والباقون بضمها ﴿ثم إنّ كثيراً منهم بعد ذلك﴾ أي: بعدما كتبنا عليهم هذا التشديد العظيم وأرسلنا إليهم الرسل بالآيات الواضحة تأكيداً للأمر وتجديداً للعهد ﴿في الأرض لمسرفون﴾ أي: مجاوزون الحدّ بالكفر والقتل وغير ذلك ولا يبالون به وبهذا اتصلت القصة بما قبلها.
ونزل في العرنيين «لما قدموا المدينة وهم مرضى أتوا النبيّ ﷺ وبايعوه على الإسلام وهم كذبة فبعثهم النبيّ ﷺ إلى إبل الصدقة ليشربوا من ألبانها وأبوالها فلما صحوا قتلوا الراعي واستاقوا الإبل».
﴿إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله﴾ أي: يحاربون أولياءهما وهم المسلمون جعل محاربتهم محاربتهما تعظيماً ﴿ويسعون في الأرض فساداً﴾ أي: بقطع الطريق ﴿أن يقتلوا﴾ أي: إن قتلوا ﴿أو يصلبوا﴾ أي: مع ذلك إن قتلوا وأخذوا المال أي: والصلب ثلاثاً بعد القتل ﴿أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف﴾ أي: أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى إن اقتصروا على أخذ المال ﴿أو ينفوا من الأرض﴾ أي: إن أرعبوا ولم يأخذوا شيئاً أي: ينفوا من بلد إلى بلد إن رأى الإمام ذلك وإن رأى حبسهم فله ذلك ولو في بلدهم، هكذا فسر الآية ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فحمل كلمة أو على التنويع لا التخيير كما في قوله تعالى: ﴿وقالوا كونوا هوداً أو نصارى﴾ (البقرة، ١٣٥) أي: قالت اليهود: كونوا هوداً وقالت النصارى: كونوا نصارى إذ لم يخيّر أحد منهم بين اليهودية والنصرانية ﴿ذلك﴾ أي: الجزاء العظيم ﴿لهم خزي﴾ أي: ذل وإهانة ﴿في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم﴾ هو عذاب النار واحتج أكثر أهل العلم على أنّ هذه الآية نزلت في قطاع الطريق بقوله تعالى:
﴿إلا الذين تابوا﴾ أي: رجعوا عما كانوا عليه من المحاربة خوفاً من الله تعالى ﴿من قبل أن تقدروا عليهم﴾ أي: فإنّ حقوقه تعالى تسقط عنهم كالقطع والصلب وتحتم القتل ويبقى القصاص والمال لأنه حق آدمي لا يسقط بالتوبة ﴿فاعلموا أنّ الله غفور﴾ لهم ما أتوه ﴿رحيم﴾ بهم، ولو كانت نزلت في الكفار لكانت توبتهم بالإسلام وهو رافع للعقوبة قبل القدرة وبعدها.
﴿يأيها الذين آمنوا اتقوا الله﴾ أي: خافوا عقابه بأن تطيعوه ﴿وابتغوا إليه الوسيلة﴾ أي: اطلبوا ما تتوسلون به إلى ثوابه، والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي من وسل إلى كذا إذا تقرّب إليه قال لبيد:

*أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم ألا كلّ ذي لب إلى الله وَاسِلَ*
وفي الحديث «الوسيلة منزلة في الجنة» ﴿وجاهدوا في سبيله﴾ بمحاربه أعدائه لتكون كلمة الله هي العليا ﴿لعلكم تفلحون﴾ بالوصول إلى الله عز وجل والفوز بكرامته.
﴿إنّ الذين كفروا لو﴾ ثبت ﴿أنّ لهم ما في الأرض﴾ من صنوف الأموال وأكده بقوله: ﴿جميعاً ومثله معه ليفتدوا به﴾ أي: ليجعلوه فدية لأنفسهم ﴿من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم﴾ أي: لأنّ المدفوع إليه ذلك تامّ القدرة وله الغنى المطلق ﴿ولهم﴾ بعد ذلك ﴿عذاب أليم﴾ أي: مؤلم.
﴿يريدون أن يخرجوا﴾ أي: أن يكون لهم الخروج في وقت مّا إذا رفعهم اللهب إلى أن يكاد أن يلقيهم خارجاً ﴿من النار﴾ ثم نفى خروجهم على وجه التأكيد فقال: ﴿وما هم بخارجين منها﴾ أي: ما يثبت لهم خروج أصلاً ﴿ولهم﴾ خاصة دون عصاة المؤمنين ﴿عذاب مقيم﴾ أي: دائم تارة بالبرد وتارة بالحرّ وتارة بغيرهما.
