أي: للإنذار به ﴿وذكرى﴾ أي: وتذكرة ﴿للمؤمنين﴾ به وحذف المفعول يدل على عموم الرسالة لكل من أمكن إنذاره وتذكيره من العقلاء، قال بعض المفسرين: وهذا من المؤخر الذي معناه التقديم تقديره كتاب أنزلناه إليك لتنذر به، وذكرى للمؤمنين فلا يكن في صدرك حرج منه ويدل لهذا تعلق لتنذر بأنزل وقوله تعالى:
﴿اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم﴾ يعني القرآن والسنة لقوله تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى﴾ (النجم، الآيات: ٢ ـ ٣)
ولقوله تعالى: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ (الحشر، ٧)
أي: قل لهم يا محمد اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم وذروا ما أنتم عليه من الشرك ﴿ولا تتبعوا من دونه﴾ أي: ولا تتخذوا من دون الله أي: غيره ﴿أولياء﴾ تطيعونهم من شياطين الإنس والجن فيأمروكم بعبادة الأصنام واتباع البدع والأهواء الفاسدة ﴿قليلاً ما تذكرون﴾ أي: تتعظون، وقرأ ابن عامر بياء قبل التاء وتخفيف الذال، وقرأ حفص وحمزة والكسائي بتخفيف الذال ولا ياء قبل التاء والباقون بتشديد الذال ولا ياء قبل التاء.
﴿وكم من قرية أهلكناها﴾ أي: أهلكنا أهلها، وقيل: لا يحتاج إلى تقدير مضاف لأنّ القرية تهلك كما يهلك أهلها وإنما يقدّر في فجاءها لأجل قوله تعالى: ﴿أو هم قائلون﴾ وكم خبرية مفعول أهلكنا وهي للتكثير والإهلاك على حقيقته أو يقدّر أردنا إهلاكها لقوله تعالى: ﴿فجاءها﴾ أي: أهلها ﴿بأسنا﴾ أي: عذابنا فإنّ مجيء البأس قبل الإهلاك فتقدر الإرادة، وقيل: الإهلاك الخذلان وعلى هذا فلا حاجة إلى تقدير ﴿بياتاً﴾ أي: وقت الاستكان في البيوت ليلاً كما جاء قوم لوط عليه السلام ﴿أو هم قائلون﴾ أي: نائمون وقت القائلة وهي نصف النهار أو مستريحون من غير نوم كما أهلكنا قوم شعيب عليه السلام أي: مرّة جاءها ليلاً ومرّة نهاراً وإنما خص هذين الوقتين لأنهما وقت دعة واستراحة فيكون مجيء العذاب فيهما أفظع، وفي هذا وعيد وتخويف للكفار كأنه قيل: لا تغتروا بأسباب الأمن والراحة فإنّ عذاب الله إذا نزل نزل دفعة واحدة.
﴿فما كان دعواهم﴾ أي: قولهم ﴿إذ جاءهم بأسنا﴾ أي: عذابنا ﴿إلا أن قالوا﴾ أي: إلا قولهم ﴿إنا كنا ظالمين﴾ أي: فيما كنا عليه حيث لم نتبع ما أنزل إلينا من ربنا وذلك حين لا ينفعهم الاعتراف.
﴿فلنسئلنّ الذين أرسل إليهم﴾ أي: المرسل إليهم وهم الأمم يسألهم الله تعالى عن قبول الرسالة وإجابتهم الرسل ﴿ولنسئلن المرسلين﴾ أي: عما أجيبوا به كما قال تعالى ﴿يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم﴾ (المائدة، ١٠٩)
وقيل: نسأل المرسلين عن الإبلاغ والمراد من هذا السؤال توبيخ الكفرة وتقريعهم والمنفي في قوله تعالى: ﴿ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون﴾ (القصص، ٧٨)
سؤال الاستعلام الأوّل في موقف الحساب، وهذا عند حصولهم على العقوبة.
﴿فلنقصنّ عليهم﴾ أي: الرسل والمرسل إليهم ﴿بعلم﴾ لنخبرنهم عن علم بما فعلوه باطناً وظاهراً وبما قالوه سراً وعلانية ﴿وما كنا غائبين﴾ عنهم فيخفى علينا شيء من أحوالهم وأقوالهم.
﴿والوزن﴾ أي: لصحائف الأعمال بميزان له لسان وكفتان ينظر إليها الخلائق إظهاراً للعدل وقطعاً للمعذرة كما يسألهم عن أعمالهم فتعترف بها ألسنتهم وتشهد بها جوارحهم ويؤيده ما روي أنّ رجلاً يؤتى به إلى الميزان فينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً كل سجل مدّ البصر فيخرج له بطاقة فيها كلمتا الشهادة فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة والبطاقة رقعة صغيرة
إلا من ثدي أمّه ثم أخذه بلحية فرعون حتى همّ بقتله ثم تناوله الجمرة بدل الجوهرة ثم قتله القبطي وخروجه إلى مدين خائفاً.
