فنهوا لئلا يكون سبهم سبباً لسبّ الله تعالى وفيه دليل على أنّ الطاعة إذا أدّت إلى معصية راجحة وجب تركها فإن ما يؤدّي إلى الشرّ شر ﴿كذلك﴾ أي: كما زينا لهؤلاء ما هم عليه من عبادة الأوثان وطاعة الشيطان بالحرمان والخذلان ﴿زينا لكل أمّة عملهم﴾ أي: من الخير والشرّ بإحداث ما يمكنهم منه ويحملهم عليه توفيقاً وتخذيلاً، وفي هذه الآية دليل على تكذيب القدرية والمعتزلة حيث قالوا: لا يحسن من الله تعالى خلق الكفر وتزيينه فهو الفعال لما يريد لا يسئل عما يفعل ﴿ثم إلى ربهم مرجعهم﴾ في الآخرة ﴿فينبئهم بما كانوا يعملون﴾ في الدنيا فيجازيهم به.
﴿واقسموا﴾ أي: كفار مكة ﴿با جهد أيمانهم﴾ أي: غاية اجتهادهم فيها ﴿لئن جائتهم آية﴾ أي: مما اقترحوه ﴿ليؤمنن بها﴾.
روي أنّ قريشاً قالوا: يا محمد إنك تخبرنا أنّ موسى كان معه عصا يضرب بها الحجر فينفجر منه الماء اثنتي عشرة عيناً وتخبرنا أنّ عيسى كان يحيي الموتى فأتنا من الآيات حتى نصدقك فقال لهم رسول الله ﷺ «أي شيء تحبون؟» قالوا: تجعل لنا الصفا ذهباً وتبعث لنا بعض أمواتنا حتى نسأله عنك أحق ما تقول أم باطل؟ وأرنا الملائكة يشهدون لك فقال رسول الله ﷺ «إن فعلت بعض ما تقولون أتصدقونني؟» قالوا: نعم والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعين وسأل المسلمون رسول الله ﷺ أن ينزلها عليهم حتى يؤمنوا فقام رسول الله ﷺ يدعو الله أن يجعل الصفا ذهباً فجاء جبريل عليه السلام فقال: يا رسول الله لك ما شئت إن شئت أصبح ذهباً ولكن إن لم يصدقوا ليعذبنهم الله وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم، فقال رسول الله ﷺ «بل يتوب تائبهم» فنزلت، قال الله تعالى: ﴿قل﴾ لهم ﴿إنما الآيات عند الله﴾ ينزلها كيف يشاء وإنما أنا نذير ﴿وما يشعركم﴾ أي: وما يدريكم أيها المسلمون بإيمانهم إذا جاءت فإنهم كانوا يتمنون مجيء الآية طمعاً في إيمانهم أي: أنتم لا تدرون ذلك ﴿إنها إذا جاءت لا يؤمنون﴾ لما سبق في علمي.
وقرأ أبو عمرو بسكون الراء، وروي عن الدوري اختلاس الضم وكسر الهمزة من إنها ابن كثير وأبو عمرو على الابتداء وقالا: تم الكلام عند قوله تعالى: ﴿وما يشعركم﴾ والباقون بالفتح فهي بمعنى لعل وهو شائع في كلام العرب: ائت السوق أنك تشتري لنا شيئاً، بمعنى لعلك، ومنه قول عدي بن زيد:

*أعاذل ما يدريك أنّ منيتي إلى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد*
أي: لعل منيتي. وقرأ ابن عامر وحمزة: لا تؤمنون، بالتاء خطاباً للكفار، والباقون بالياء على الغيبة.
﴿ونقلب أفئدتهم﴾ أي: ونحوّل قلوبهم عن الحق فلا يفقهونه ﴿و﴾ نقلب ﴿أبصارهم﴾ عن الحق فلا يبصرونه فلا يؤمنون لأنّ الله تعالى إذا صرف القلوب والأبصار عن الإيمان بقيت على الكفر ﴿كما لم يؤمنوا به﴾ أي: بما أنزل من الآيات ﴿أوّل مرّة﴾ أي: التي جاء بها رسول الله ﷺ مثل انشقاق القمر وغيره من المعجزات الباهرات. وقيل: معجزات موسى وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كقوله تعالى: ﴿أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل﴾ (القصص، ٤٨).