فإن قيل:
ليستتر ببعض من العري وقارئ يقرأ من القرآن فجاء رسول الله ﷺ وقال: «ما الذي كنتم تصنعون؟ قلنا: يا رسول الله كان واحد يقرأ من القرآن ونحن نسمع فقال رسول الله ﷺ الحمد لله الذي جعل من أمّتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم ثم جلس وسطنا وقال: أبشروا يا صعاليك المهاجرين بالنور التامّ يوم القيامة فتدخلون الجنة قبل الأغنياء بمقدار خمسمائة سنة». ولما أمر الله تعالى رسوله ﷺ بأن لا يلتفت إلى أولئك الأغنياء الذين قالوا: إن طردت الفقراء آمنا بك. قال تعالى بعده:
﴿وقل الحق﴾، أي: وقل لهؤلاء ولغيرهم هذا الذي جئتكم به في أمر أهل الكهف وغيرهم من هذا الوجه العربي المعرى عن العوج الظاهر الإعجاز الباهر الحجج الحق كائناً ﴿من ربكم﴾ المحسن إليكم في أمر أهل الكهف وغيرهم من صبر نفسي مع المؤمنين والإعراض عمن سواهم وغير ذلك لا ما قلتموه في أمرهم، ويجوز أن يكون الحق مبتدأ وخبره الجار بعده ﴿فمن شاء﴾، أي: منكم ومن غيركم ﴿فليؤمن﴾ بهذا الذي قصصناه فيهم وفي غيرهم فهو مقبول مرغوب فيه وإن كان فقيراً رث الهيئة ولم ينفع إلا نفسه ﴿ومن شاء﴾ منكم ومن غيركم ﴿فليكفر﴾ فهو أهل لأن يعرض عنه ولا يلتفت إليه وإن كان أغنى الناس وأحسنهم هيئة وإن تعاظمت هيئته وهذا لا يقتضي استقلال العبد بفعله كما تقول المعتزلة، فعن ابن عباس في معنى الآية من شاء الله له الإيمان آمن ومن شاء له الكفر كفر ونقل عن عليّ رضي الله عنه أنه قال: هذه الصيغة تهديد ووعيد، أي: فهي كقوله تعالى: ﴿اعملوا ما شئتم﴾ (فصلت، ٤٠)
فإن الله تعالى لا ينتفع بإيمان المؤمنين ولا يستضرّ بكفر الكافرين بل نفع الإيمان يعود على المؤمن وضرر الكفر بعود على الكافر كما قال تعالى: ﴿إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها﴾ (الإسراء، ٧)
ولما هدد السامعين بما حاصله ليختار كل امرئ لنفسه ما يجده غداً عند الله أتبعه بذلك الوعيد والأفعال الباطلة، وبذكر الوعد على الإيمان والأعمال الصالحة، أمّا الوعيد فقوله تعالى: ﴿إنا أعتدنا﴾، أي: هيأنا بما لنا من العظمة والقدرة ﴿للظالمين﴾، أي: لمن أنف عن قبول الحق لأجل أنّ الذين قبلوه فقراء ومساكين وكذا كل من لم يؤمن ﴿ناراً﴾ وهي الجحيم ثم وصف الله تعالى تلك النار بصفتين؛ الأولى قوله تعالى: ﴿أحاط بهم﴾ كلهم ﴿سرادقها﴾، أي: فسطاطها شبه به ما يحيط بهم من النار وقيل هو الحجرة التي تكون حول الفسطاط وقيل حائط من نار والمراد أنه لا مخلص لهم منها ولا فرجة يتفرّجون بالنظر إلى ما وراءها من غير النار بل هي محيطة من كل الجوانب، وقيل هو دخان يغشاهم قبل دخولهم النار يحيط بهم كالسرداق حول الفسطاط. الصفة الثانية قوله تعالى: ﴿وإن يستغيثوا﴾، أي: يطلبوا الغوث ﴿يغاثوا بماء﴾ ووصف هذا الماء بصفتين؛ الأولى قوله تعالى: ﴿كالمهل﴾ وهو كما في حديث مرفوع دردي الزيت، وعن ابن مسعود أنه دخل بيت المال وأخرج نقاعة كانت فيه وأوقد عليها النار حتى تلألأت ثم قال: هذا هو المهل. وقال أبو عبيدة والأخفش: كل شيء أذبته من نحاس أو ذهب أو فضة فهو المهل. وقيل إنه الصديد والقيح وقيل إنه ضرب من القطران ثم يحتمل أن تكون هذه الاستغاثة لأنهم طلبوا ماء للشرب فيعطون هذا المهل قال تعالى: ﴿تصلى ناراً حامية تسقى من عين آنية﴾ (الغاشية: ٤، ٥)
ويحتمل أن يستغيثوا
من الآدميين كما قال تعالى ﴿فيسخرون منهم سخر الله منهم﴾ (التوبة: ٧٩)
وقال تعالى ﴿نسوا الله فنسيهم﴾ (التوبة: ٦٧)
فالعجب من الآدميين إنكاره وتعظيمه، والعجب من الله تعالى قد يكون بمعنى الإنكار والذم وقد يكون بمعنى الاستحسان والرضا كما في الحديث: «عجب ربكم من شاب ليست له صبوة» وفي حديث آخر: «عجب ربكم من الكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم» قوله الكم الألّ أشد القنوط.