فإن قيل: إنه تعالى عدد أنواع مننه على موسى في هذا المقام فكيف يليق بهذا الموضع وفتناك فتونا؟
أجيب: بجوابين الأوّل: فتناك أي: خلصناك تخليصاً من قولهم فتنت الذهب إذا أردت تخليصه من الفضة أو نحوها. الثاني: أنّ الفتنة تشديد المحنة يقال فتن فلان عن دينه إذا اشتدّت عليه المحنة حتى رجع عن دينه قال تعالى: ﴿فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله﴾ (العنكبوت، ١٠)
وقال تعالى: ﴿ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين﴾ (العنكبوت: ٢، ٣)
ولما كان التشديد في المحنة يوجب كثرة الثواب عده الله تعالى من جملة النعم وتقدّم تفسير ابن عباس وهو قريب من ذلك، فإن قيل: هل يصح إطلاق الفتان على الله تعالى اشتقاقاً من قوله تعالى: وفتناك فتونا؟ أجيب: بأنه لا يصح لأنه صفة ذم في العرف وأسماء الله تعالى توقيفية لا سيما فيما يوهم ما لا ينبغي.
المنة السابعة: قوله تعالى: ﴿فلبثت سنين في أهل مدين﴾ والتقدير وفتناك فخرجت خائفاً إلى أهل مدين فلبثت سنين فيهم عند شعيب عليه السلام وتزوّجت بابنته وهي إمّا عشر أو ثمان لقوله: ﴿على أن تأجرني ثمان حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك﴾ (القصص، ٢٧)
وقال وهب: لبث موسى عند شعيب عليه السلام ثماناً وعشرين سنة منها عشر سنين مهر امرأته فإنه قضى أوفى الأجلين والآية دالة على أنه لبث عشر سنين وليس فيها ما ينفي الزيادة على العشر كما قاله الرازي وإن قال ابن عادل يرده قوله تعالى: ﴿فلما قضى موسى الأجل﴾ (القصص، ٢٩)
أي: الأجل المشروط عليه في تزويجه وسار بأهله ومدين بلدة شعيب على ثمان مراحل من مصر ﴿ثم جئت على قدر﴾ أي: على القدر الذي قدّرت أنك تجي فيه لأن أكلمك وأستنبئك غير مستقدم وقته المعين ولا مستأخر وقال عبد الرحمن بن كيسان على رأس أربعين سنة وهو القدر الذي يوحي فيه للأنبياء وهذا قول أكثر المفسرين أي: على الموعد الذي وعد الله وقدّر أنه يوحي إليه بالرسالة وهو أربعون سنة وكرّر تعالى قوله: ﴿يا موسى﴾ عقب ما هو غاية الحكاية للتنبيه على ذلك. المنة الثامنة: قوله تعالى:
﴿واصطنعتك﴾ أي: اخترتك ﴿لنفسي﴾ لأصرّفك في أوامري لئلا تشتغل إلا بما أمرتك به وهو إقامة حجتي وتبليغ رسالتي وأن تكون في حركاتك وسكناتك لي لا لنفسك ولا لغيرك ثم بيّن تعالى ماله اصطنعه وهو الإبلاغ والأداء بقوله تعالى:
﴿اذهب أنت وأخوك بآياتي﴾ أي: بمعجزاتي وقال ابن عباس: الآيات التسع التي بعث بها موسى وقيل: إنها العصا واليد لأنهما اللذان جرى ذكرهما في هذا الموضع ولم يذكر أنه عليه السلام أوتي قبل مجيئه إلى فرعون ولا بعد مجيئه حتى لقي فرعون فالتمس منه آية غير هاتين الآيتين قال تعالى حكاية عن فرعون: ﴿إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين، فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين﴾ (الأعراف: ١٠٦، ١٠٧، ١٠٨)
وقال تعالى: ﴿فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه﴾ (القصص، ٣٢)
فإن قيل: كيف أطلق لفظ الجمع على الاثنين؟ أجيب: بأنّ العصا كانت آيات انقلابها حيواناً ثم إنها في أوّل الأمر كانت صغيرة لقوله تعالى: تهتز كأنها جانّ ثم كانت تعظم وهذه آية أخرى ثم
والدفع ﴿إلى جهنم﴾ كما قال تعالى: ﴿يوم يدعون إلى نار جهنم دعا﴾ (الطور: ١٣)
