﴿و﴾ حرم ﴿الإثم﴾ أي: الصغائر وهي ما عدا الكبائر كالنظر إلى بدن أجنبية ﴿و﴾ حرم ﴿البغي﴾ على الناس أي: الظلم أو الكبر وأفرده بالذكر مع أنه من الكبائر للمبالغة وقوله تعالى: ﴿بغير الحق﴾ متعلق بالبغي مؤكد له معنى ﴿و﴾ حرم ﴿أن تشركوا با ما لم ينزل به﴾ أي: بالإشراك ﴿سلطاناً﴾ أي: حجة وفي ذلك تهكم بالمشركين وتنبيه على تحريم ما لم يدل عليه برهان، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالتخفيف والباقون بالتشديد ﴿و﴾ حرم ﴿أن تقولوا على الله ما لا تعلمون﴾ في تحريم ما لم يحرم وغيره.
﴿ولكل أمّة أجل﴾ أي: وقت معلوم وفي ذلك وعيد لأهل مكة بالعذاب النازل في أجل معلوم عند الله كما نزل بالأمم الماضية ﴿فإذا جاء أجلهم﴾ أي: حان وقتهم ﴿لا يستأخرون ساعة﴾ عنه ﴿ولا يستقدمون﴾ ساعة عليه وإنما ذكرت الساعة وإن كان دونها كذلك لأنها أقل اسم للأوقات في العرف وذلك حين سألوا نزول العذاب فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقرأ قالون والبزي وأبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى مع المدّ والقصر، وورش وقنبل سهلاً الثانية وأبدلاها حرف مد والباقون بالتحقيق فيهما.
﴿يا بني آدم إمّا﴾ فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ﴿يأتينكم رسل منكم﴾ أي: من نوعكم من عند ربكم ﴿يقصون عليكم آياتي﴾ أي: يقرؤن عليكم كتابي وأدلة أحكامي وشرائعي التي شرعت لعبادي وجواب الشرط قوله تعالى: ﴿فمن اتقى﴾ الشرك ومخالفة رسلي ﴿وأصلح﴾ عمله الذي أمرته به رسلي فعمل بطاعتي وتجنب معصيتي وما نهيت عنه ﴿فلا خوف عليهم﴾ حين يخاف غيرهم يوم القيامة من العذاب ﴿ولا هم يحزنون﴾ أي: يتجدّد لهم في وقت ما حزن على شيء فاتهم لأنّ الله يعطيهم ما تقر به أعينهم ﴿والذين كذبوا بآياتنا﴾ أي: جحدوها وكذبوا رسلنا ﴿واستكبروا﴾ أي: تكبروا ﴿عنها﴾ أي: عن الإيمان بها لأنّ كل مكذب وكافر متكبر قال تعالى: ﴿إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون﴾ (الصافات، ٣٥)
﴿أولئك﴾ هؤلاء البعداء البغضاء ﴿أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ أي: لا يخرجون منها أبداً وإدخال الفاء في خبر المبتدأ الأوّل دون خبر الثاني للمبالغة في الوعد والمسامحة في الوعيد.
