنبيائه، ولا ينتفعون باستماع كتب الله، وقوله تعالى:
﴿وما تكون﴾ خطاب للنبيّ ﷺ ﴿في شأن﴾ أي: عمل من الأعمال وجمعه شؤون، والضمير في قوله تعالى: ﴿وما تتلو منه﴾ إمّا للشأن؛ لأنّ تلاوة القرآن شأن من شأن رسول الله ﷺ بل هو معظم شأنه، وإمّا للتنزيل كأنه قيل: وما تتلو من التنزيل ﴿من قرآن﴾ لأنّ كل جزء منه قرآن، والإضمار قبل الذكر تفخيم له، وإما لله تعالى، والمعنى: وما تتلو من الله من قرآن نازل عليك، وقوله تعالى ﴿ولا تعملون من عمل﴾ أي: أيّ عمل كان تعميم للخطاب بعد تخصيصه بمن هو رئيسهم وهو النبيّ ﷺ ولذلك ذكر حيث خص بما فيه فخامة وهو الشأن، وذكر حيث عمّ بقوله تعالى: من عمل، بما يتناول الجليل والحقير، وقيل: إنّ الكل داخلون في الخطابين الأوّلين أيضاً؛ لأنه من المعلوم أنه إذا خوطب رئيس القوم كان القوم داخلين في ذلك الخطاب، كما في قوله تعالى: ﴿يا أيها النبيّ إذا طلقتم النساء﴾ (الطلاق، ١).
﴿إلا كنا عليكم شهودا﴾ أي: رقباء نحصي عليكم أعمالكم؛ لأنّ الله تعالى رقيب على كل شيء وعالم بكل شيء إذ لا محدث ولا خالق ولا موجد إلا الله تعالى، فكل ما يدخل في الوجود هنا من أحوال العباد وأعمالهم الظاهرة والباطنة داخل في علمه وشاهد عليه ﴿إذ تفيضون﴾ أي: الله شاهد عليكم حين تدخلون وتخوضون ﴿فيه﴾ أي: ذلك العمل. وقيل: الإفاضة الدفع بكثرة. وقال الزجاج: إذ تنتشرون فيه، يقال: أفاض القوم في الحديث إذا انتشروا فيه ﴿وما يعزب﴾ أي: يغيب ﴿عن ربك﴾ يا محمد
الوعظ بما يؤكد القبول بأن نبههم على نعم الله تعالى عليهم بقوله:
﴿واتقوا الذي أمدّكم﴾ أي: جعل لكم مدداً وهو اتباع الشيء ما يقوّ به على الانتظام ﴿بما تعلمون﴾ أي: ليس فيه نوع خفاء حتى تغفلوا عن تقييد بالشكر، ثم فصل ذلك المجمل بقوله:
﴿أمدّكم بأنعام﴾ تعينكم على الأعمال وتأكلون منها وتبيعون ﴿وبنين﴾.
يعينونكم على ما تريدون عند العجز.
﴿وجنات﴾ أي: بساتين ملتفة الأشجار بحيث تستر داخلها ﴿وعيون﴾ أي: أنهار تشربون منها وتسقون أنعامكم وبساتينكم ثم خوّفهم بقوله:
﴿إني أخاف عليكم﴾ قال ابن عباس: إن عصيتموني أي: فإنكم قومي يسوءني ما يسوءكم ﴿عذاب يوم عظيم﴾ في الدنيا والآخرة فإنه كما قدر على الإنعام فهو قادر على الانتقام وتعظيم اليوم أبلغ من تعظيم العذاب، ولما بالغ عليه السلام في وعظهم وتنبيههم على نعم الله تعالى حيث أجملها ثم فصلها مستشهد بعلمهم وذلك أنه أيقظهم عن سنة غفلتهم عنها حين قال: ﴿أمدّكم بما تعلمون﴾ ثم عدّدها عليهم وعرّفهم المنعم بتعديد ما يعلمون من نعمته وأنه كما قدر أن يتفضل عليكم بهذه النعمة قادر على الانتقام منكم ولم يقدّر الله تعالى هدايتهم.