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ المرّة الأولى دار الدنيا أي: لوردوا من الآخرة إلى الدنيا نقلب أفئدتهم وأبصارهم عن الإيمان كما لم يؤمنوا في الدنيا قبل مماتهم كما قال تعالى: {ولو ردوا لعادوا
أنها في العاص بن وائل قال خباب بن الأرت كان لي عليه دين فاقتضيته فقال: لا والله حتى تكفر بمحمد فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد حياً ولا ميتاً ولا حين تبعث قال: فإني إذا مت بعثت قلت: نعم قال: إذا بعثت جئني وسيكون لي ثمّ مال وولد فأعطيك وقيل: صاغ له خباب حُلياً فاقتضاه الأجر فقال: إنكم تزعمون أنكم تبعثون وأنّ في الجنة ذهباً وفضة وحريراً فأنا أقضيك ثم فإني أوتي مالاً وولداً فأعطيك حينئذٍ ثم إنه سبحانه وتعالى بيّن من حاله ضدّ ما ادعاه فقال تعالى:
﴿كلا﴾ وهي كلمة ردع وتنبيه على الخطأ أي: هو مخطئ فيما يقول ويتمناه ﴿سنكتب﴾ أي: نحفظ عليه ﴿ما يقول﴾ فنجازيه به في الآخرة وقيل: نأمر الملائكة حتى يكتبوا عليه ما يقول ﴿ونمدّ له من العذاب مدّاً﴾ أي: نزيده بذلك عذاباً فوق عذاب كفره وقيل: نطيل مدّة عذابه
﴿ونرثه﴾ بموته ﴿ما يقول﴾ أي: ما عنده من المال والولد ﴿ويأتينا﴾ يوم القيامة ﴿فرداً﴾ لا يصحبه مال ولا ولد كان له في الدنيا فضلاً أن يؤتى ثمّ زائداً قال تعالى: ﴿ولقد جئتمونا فرادى﴾ (الأنعام، ٩٤)
وقيل: فرداً رافضاً لهذا القول منفرداً عنه ولما تكلم سبحانه وتعالى في مسألة الحشر والنشر تكلم الآن في الردّ على عباد الأصنام فقال:
﴿واتخذوا﴾ أي: كفار قريش ﴿من دون الله﴾ أي: الأوثان ﴿آلهة﴾ يعبدونها ﴿ليكونوا لهم عزاً﴾ أي: منفعة بحيث يكونون لهم شفعاء وأنصاراً ينقذونهم من الهلاك ثم أجاب تعالى بقوله تعالى:
﴿كلا﴾ ردع وإنكار لتعززهم بها ﴿سيكفرون بعبادتهم﴾ أي: تستجحد الآلهة عبادتهم ويقولون ما عبدتمونا كقوله تعالى: ﴿إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا﴾ (البقرة، ١٦٦)
وفي آية أخرى: ﴿ما كانوا إيانا يعبدون﴾ (القصص، ٦٣)
وقيل: أراد بذلك الملائكة لأنهم كانوا يكفرون بعبادتهم ويتبرؤون منهم ويخصمونهم وهو المراد من قوله تعالى: ﴿أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون﴾ (سبأ، ٤٠)
وقيل: إنّ الله تعالى يحي الأصنام يوم القيامة حتى يوبخوا عبادهم ويتبرؤوا منهم فيكون ذلك أعظم لحسرتهم ويجوز أن يراد الملائكة والأصنام ﴿ويكونون عليهم ضدّا﴾ أي: أعواناً وأعداءً.
فإن قيل: لم وحده وهو خبر عن جمع؟ أجيب: بأنه إما مصدر في الأصل والمصادر موحدة مذكرة وإما لأنه مفرد في معنى الجمع قال الزمخشري: والضدّ العون وحد توحيد قوله عليه الصلاة والسلام: «وهم يد على من سواهم لاتفاق كلمتهم وأنهم كشيء واحد لفرط تضامّهم وتوافقهم» انتهى. والحديث رواه أبو داوود وغيره والشاهد فيه قوله يد حيث لم يقل أيد. ولما ذكر تعالى ما لهؤلاء الكفار مع آلهتهم في الآخرة ذكر بعده ما لهم مع الشياطين في الدنيا وأنهم يتولونهم وينقادون إليهم فقال تعالى مخاطباً لنبيه صلى الله عليه وسلم.
﴿ألم تر﴾ أي: تنظر ﴿أنّا أرسلنا﴾ أي: سلطنا ﴿الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً﴾ الأز والهز والاستفزاز أخوات ومعناها التهييج وشدّة الإزعاج أن تغريهم على المعاصي وتهيجهم لها بالوساوس والتسويلات
﴿فلا تعجل عليهم﴾ أي: تطلب عقوبتهم بأن يهلكوا ويبيدوا حتى تستريح أنت والمسلمون من شرورهم ﴿إنما نعدّ لهم عدّاً﴾ أي: ليس بينك وبين ما تطلب من هلاكهم إلا أيام محصورة وأنفاس معدودة، ونظيره قوله تعالى: ﴿ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ﴾ (الأحقاف، ٣٥)
وعن ابن عباس كان إذا قرأها بكى وقال آخر العدد خروج نفسك آخر العدد دخول قبرك آخر العدد فراق أهلك.