﴿فمن﴾ أي: لا أحد ﴿أظلم ممن افترى على الله كذباً﴾ أي: بنسبة الشريك والولد إليه أو قال عليه ما لم يقله ﴿أو كذب بآياته﴾ أي: القرآن ﴿أولئك ينالهم﴾ أي: يصيبهم ﴿نصيبهم﴾ أي: حظهم ﴿من الكتاب﴾ أي: مما كتب لهم في اللوح المحفوظ من الرزق والأجل وغير ذلك ﴿حتى إذا جاءتهم﴾ أي: هؤلاء الذين يفترون على الله الكذب ﴿رسلنا﴾ أي: ملك الموت وأعوانه ﴿يتوفونهم﴾ بقبض أرواحهم عند استكمال أعمارهم وأرزاقهم وقوله تعالى: ﴿قالوا﴾ جواب إذا أي: قال الرسل لهم تبكيتاً وتوبيخاً وتقريعاً ﴿أين ما كنتم تدعون﴾ أي: تعبدون ﴿من دون الله﴾ أي: غيره ادعوهم ليدفعوا عنكم ما نزل بكم، وقيل: إنّ هذا يكون في الآخرة أي: إذا جاءتهم ملائكة العذاب يتوفونهم أي: يستوفون عددهم عند حشرهم إلى النار ﴿قالوا﴾ أي: الكفار مجيبين للرسل ﴿ضلوا﴾ أي: غابوا ﴿عنا﴾ وتركونا عند حاجتنا إليهم فلم ينفعونا ﴿وشهدوا على أنفسهم﴾ أي: بالغوا في الاعتراف عند الموت أو عند معاينة العذاب ﴿أنهم كانوا كافرين﴾ أي: جاحدين وحدانية الله تعالى.
قال الله تعالى لهم يوم القيامة أو أحد من الملائكة ﴿ادخلوا في أمم﴾ أي: في جملة جماعات وفرق أمّ بعضها بعضاً ﴿قد خلت﴾ أي: مضت
لأن مقصود السورة القدرة على تليين القلوب القاسية.
﴿فألقي السحرة﴾ أي: فألقاهم ما رأوا من أمر الله تعالى بغاية السرعة، وبأيسر أمر ﴿سجداً﴾ على وجوههم لله تعالى توبة مما صنعوا وإغباناً لفرعون بسجودهم، وتعظيماً لما رأوا، وذلك لأنهم كانوا في الطبقة العليا من علم السحر، فلما رأوا فعل موسى عليه السلام خارجاً عن صناعتهم عرفوا أنه ليس من السحر البتة، ويقال: قال رئيسهم: كنا نغلب الناس بالسحر، وكانت الآلات تبقى علينا، فلو كان هذا سحراً، فأين الذي ألقيناه، فاستدلوا بتغيير أحوال الأجسام على الصانع القادر، وبظهورها على يد موسى عليه السلام على كونه رسولاً صادقاً من عند الله لا جرم تابوا وآمنوا، وأتوا بما هو النهاية في الخضوع وهو السجود؛ قال الأصبهاني: سبحان الله ما أعظم شأنهم ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود، ثم ألقوا رؤوسهم بعد ساعة للشكر والسجود، فما أعظم الفرق بين الإلقاءين، فكأن قائلاً قال هذا فعلهم، فماذا قالوا؟ فقيل: ﴿قالوا: آمنا برب هارون وموسى﴾ ولم يقولوا: آمنا برب العالمين؛ لأن فرعون ادّعى الربوبية في قوله: ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ (النازعات، ٢٤)
والإلهية في قوله: ﴿ما علمت لكم من إله غيري﴾ (القصص، ٣٨)، فلو أنهم قالوا ذلك لكان فرعون يقول: إنهم آمنوا بي لا بغيري، فلقطع هذه التهمة اختاروا هذه العبارة، والدليل على ذلك أنهم لم يقتصروا على موسى بل قدّموا هارون لأن فرعون ربى موسى في صغره، فلو اقتصروا على موسى أو قدّموا ذكره فربما توهم أن المراد فرعون، وذكر هارون على الاستتباع وقيل: قدموه لكبر سنه، أو لرويّ الآية، فسبحان الله ما أعظم أمرهم كانوا أول النهار سحرة يقرون لفرعون بالربوبية، وآخره شهداء بررة روي أنهم لم يرفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة والنار، ورأوا ثواب أهلها، وعن عكرمة لما خرّوا سجداً أراهم الله تعالى في سجودهم منازلهم التي يصيرون إليها في الجنة، فكأنه قيل: ما قال لهم فرعون حينئذٍ؟ فقيل:
﴿قال﴾ لهم: ﴿آمنتم﴾ أي: بالله ﴿له﴾ أي: مصدِّقين أو متبعين لموسى ﴿قبل أن آذن لكم﴾ في ذلك، قال ذلك إيهاماً بأنه سيأذن فيه ليقف الناس عن المبادرة إلى الاتباع بين خوف العقوبة ورجاء الإذن، ثم استأنف قوله معلماً مخيلاً لاتباعه صداً لهم عن الاقتداء بالسحرة ﴿إنه﴾ أي: موسى ﴿لكبيركم﴾ أي: معلمكم ﴿الذي علمكم السحر﴾ أي: فلم تتبعوه لظهور الحق بل لإرادتهم شيئاً من المكر وافقتموه عليه قبل حضوركم في هذا الموطن، وهذا على عادته في تخييل أتباعه بما يوقفهم عن اتباع الحق. ولما خيلهم شرع يزيدهم حيرة بتهديد السحرة، فقال مقسماً ﴿فلأقطعن﴾ أي: بسبب ما فعلتم ﴿أيديكم﴾ على سبيل التوزيع ﴿وأرجلكم﴾ أي: من كل رجل يداً ورجلاً، وقوله: ﴿من خلاف﴾ حال يعني مختلفة، أي: الأيدي اليمنى والأرجل اليسرى ﴿ولأصلبنكم﴾ وعبر عن الاستعلاء بالظرف إشارة إلى تمكينهم في المصلوب عليه تمكين المظروف في ظرفه، فقال: ﴿في جذوع النخل﴾ تشنيعاً لقتلكم وردعاً لأمثالكم ﴿ولتعلمن أينا﴾ يريد نفسه لعنه الله وموسى عليه السلام بدليل قوله: آمنتم له، واللام مع الإيمان في كتاب الله لغير الله؛ كقوله: يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، وفيه تبجح باقتداره وقهره، وما ألفه وضري به من تعذيب الناس بأنواع العذاب، وتوضيع لموسى عليه السلام، واستضعاف له مع الهزء به؛ لأن موسى لم يكن قط من التعذيب في شيء.
وقيل: يريد رب
وقتادة والضحاك: كانوا أمواتاً في أصلاب آبائهم فأحياهم الله تعالى في الدنيا ثم أماتهم الموتة الأولى التي لا بد منها ثم أحياهم للبعث يوم القيامة فهما موتتان وحياتان وهو كقوله تعالى: ﴿كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم﴾ (البقرة: ٢٨)
وقال السدي: أميتوا في الدنيا ثم أحيوا في قبورهم للمسألة ثم أميتوا في قبورهم ثم أحيوا في الآخرة، وقيل: واحدة عند انقضاء الآجال في الحياة الدنيا وأخرى بالصعق بعد البعث أو الإرقاد بعد سؤال القبر ورد بأن الصعق ليس بموت وما في القبر ليس بحياة حتى يكون عنه موت وإنما هو إقدار على الكلام كما أقدر سبحانه الحصا على التسبيح والحجر على التسليم والضب على الشهادتين. ﴿فاعترفنا بذنوبنا﴾ أي: بكفرنا بالبعث ﴿فهل إلى خروج﴾ من النار إلى الدنيا فنصلح أعمالنا ونعمل بطاعتك ﴿من سبيل﴾ أي: طريق ونظيره هل إلى مرد من سبيل، والمعنى: أنهم لما عرفوا أن الذي كانوا عليه في الدنيا كان فاسداً باطلاً تمنوا الرجوع إلى الدنيا ليشتغلوا بالأعمال الصالحة، فإن قيل: الفاء في قوله تعالى: ﴿فاعترفنا بذنوبنا﴾ تقتضي أن تكون الإماتة مرتين والإحياء مرتين سبباً لهذا الاعتراف فما وجه هذه السببية؟ أجيب: بأنهم كانوا منكرين البعث فلما شاهدوا هذا الإحياء بعد الإماتة مرتين لم يبق لهم عذر في الإقرار بالبعث، فلا جرم وقع هذا الإقرار كالمسبب عن تلك الإماتة والإحياء.