﴿قالوا﴾ له راضين بما هم عليه ﴿سواء علينا أوعظت﴾ أي: خوفت وحذرت ﴿أم لم تكمن من الواعظين﴾ فإنا لا نرعوي عما نحن فيه، فإن قيل: لو قيل أوعظت أم لم تعظ كان أخصر والمعنى واحد؟ أجيب: بأنّ ذلك لتواخي القوافي، أو لأنّ المعنى ليس واحداً بل بينهما فرق لأنّ المراد سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ أم لم تكن أصلاً من أهله ومباشريه فهو أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه من قولك أم لم تعظ، وقرأ قوله تعالى:
أي: ما ﴿هذا﴾ أي: الذي جئتنا به ﴿إلا خلق الأولين﴾ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بضم الخاء واللام أي: ما هذا الذي نحن فيه إلاعادة الأولين في حياة ناس وموت آخرين وعافية قوم وبلاء آخرين، وقرأ الباقون بضم الخاء وسكون اللام أي: ما هذا إلا كذب الأولين.
﴿وما نحن بمعذبين﴾ أي: على ما نحن عليه لأنا أهل قوة وشجاعة ونجدة وبلاغة وبراعة، لما تضمن هذا التكذيب تسبب عنه قوله تعالى:
﴿فكذبوه﴾ ثم تسبب عن تكذيبهم قوله تعالى: ﴿فأهلكناهم﴾ أي: في الدنيا بريح صرصر، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى في سورة الحاقة ﴿إن في ذلك﴾ أي: الإهلاك في كل قرن للمكذبين والإنجاء للمصدقين ﴿لآية﴾ أي: عظيمة لمن بعدهم على أنه تعالى فاعل ذلك وحده وأنه مع أوليائه ومن كان معه لا يذلّ وأنه على أعدائه ومن كان عليه لا يعز ﴿وما كان أكثرهم﴾ أي: أكثر من كان بعدهم ﴿مؤمنين﴾ أي: فلا تحزن أنت يا أشرف الرسل على من أعرض عن الإيمان.
﴿وإن ربك﴾ أي: المحسن إليك بإرسالك وغيره من النعم ﴿لهو العزيز﴾ في انتقامه ممن عصاه ﴿الرحيم﴾ في إنعامه وإكرامه وإحسانه مع عصيانه وكفرانه وإرسال المرسلين وتأييدهم بالآيات المعجزة.
ثم أتبع قصة هود عليه السلام قصة صالح عليه السلام وهي القصة الخامسة بقوله تعالى:
﴿كذبت ثمود﴾ وهم أهل الحجر ﴿المرسلين﴾ وقرأ نافع وابن كثير وعاصم بإظهار المثناة عند المثلثة، والباقون بالإدغام وأشار تعالى إلى زيادة التسلية بمفاجأتهم بالتكذيب من غير تأمل ولا توقف بقوله تعالى:
﴿إذ﴾ أي: حين ﴿قال لهم أخوهم﴾
ناسين ما أمر الله تعالى به معرضين عن كتابه.