وقيل: هو رفع الصوت بالبكا، وسئل الجنيد عن هذه الآية فقال: إن الله تعالى لا يعجب من شيء ولكن وافق رسوله ﷺ فلما عجب رسوله قال تعالى ﴿وإن تعجب فعجب قولهم﴾ (الرعد: ٥)
أي: هو كما تقوله، وأما الفتح فعلى أنه خطاب للنبي ﷺ أي: عجبت من تكذيبهم إياك.
﴿ويسخرون﴾ أي: وهم يسخرون من تعجبك قال قتادة: عجب نبي الله ﷺ من هذا القرآن حين أنزل ومن ضلال بني آدم، وذلك أن النبي ﷺ كان يظن أن كل من سمع القرآن يؤمن به فلما سمع المشركون القرآن سخروا منه ولم يؤمنوا به عجب من ذلك النبي ﷺ فقال تعالى ﴿بل عجبت ويسخرون﴾.
﴿وإذا ذكروا﴾ أي: وعظوا بالقرآن ﴿لا يذكرون﴾ أي: لا يتعظون.
﴿وإذا رأوا آية﴾ قال ابن عباس وقتادة: يعني انشقاق القمر ﴿يستسخرون﴾ أي: يستهزئون بها وقيل: يستدعي بعضهم من بعض السخرية.
﴿وقالوا إن﴾ أي: ما ﴿هذا إلا سحر مبين﴾ أي: ظاهر في نفسه ومظهر لسخريته ثم خصّوا البعث بالإنكار إعلاماً بأنه أعظم مقصود بالنسبة إلى السحر فقالوا مظهرين له في مظهر الإنكار:
﴿أءذا متنا﴾ وعطفوا عليه ما هو موجب عندهم لشدة الإنكار فقالوا ﴿وكنا﴾ أي: كوناً في غاية التمكن ﴿تراباً﴾ وقدموه؛ لأنه أدل على مرادهم؛ لأنه أبعد عن الحياة ﴿وعظاماً﴾ كأنهم جعلوا كل واحد من الموت أو الكون إلى الترابية المحضة والعظامية المحضة والمختلطة بهما مانعاً من البعث، وهذا بعد اعترافهم بأن ابتداء خلقهم كان من التراب، ثم كرروا الاستفهام الإنكاري على قراءة من قرأ به كما سيأتي بيانه زيادة في الإنكار فقالوا ﴿أئنا لمبعوثون﴾.
وقولهم ﴿أو آباؤنا الأولون﴾ عطف على محل إن واسمها أو على الضمير في مبعوثون فإنه مفصول عنه بهمزة الاستفهام لزيادة الاستبعاد لبعد زمانهم، وهذا بيان للسبب الذي حملهم على الاستهزاء بجميع المعجزات وهو اعتقادهم أن من مات وتفرقت أجزاؤه في العالم فما فيه من الأرض اختلط بالأرض وما فيه من المائية والهوائية اختلط ببخارات العالم، فهذا الإنسان كيف يعقل عوده بعينه حياً؟ ثم إنه تعالى لما حكى عنهم هذه الشبهة قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
﴿قل﴾ أي: لهؤلاء البعداء البغضاء ﴿نعم﴾ أي: تبعثون على كل تقدير قدرتموه ﴿وأنتم داخرون﴾ أي: مكرهون عليه صاغرون ذليلون وإنما اكتفى تعالى بهذا القدر من الجواب؛ لأنه ذكر في الآية المتقدمة البرهان القطعي على أنه أمر ممكن وإذا ثبت الجواز القطعي فلا سبيل إلى القطع بالوقوع إلا بإخبار المخبر الصادق، فلما قامت المعجزة على صدق محمد ﷺ كان واجب الصدق فكان مجرد قوله ﴿نعم﴾ دليلاً قاطعاً على الوقوع، وقرأ ﴿متنا﴾ بضم الميم ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وشعبة، وكسرها الباقون.