وعن
فكأنه قيل: تقشعر جلودهم من آيات الوعيد وتخشى قلوبهم في أول وهلة وإذا ذكر الله تعالى ومبنى أمره على الرأفة والرحمة استبدلوا بالخشية رجاء في قلوبهم وبالقشعريرة ليناً في جلودهم.
فإن قيل: ما وجه تعدية تلين بإلى؟ أجيب: بأنه ضمن معنى فعل متعد بإلى كأنه قيل: سكنت أو اطمأنت إلى ذكر الله تعالى.
فإن قيل: كيف قال الله تعالى: ﴿إلى ذكر الله﴾ ولم يقل إلى رحمة الله؟ أجيب: بأن من أحب الله تعالى لأجل رحمته فهو ما أحب الله تعالى وإنما أحب شيئاً غيره وأما من أحب الله تعالى لا لشيء سواه فهو المحب الحق وهي الدرجة العالية كما قال تعالى: ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ ﴿ذلك﴾ أي: القرآن الذي هو أحسن الحديث ﴿هدى الله﴾ الذي له صفات الكمال ﴿يهدي به من يشاء﴾ أي: وهو الذي شرح الله تعالى صدره أولاً لقبول الهداية ﴿ومن يضلل الله﴾ أي: يجعل قلبه قاسياً مظلماً ﴿فما له من هاد﴾ أي: يهديه. وقرأ ابن كثير في الوقف بإثبات الياء بعد الدال، والباقون بغير الياء واتفقوا في الوصل على عدم الياء.
ولما حكم تعالى على القاسية قلوبهم بحكم في الدنيا وهو الضلال التام حكم عليهم في الآخرة بحكم آخر وهو العذاب الشديد فقال:
﴿أفمن يتقي بوجهه سوء﴾ أي: شدة ﴿العذاب﴾ أي: يجعله وقاية يقي بها نفسه لأنه تكون يداه مغلولتين إلى عنقه ﴿يوم القيامة﴾ فلا يقدر أن يتقي إلا بوجهه، وقال مجاهد: يجر على وجهه في النار. وقال عطاء: يرمى به في النار منكوساً فأول شيء يلقى في النار وجهه. وقيل: يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه وفي عنقه صخرة عظيمة من كبريت مثل الجبل العظيم فتشتعل النار في تلك الصخرة وهي في عنقه، فحرها ووهجها لا يطيق دفعها عنه للأغلال التي في يديه وعنقه. وقيل المراد بالوجه الجملة، وقيل: نزلت في أبي جهل ومعنى الآية: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن أمن من العذاب بدخول الجنة فحذف الخبر كما حذف في نظائره، ﴿وقيل﴾ أي: تقول الخزنة ﴿للظالمين﴾ أي: الكافرين، وكان الأصل لهم فوضع الظاهر موضعه تسجيلاً عليهم بالظلم ﴿ذوقوا ما﴾ أي: وبال الذي ﴿كنتم تكسبون﴾ أي: تعملون في الدنيا من المعاصي.
ولما بين تعالى كيفية عقاب القاسية قلوبهم في الآخرة وبين كيفية وقوعهم في العذاب قال تعالى:
﴿كذب الذين﴾ وأشار إلى قرب زمان المعذبين من زمانهم بإدخال الجار فقال تعالى: ﴿من قبلهم﴾ أي: من قبل كفار مكة أي: مثل سبأ وقوم تبع كذبوا رسلهم في إتيان العذاب ﴿فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون﴾ أي: من جهة لا يخطر ببالهم أن الشر يأتيهم منها.
﴿فأذاقهم الله﴾ أي: الذي له القدرة الكاملة ﴿الخزي﴾ أي: الذل والهوان من المسخ والقتل وغيرهما ﴿في الحياة الدنيا﴾ أي: العاجلة الدنيئة ﴿ولعذاب الآخرة﴾ أي: المعد لهم ﴿أكبر﴾ أي: من ذلك الذي وقع بهم في الدنيا ﴿لو كانوا﴾ أي: المكذبون ﴿يعلمون﴾ أي: عذابها ما كذبوا ولكن لا علم لهم أصلاً إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً.Y
ولما ذكر تعالى هذه الفوائد الكثيرة في هذه المطالب بين أن هذه البينات بلغت حد الكمال والتمام فقال تعالى:
﴿ولقد ضربنا﴾ أي: جعلنا ﴿للناس﴾ أي: عامة لأن رسالته ﷺ عامة ﴿في هذا القرآن﴾ أي: الجامع لكل علم وكل خير
غير مقرون بإلى، كقوله تعالى: ﴿انظرونا نقتبس من نوركم هل ينظرون إلا أن﴾ (الحديد: ١٣)
والذي ندعيه أن النظر المقرون بإلى ليس إلا بمعنى الرؤية؛ لأنّ وروده بمعنى الرؤية ظاهرة فلا يكون بمعنى الانتظار دفعاً للاشتراك.