ولما كان الجواب قطعاً لا سبيل إلى ذلك علله بقوله تعالى:
﴿ذلكم﴾ أي: القضاء النافذ العظيم العالي بتخليدكم في النار مقتاً منه لكم ﴿بأنه﴾ أي: كان بسبب أنه ﴿إذا دُعي الله﴾ أي: الملك الأعظم من أي داع وفي إعراب قوله تعالى ﴿وحده﴾ وجهان؛ أحدهما: أنه مصدر في موضع الحال وجاز مع كونه معرفة لفظاً لكونه في قوة النكرة كأنه قيل: منفرداً، ثانيهما: وهو قول يونس: أنه منصوب على الظرف، والتقدير: دعي على حِدَته وهو مصدر محذوف الزوائد، والتقدير: أوحدته إيحاداً. ﴿كفرتم﴾ بتوحيده ﴿وإن يشرك به﴾ أي: يجعل له تعالى شريك ﴿تؤمنوا﴾ أي: تصدقوا بالإشراك ﴿فالحكم﴾ أي: فتسبب عن القطع بأنه لا رجعة وأن الكفار ما ضروا إلا أنفسهم مع ادعائهم العقول الراجحة ونحو ذلك أن الحكم كله ﴿لله﴾ أي: المحيط بصفات الكمال ﴿العلي﴾ أي: عن أن يكون له شريك ﴿الكبير﴾ أي: الذي لا يليق الكبر إلا له.
ولما قصر الحكم عليه دل على ذلك بقوله تعالى:
﴿هو﴾ أي: وحده ﴿الذي يريكم﴾ أي: بالصبر والبصيرة ﴿آياته﴾ أي: علاماته الدالة على تفرده بصفات الكمال وأنه لا يجوز جعل هذه الأحجار المنحوتة والخشب المصور شركاء لله عز وجل في العبودية، ومن آياته الدالة على كمال القدرة والعظمة قوله تعالى: ﴿وينزل لكم من السماء﴾ أي: جهة العلو الدالة على قهر ما نزل منها بإمساكه إلى حين الحكم بنزوله ﴿رزقاً﴾ أي: أسباب رزق كالمطر لإقامة أبدانكم لأن أهم المهمات رعاية مصالح الأديان ومصالح الأبدان، والله تعالى راعى مصالح أديان العباد بإظهار البينات والآيات، وراعى مصالح أبدانهم بإنزال الرزق من السماء، فموقع الآيات من الأديان كموقع الأرزاق من الأبدان وعند حصولهما يكمل الأنعام الكامل، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بسكون النون وتخفيف الزاي والباقون بفتح النون وتشديد الزاي ﴿وما يتذكر﴾ ذلك تذكراً
وكان المسلمون عندهم كاذبين فبينهم مكاذبة، أو لأنهم يتكلمون بما هو إفراط في الكذب فعل من يغالب في أمر فبلغ فيه أقصى جهده.
﴿وكل شيء﴾ أي: من الأعمال وغيرها ﴿أحصيناه﴾ أي: ضبطناه، وقوله تعالى: ﴿كتاباً﴾ فيه وجهان أحدهما: أنه مصدر في موضع إحصاء والإحصاء والكتب يتشاركان في معنى الضبط، ثانيهما: أن يكون حالاً بمعنى مكتوباً في اللوح المحفوظ كقوله تعالى: ﴿وكل شيء أحصيناه في إمام مبين﴾ (يس: ١٢)
. وقيل: أراد ما تكتبه الملائكة الموكلون بالعباد بأمر الله تعالى إياهم بالكتابة لقوله تعالى: ﴿وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين﴾ (الإنفطار: ١٠ ـ ١١)
والجملة اعتراض.