أي: يدفعون إليها دفعاً وقوله تعالى: ﴿زمراً﴾ حال أي: جماعات في تفرقة بعضهم على أثر بعض كل أمة على حدة. ﴿حتى إذا جاؤوها﴾ أي: على صفة الذل والصغار، وأجاب إذا بقوله تعالى: ﴿فتحت أبوابها﴾ أي: السبعة وكانت مغلقة قبل ذلك وإنما تفتح عند وصول الكفار إليها، وقرأ الكوفيون فتحت وفتحت الآتية بالتخفيف والباقون بالتشديد على التكثير. ﴿وقال لهم خزنتها﴾ إنكاراً عليهم وتقريعاً وتوبيخاً ﴿ألم يأتكم رسل منكم﴾ أي: من جنسكم لأن قيام الحجة بالجنس أقوى ﴿يتلون﴾ أي: يتلون مرة بعد مرة وشيئاً في إثر شيء ﴿عليكم آيات ربكم﴾ أي: المحسن إليكم من القرآن وغيره ﴿وينذرونكم﴾ أي: يخوفونكم ﴿لقاء يومكم﴾ وقولهم ﴿هذا﴾ إشارة إلى يوم البعث، فإن قيل: لم أضيف إليهم اليوم؟ أجيب: بأنهم أرادوا لقاء وقتكم هذا وهو وقت دخولهم النار لا يوم القيامة، قال الزمخشري: وقد جاء استعمال اليوم والأيام مستفيضاً في أوقات الشدة، ويجوز أن يراد باليوم يوم البعث كله وجرى عليه البقاعي وهو أولى ولما قال لهم الخزنة ذلك ﴿قالوا بلى﴾ أتونا وتلوا علينا وحذرونا ﴿ولكن حقت﴾ أي: وجبت ﴿كلمة العذاب﴾ أي: التي سبقت في الأزل علينا هكذا كان الأصل ولكنهم قالوا ﴿على الكافرين﴾ تخصيصاً بأهل هذا الوصف وبياناً لأنه موجب دخولهم وهو تغطيتهم الأنوار التي أتتهم بها الرسل عليهم الصلاة والسلام.
تنبيه: في الآية دليل على أنه لا وجوب قبل مجيء الشرع لأن الملائكة بينوا لهم أنهم ما بقي لهم عذر ولا على بعد مجيء الرسل عليهم الصلاة والسلام، فلو لم يكن مجيء الرسل شرطاً في استحقاق العذاب لما بقي في هذا الكلام فائدة، وقيل: كلمة العذاب هي قوله تعالى: ﴿لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين﴾ (هود: ١١٩)
ثم كأنه قيل: فماذا وقع بعد هذا التقريع؟.
﴿قيل﴾ : وقع أن الملائكة قالت لهم ﴿ادخلوا أبواب جهنم﴾ أي: طبقاتها المتجهمة لداخلها ﴿خالدين﴾ أي: مقدرين الخلود ﴿فيها﴾ ولما كان سبب كفرهم بالآيات هو التكبر قالوا لهم: ﴿فبئس مثوى﴾ أي: منزل ومقام ﴿المتكبرين﴾ أي: الذين أوجب تكبرهم حقوق كلمة العذاب عليهم فلذلك تعاطوا أسبابها.
ولما ذكر تعالى أحوال الكافرين أتبعه أحوال أضدادهم فقال عز من قائل:
﴿وسيق الذين اتقوا ربهم﴾ أي: الذين كلما زادهم إحساناً زادوا له هيبة ﴿إلى الجنة﴾ وقوله تعالى: ﴿زمراً﴾ حال أي: جماعات أهل الصلاة المستكثرين منها على حدة وأهل الصوم كذلك إلى غير ذلك من الأعمال التي تظهر آثارها على الوجوه.
فإن قيل: السوق في أهل النار معقول لأنهم لما أمروا بالذهاب إلى موضع العذاب لا بد وأن يساقوا إليه وأما أهل الثواب فإذا أمروا بالذهاب إلى موضع السعادة والراحة فأي حاجة فيه إلى السوق؟ أجيب: بأن المراد بسوق أهل النار طردهم إليها بالهوان والعنف كما يفعل بالأسارى والخارجين على السلطان إذا سيقوا إلى حبس أو قتل، والمراد بسوق أهل الجنة: سوق مراكبهم لأنه لا يذهب بهم إلا راكبين سراعاً إلى دار الكرامة والرضوان كما يفعل بمن يشرف ويكرم من الوافدين على بعض الملوك، فشتان ما بين السوقين هذا سوق تشريف وإكرام وذاك سوق إهانة وانتقام، وهذا من بدائع أنواع البديع وهو أن
وعصفت الحرب بالقوم أي: ذهبت بهم. وقيل: يحتمل أنها الآيات المهلكة كالزلازل والخسوف.