ولما ذكر تعالى أهل النعمة أتبعه أضدادهم من أهل النقمة فقال سبحانه وتعالى:
﴿ووجوه يومئذ﴾ أي: في ذلك اليوم بعينه ﴿باسرة﴾ أي: شديدة العبوس والكلوح والتكره لما هي فيه من الغم كأنها قد غرقت فيه. وقال السدي: ﴿باسرة﴾ متغيرة.
﴿تظن﴾ أي: يتوقع أربابها بما ترى من المخايل ﴿أن يفعل بها﴾ أي: بهم فإنه إذا أصيب الوجه الذي هو أشرف ما في الجملة كان ما عداه أولى ﴿فاقرة﴾ وهي الداهية العظيمة، قال أبو عبيدة: سميت بذلك لأنها تكسر فقار الظهر يقال: فقرته الفاقرة أي: كسرت فقار ظهره ومنه سمي الفقير لانكسار فقاره من القل. وقال قتادة: الفاقرة الشر، وقال السدي: الهلاك. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: دخول النار. وقال الكلبي: هي أن تحجب عن رؤية الربّ عز وجل.
وقوله تعالى: ﴿كلا﴾ ردع عن إيثار الدنيا على الآخرة قاله البيضاوي تبعاً للزمخشري، وزاد الزمخشري كأنه قيل: ارتدعوا عن ذلك وتنبهوا إلى ما بين أيديكم من الموت الذي عنده تنقطع العاجلة عنكم وتنقلبون إلى الآجلة التي تبقوا فيها مخلدين ﴿إذا بلغت﴾ النفس ﴿التراقي﴾ وأضمر النفس وإن لم يجر لها ذكر؛ لأنّ الكلام الذي وقعت فيه يدل عليها كما قال حاتم:
*أماويّ ما يغني الثراء عن الفنى إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر*
وتقول العرب: أرسلت، يريدون جاء المطر، ولا تكاد تسمعهم يذكرون السماء. والتراقي: جمع ترقوة وهي العظام المكتنفة لثغرة النحر عن يمين وشمال، ولكل إنسان ترقوتان. قال البقاعي: ولعله جمع المثنى إشارة إلى شدة انتشارها بغاية الجهد لما فيه من الكرب لاجتماعها من أقاصي البدن إلى هناك ا. هـ. وهذا كناية عن الإشفاء على الموت ذكرهم صعوبة الموت وهو أول مراحل الآخرة حين تبلغ الروح التراقي ودنا زهوقها.
﴿وقيل﴾ أي: قال حاضر وصاحبها وهو المحتضر بعضهم لبعض ﴿من راق﴾ أي: أيكم يرقيه مما به ليحصل له الشفاء. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: هو من كلام ملائكة الموت، أي: أيكم يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب، فالأول اسم فاعل من رقى يرقى بمعنى الرقية بالفتح في الماضي والكسر في المضارع. والثاني: الذي بمعنى الصعود بالكسر في الماضي والفتح في المضارع.
﴿وظن﴾ أي: أيقن المحتضر لما لاح له من أنوار الآخرة، وقيل: القائل من راق من أهله ﴿أنه﴾ أي: الشأن العظيم الذي هو فيه ﴿الفراق﴾ لما كان أي: فيه من محبوب العاجلة الذي هو الفراق الأعظم الذي لا فراق مثله، ففي الخبر إن العبد ليعالج كرب الموت وسكراته وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض تقول: السلام عليك تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة، وسمي اليقين هنا بالظن لأنّ الإنسان ما دامت روحه متعلقة ببدنه، فإنه يطمع في الحياة لشدّة حبه لهذه الحياة العاجلة ولا ينقطع رجاؤه عنها، أو أنّ المراد الظن الغالب إذ لا يحصل يقين الموت مع رجاء الحياة. وقيل: سماه بالظن تهكماً قال الرازي: وهذه الآية تدل على أن الروح جوهر قائم بنفسه باق بعد موت البدن لأنه تعالى سمى الموت فراقاً، والفراق إنما يكون


الصفحة التالية
Icon