وقوله تعالى: ﴿فذوقوا فلن نزيدكم﴾ أي: شيئاً من الأشياء في وقت من الأوقات ﴿إلا عذاباً﴾ تسبب عن كفرهم بالحساب وتكذيبهم بالآيات، قال الرازي: وفي هذه الآية مبالغات منها لن للتأكيد ومنها الالتفات، ومنها إعادة قوله تعالى: ﴿فذوقوا﴾ بعد ذكر العذاب، قال أبو بردة: سألت النبيّ ﷺ عن أشدّ آية في القرآن؟ فقال ﷺ «قوله تعالى: ﴿فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً﴾ » أي: كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب و ﴿كلما خبت زدناهم سعيراً﴾.
ولما ذكر تعالى ما للكافرين أتبعه بذكر ما للمؤمنين فقال تعالى:
﴿إنّ للمتقين مفازاً﴾ أي: مكان فوز في الجنة.
وقوله تعالى: ﴿حدائق﴾ أي: بساتين فيها أنواع الأشجار المثمرة بدل من مفازاً بدل الإشمال أو البعض أو بيان له وقوله تعالى: ﴿وأعناباً﴾ أي: كروماً عطف على مفازاً.
﴿وكواعب﴾ أي: جواري تكعب ثديهنّ جمع كاعب ﴿أتراباً﴾ أي: على سنّ واحد جمع ترب بكسر التاء وسكون الراء وقيل: الأتراب اللدات.
﴿وكأساً دهاقاً﴾ أي: خمراً مالئة محالها وفي القتال ﴿وأنهار من خمر﴾ والدهاق المترعة ودهق الحوض ملأه حتى قال: قطني، وقال ابن عباس: مترعة مملوءة. وقال عكرمة: صافية.
﴿لا يسمعون فيها﴾ أي: الجنة في وقت ما عند شرب الخمر وغيره من الأحوال ﴿لغواً﴾ أي: لغطاً يستحق أن يلغى بأن يكون ليس له معنى، وقوله تعالى: ﴿ولا كذاباً﴾ قرأه بالتخفيف الكسائي وبالتشديد الباقون، أي: تكذيباً من واحد لغيره بخلاف ما يقع في الدنيا عند شرب الخمر.
﴿جزاء من ربك﴾ أي: المحسن إليك بما أعطاك جزاهم بذلك جزاء. وقوله تعالى: ﴿عطاء﴾ بدل من جزاء وهو اسم مصدر وجعله الزمخشري منصوباً بجزاء نصب المفعول به، وردّه أبو حيان بأنه جعل جزاء مصدراً مؤكداً لمضمون الجملة التي هي ﴿إنّ للمتقين﴾ قال: والمصدر المؤكد لا يعمل لأنه لا ينحل لحرف مصدري والفعل ولا نعلم في ذلك خلافاً ﴿حساباً﴾ أي: كافياً وافياً يقال: أحسبت فلاناً أي: أعطيته ما يكفيه حتى قال حسبي. وقال ابن قتيبة أي: عطاء كثيراً، وقيل: جزاء بقدر أعمالهم.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ﴿رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن﴾ برفع رب والرحمن وابن عامر وعاصم بخفضهما والآخران بخفض الأول ورفع الثاني.
أما رفعهما فمن أوجه: أحدها: أن يكون رب خبر مبتدأ مضمر أي: هو رب والرحمن كذلك، أو مبتدأ خبره لا يملكون، ثانيها: أن يجعل رب مبتدأ والرحمن خبره، ولا يملكون خبراً ثانياً أو مستأنفاً، ثالثها: أن يكون ربّ مبتدأ والرحمن نعته، ولا يملكون خبر رب. رابعها: أن يكون رب مبتدأ والرحمن مبتدأ ثانٍ ولا يملكون خبره، والجملة خبر الأوّل، وحصل الربط بتكرير المبتدأ بمعناه وهو


الصفحة التالية
Icon