وأما ﴿أءذا﴾ و ﴿أئنا﴾ فقرأ نافع والكسائي بالاستفهام في الأول والخبر في الثاني وابن
قوله تعالى: ﴿ونزل الملائكة تنزيلا﴾ (الفرقان: ٢٥)
قال الزمخشري: فإن قلت ما الفرق بين قوله: ﴿والملك﴾ وبين أن يقال: والملائكة؟ قلت: الملك أعمّ من الملائكة ألا ترى أنّ قولك: ما من ملك إلا وهو شاهد أعمّ من قولك: ما من ملائكة ا. هـ. قال أبو حيان: ولا يظهر أن الملك أعم من الملائكة لأن المفرد المحلى بالألف واللام قصاراه أن يكون مراداً به الجمع المحلى ولذلك صح الاستثناء منه، ثم قال: ولأن قوله: ﴿على أرجائها﴾ يدل على الجمع، لأن الواحد لا يمكن أن يكون على أرجائها في وقت واحد بل في أوقات، والمراد والله أعلم أن الملائكة على أرجائها لا أنه ملك واحد ينتقل على أرجائها في أوقات.
ولما كان الملك يظهر في يوم العرض سرير ملكه ومحل عزه قال تعالى: ﴿ويحمل عرش ربك﴾ أي: المحسن إليك بكل ما تريد لا سيما في ذلك اليوم بما يقع من رفعتك على سائر الخلق، والضمير في قوله تعالى: ﴿فوقهم يومئذ﴾ أي: في يوم وقعت الواقعة يجوز أن يعود على الملك لأنه بمعنى الجمع كما تقدم، وأن يعود على الحاملين في قوله تعالى: ﴿ثمانية﴾، وقيل: يعود على جميع العالم، أي: إن الملائكة تحمل عرش الله تعالى فوق العالم كله.
واختلف في هذه الثمانية فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، وقال ابن زيد: هم ثمانية أملاك، وعن الحسن رضي الله عنه: الله أعلم كم هم أثمانية أم ثمانية آلاف أم ثمانية صفوف، وفي الحديث أنه ﷺ قال: «إن حملة العرش اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أمدّهم الله تعالى بأربعة أخرى فكانوا ثمانية على صورة الأوعال». وفي رواية: ثمانية أوعال من أظلافهم إلى ركبهم كما بين سماء إلى سماء، وفي حديث آخر: «لكل ملك منهم وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر، وكل وجه منها يسأل الله الرزق لذلك الجنس».
فإن قيل: إذا لم يكن فيهم صورة الوعل فكيف سموا أوعالاً؟ أجيب: بأن وجه الثور إذا كانت له قرون أشبه الوعل. وعنه ﷺ أنه قال: «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش: إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام». أخرحه أبو داود بإسناد صحيح، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: حملة العرش ما بين أخمص أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام، ومن كعبه إلى ركبته خمسمائة، ومن ترقوته إلى موضع القرط مسيرة خمسمائة عام، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: الذين يحملون العرش ما بين سوق أحدهم إلى مؤخر عينه خمسمائة عام. وفي الخبر أن فوق السماء السابعة ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء وفوق ظهورهن العرش، وفي حديث مرفوع أن حملة العرش ثمانية أملاك على صورة الأوعال ما بين أظلافها إلى ركبها مسيرة سبعين عاماً للطائر المسرع، وروي أن أرجلهن في الأرض السابعة، وإضافة العرش إلى الله تعالى كإضافة البيت إليه وليس البيت للسكنى فكذلك العرش ليس للجلوس تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، فإنه الخالق للعرش ولحملة العرش ولا تحيط به جهة وهو العلي العظيم.
وعن شهر بن حوشب قال حملة العرش ثمانية: أربعة منهم يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك، وأربعة منهم يقولون: سبحانك اللهمّ وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك.
ولما بلغ تعالى النهاية في تحذير العباد من يوم التناد وكان لهم حالتان عامة وخاصة، فالعامة العرض والخاصة التقسيم إلى محسن ومسيء زاده عظماً


الصفحة التالية
Icon