﴿والناشرات ونشراً﴾ أي: الرياح اللينة تنشر المطر. وقال الحسن: هي الرياح التي يرسلها الله تعالى بين يدي رحمته، وقيل: الأمطار لأنها تنشر النبات بمعنى تحييه. وروي عن السدي أنها الملائكة تنشر كتب الله تعالى. وروى الضحاك أنها الصحف تنشر على الله تعالى بأعمال العباد.
تنبيه: إنما قال الله تعالى ﴿والناشرات﴾ بالواو لأنه استئناف قسم آخر.
﴿فالفارقات فرقاً﴾ أي: الرياح تفرق السحاب وتبدده قاله مجاهد، وعن ابن عباس هي الملائكة تفرّق الأقوات والأرزاق والآجال، وقيل: هم الرسل فرّقوا بين ما أمر الله تعالى به وما نهى عنه أي: بينوا ذلك، وقيل: آيات القرآن تفرّق بين الحق والباطل والحلال والحرام.
﴿فالملقيات ذكراً﴾ أي: الملائكة تنزل بالوحي إلى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وقيل: هو جبريل عليه السلام وحده سمي باسم الجمع تعظيماً.
فإن قيل: ما المناسبة على هذا بين الرياح والملائكة في القسم؟ أجيب: بأنّ الملائكة روحانيون، فهم بسبب لطافتهم وسرعة حركاتهم كالرياح.
وقيل: المراد به الرسل يلقون إلى أممهم ما أنزل عليهم، وذكراً مفعول به ناصبه الملقيات.
﴿عذراً أو نذراً﴾ مصدران من عذر إذا محا الإساءة، ومن أنذر إذا خوّف على فعل كالكفر والشكر. ويجوز أن يكون جمع عذير بمعنى المعذور، وجمع نذير بمعنى الإنذار، وبمعنى العاذر والمنذر. ونصبهما إمّا على البدل من ذكراً على الوجهين الأوّلين أو على المفعول له، وإمّا على الوجه الثالث، فعلى الحال بمعنى عاذرين أو منذرين. وقرأ ﴿أو نذراً﴾ نافع وابن كثير وابن عامر وشعبة بضم الذال والباقون بسكونها.
وقوله تعالى: ﴿إنما توعدون لواقع﴾ جواب القسم، ومعناه أنّ الذي توعدونه من مجيء القيامة كائن لا محالة، وقال الكلبي: المراد أنّ كل ما توعدون به من الخير والشرّ لواقع.
ثم بين وقت وقوعه فقال تعالى: ﴿فإذا النجوم﴾ أي: على كثرتها ﴿طمست﴾ أي: محي نورها أو ذهب نورها ومحقت ذواتها، وهو موافق لقوله تعالى: ﴿انتثرت﴾ (الإنفطار: ٢٠)
و ﴿انكدرت﴾ (التكوير: ٢)
قال الزمخشري: ويجوز أن يمحق نورها ثم تنتثر ممحوقة النور.
﴿وإذا السماء﴾ أي: على عظمها ﴿فرجت﴾ أي: فتحت وشققت فكانت أبواباً، والفرج الشق ونظيره ﴿إذا السماء انشقت﴾ (الانشقاق: ١)
﴿وإذا الجبال﴾ أي: على صلابتها ﴿نسفت﴾ أي: ذهب بها كلها بسرعة من نسفت الشيء: إذا اختطفته، أو نسفت كالحب إذا نسف بالمنسف، ونحوه ﴿وبست الجبال بساً﴾ (الواقعة: ٥)
﴿وكانت الجبال كثيباً مهيلاً﴾ (المزمل: ١٤)
﴿وإذا الرسل﴾ أي: الذين أنذروا الناس ذلك اليوم فكُذبوا ﴿أقتت﴾ قال مجاهد والزجاج: المراد بهذا التأقيت تبيين الوقت الذي فيه يحضرون للشهادة على أممهم، أي: جمعت لميقات يومٍ معلومٍ وهو يوم القيامة، والوقت الأجل الذي يكون عنده الشيء المؤخر إليه، فالمعنى: جعل لها وقت أجل للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم كقوله تعالى: ﴿يوم يجمع الله الرسل﴾ (المائدة: ١٠٩)
. وقرأ أبو عمرو بواو مضمومة والباقون بهمزة مضمومة وهما لغتان، والعرب تعاقب بين الواو والهمزة كقولهم: وكدت وأكدت.
وقوله تعالى: ﴿لأي يوم﴾ أي: عظيم متعلق بقوله تعالى: ﴿أجلت﴾ وهذه الجملة معمولة لقول مضمر أي: يقال لأي يوم أجلت، وهذا القول المضمر يجوز أن يكون جواباً لإذا وأن يكون حالاً من مرفوع.


الصفحة التالية
Icon