﴿ويأكلون﴾ على سبيل الاستمرار ﴿كما تأكل الأنعام﴾ أي: أكل التذاذ ومرح من أيّ موضع كان وكيف الأكل من غير تمييز الحرام من غيره، إذ ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم، لا يلتفتون إلى الآخرة؛ لأنّ الله تعالى أعطاهم الدنيا، ووسع عليهم فيها، وفرغهم لها حتى شغلتهم عنه هواناً بهم وبغضاً لهم فيدخلهم ناراً وقودها الناس والحجارة كما قال تعالى: ﴿والنار مثوى لهم﴾ أي: منزل ومقام ومصير ولما ضرب الله تعالى لهم مثلاً بقوله تعالى ﴿أفلم يسيروا في الأرض﴾ ولم ينفعهم مع ما تقدم من الدلائل ضرب للنبيّ ﷺ مثلاً تسلية له. فقال تعالى:
﴿وكأين﴾ أي: وكم ﴿من قرية﴾ أريد أهلها أي: كذبت رسولها ﴿هي أشد قوة﴾ وأكثر عدداً ﴿من قريتك﴾ مكة أي: أهلها وقوله تعالى: ﴿التي أخرجتك﴾ روعي فيه لفظ قرية وقوله تعالى: ﴿أهلكناهم﴾ أي: بأنواع العذاب روعي فيه معنى قرية الأول ﴿فلا ناصر لهم﴾ يدفع عنهم الهلاك. كذلك نفعل بهم فاصبر كما صبر رسلهم قال ابن عباس: «لما خرج رسول الله ﷺ من مكة إلى الغار التفت إلى مكة وقال أنت أحب أرض الله إلى الله وأحب بلاد الله إليّ ولو أنّ المشركين لم يخرجوني لم أخرج منك» فأنزل الله تعالى هذه.
﴿أفمن كان﴾ أي: في جميع أحواله ﴿على بينة﴾ أي: حجة ظاهرة البيان في أنها حق ﴿من ربه﴾ أي: المربي والمدبر له المحسن إليه وهم النبيّ ﷺ والمؤمنون ﴿كمن زين له﴾ بتزيين الشيطان بتسليطنا له عليه ﴿سوء عمله﴾ فرآه حسناً وهم: أبو جهل والكفار ﴿واتبعوا أهواءهم﴾ في ذلك ولا شبهة لهم في شيء من أعمالهم السيئة فضلاً عن دليل ولما تكرّر ذكر الجنة في هذه السورة بين صفتها. بقوله تعالى:
﴿مثل﴾ أي: صفة ﴿الجنة﴾ أي: البساتين العظيمة التي تستر داخلها من كثرة أشجارها ﴿التي وعد المتقون﴾ أي: الذين حملتهم تقواهم بعد الوقوف عن فعل لم يدلّ عليه دليل على أن استمعوا منك فانتفعوا بما دللتهم عليه من أمور الدين.
تنبيه: اختلف في إعراب هذه الآية على أوجه:
أحدها: أن ﴿مثل﴾ مبتدأ وخبره مقدّر. قدره النضر بن شميل: مثل الجنة ما تسمعون. فما تسمعون خبره و ﴿فيها أنهار﴾ مفسر له. وقدّره سيبويه: فيما يتلى عليكم مثل الجنة. والجملة بعدها أيضاً مفسرة للمثل.
ثانيها: أن ﴿مثل﴾ زائدة تقديره: الجنة التي وعد المتقون ﴿فيها أنهار﴾ ونظير زيادة ﴿مثل﴾ هنا زيادة اسم في قول القائل:
*إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
ثالثها: أنّ مثل الجنة مبتدأ، والخبر: قوله تعالى ﴿كمن هو خالد في النار﴾ فقدّره ابن عطية: أمثل أهل الجنة كمن هو خالد فقدر حرف الإنكار ومضافاً ليصح وقدّره الزمخشريّ: أمثّل الجنة كمثل جزاء من هو خالد. والجملة من قوله تعالى ﴿فيها أنهار﴾ حال من الجنة أي: مستقرّة فيها أنهار ﴿من ماء﴾ ولما كان ماء الدنيا مختلف الطعوم، مع اتحاد الأرض ببساطها، وشدّة اتصالها، للدلالة على أنّ فاعل ذلك قادر مختار وقد يكون آسناً أي: متغيراً عن الماء الذي يشرب بريح منتنة من أصل خلقته، أو من عارض عرض له من منبعه، أو مجراه قال تعالى: ﴿غير آسن﴾ أي: ثابت له في وقت ما شيء من الطعم، أو اللون، أو الريح بوجه من الوجوه وإن طالت إقامته وإن أضيف إليه غيره فإنه لا يقبل التغير بوجه بخلاف ماء الدنيا فيتغير


الصفحة التالية
Icon