على نفسه فقال: ﴿فكيف آسى﴾ أي: أحزن ﴿على قوم كافرين﴾ لأنهم ليسوا أهل حزن لاستحقاقهم ما نزل عليهم بسبب كفرهم، وقيل: قال ذلك اعتذاراً عن عدم شدّة حزنه عليهم والمعنى: لقد بالغت في الإبلاغ والإنذار وبذلت وسعي في النصح فلم يصدّقوا قولي فكيف أحزن عليهم وقوله تعالى:
﴿وما أرسلنا في قرية من نبيّ﴾ فيه إضمار وحذف تقديره: فكذبوه ﴿إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضرّاء﴾ قال ابن مسعود: البأساء الفقر والضرّاء المرض، وقيل: البأساء الشدّة وضيق العيش والضرّاء سوء الحال ﴿لعلهم يضرّعون﴾ أي: فعلنا بهم ذلك لكي يتضرّعوا ويتوبوا والتضرّع التذلل والخضوع والانقياد لأمر الله.
﴿ثم بدّلنا مكان السيئة الحسنة﴾ أي: أعطيناهم بدل ما كانوا فيه من البلاء والشدّة السلامة والسعة كقوله تعالى: ﴿وبلوناهم بالحسنات والسيئات﴾ (الأعراف، ١٦٨)
فأخبر الله تعالى بهذه الآية أنه يأخذ أهل المعاصي والكفر تارة بالشدة وتارة بالرخاء على سبيل الاستدراج وهو قوله تعالى: ﴿حتى عفوا﴾ أي: كثروا ونموا في أنفسهم وأموالهم يقال: عفا الشعر إذا كثر وطال ومنه قوله ﷺ «وأعفوا اللحى» أي: وفروها وأكثروا شعرها ﴿وقالوا﴾ كفراً للنعمة ﴿قد مس آباءنا الضرّاء والسرّاء﴾ وهذه عادة الدهر قديماً وحديثاً لنا ولآبائنا ولم يكن ما مسنا من الشدّة والضرّاء عقوبة لنا من الله تعالى على ما نحن عليه فكونوا على ما أنتم عليه كما كان آباؤكم من قبل فإنهم لم يتركوا دينهم لما أصابهم من الضراء والسراء قال الله تعالى: ﴿فأخذناهم بغتة﴾ أي: فجأة أينما كانوا ليكون ذلك أعظم لحسرتهم ﴿وهم لا يشعرون﴾ أي: بنزول العذاب بهم والمراد بذكر هذه القصة وغيرها من القصص اعتبار من سمعها لينزجر عما هو عليه من الذنوب ويرجع إلى الله تعالى ويزداد الذين آمنوا إيماناً.
﴿ولو أنّ أهل القرى﴾ أي: المكذبين ﴿آمنوا﴾ أي: بالله ورسوله ﴿واتقوا﴾ أي: الشرك والمعاصي ﴿لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض﴾ أي: لأتيناهم بالخير من كل جهة، وقيل: بركات السماء المطر وبركات الأرض النبات والثمار والأنعام وجميع ما فيها من الخيرات وكل ذلك من فضل الله تعالى وإحسانه وإنعامه على عباده. وقرأ ابن عامر بتشديد التاء والباقون بالتخفيف ﴿ولكن كذبوا﴾ أي: فعلنا بهم ذلك ليؤمنوا فما آمنوا ولكن كذبوا الرسل ﴿فأخذناهم﴾ أي: عاقبناهم بأنواع العذاب ﴿بما﴾ أي: بسبب ما ﴿كانوا يكسبون﴾ من الكفر والمعاصي.
وقوله تعالى:
﴿أفأمن أهل القرى﴾ عطف على قوله تعالى: ﴿فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون﴾ وما بينما اعتراض والمعنى: أبعد ذلك أمن أهل القرى ﴿أن يأتيهم بأسنا﴾ أي: عذابنا ﴿بياتاً﴾ أي: ليلاً وقوله تعالى: ﴿وهم نائمون﴾ حال من ضمير هم البارز أو المستتر في بياتاً.
﴿أو أمن أهل القرى﴾ هو استفهام بمعنى الإنكار وفيه وعيد وزجر وتهديد والمراد بالقرى مكة وما حولها وقيل: هو عام في كل أهل القرى الذين كفروا وكذبوا. وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر بسكون الواو والباقون بفتح الواو ﴿أن يأتيهم بأسنا ضحى﴾ أي: نهاراً لأن الضحى صدر النهار ﴿وهم يلعبون﴾ أي: وهم ساهون لاهون غافلون عما يراد بهم وقوله تعالى:
﴿أفأمنوا مكر الله﴾ تقرير لقوله تعالى: ﴿أفأمن أهل القرى﴾ ومكر الله استعارة لاستدراج العبد بالنعم في الدنيا وأخذه من حيث لا يحتسب {فلا يأمن
لاعتقادهم أن الرسول لا يكون إلا ملكاً، واستلزموا منه أن ما جاء به من الخوارق كالقرآن سحر، فأنكروا حضوره.
فإن قيل: لم أسروا هذا الحديث وبالغوا في إخفائه أجيب: بأن ذلك كان يشبه التشاور فيما بينهم، والتحاور في طلب الطريق إلى هدم أمره، وعادة المتشاورين في خطب أن لا يشركوا أعداءهم في مشورتهم، ويجتهدوا في طي سرهم عنهم ما أمكن واستطيع.
ومنه قول الناس: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، قال البقاعي: فيالله العجب من قوم رأوا ما أعجزهم، فلم يجوزوا أن يكون ذلك عن الرحمن الداعي إلى الفوز بالجنان، وجزموا أنه من الشيطان الداعي إلى الهوان باصطلاء النيران والعجب أيضاً أنهم أنكروا الاختصاص بالرسالة مع مشاهدتهم بما يخص الله تعالى به بعض الناس عن بعض من الذكاء والفطنة، وحسن الخلائق والأخلاق والقوة والصحة، وطول العمر وسعة الرزق ونحو ذلك انتهى، ولا عجب فإنها عقول أضلها باريها، ثم كأنه قيل: فإذا يقال لهؤلاء فقال:
﴿قال﴾ لهم: ﴿ربي﴾ المحسن إلي ﴿يعلم القول﴾ سواء كان سراً أم جهراً كائناً ﴿في السماء والأرض﴾ على حد سواء؛ لأنه لا مسافه بينه وبين شيء من ذلك ﴿وهو السميع العليم﴾، فلا يخفى عليه ما يسرون ولا ما يضمرون.
فإن قيل: هلا قيل يعلم السر لقوله تعالى: ﴿وأسروا النجوى﴾ (طه، ٦٢)
أجيب بأن القول عام يشمل السر والجهر، فكان في العلم به العلم بالسر وزيادة، فكان آكد في بيان الاطلاع على نجواهم من أن يقول: يعلم السر كما أن قوله: يعلم السر آكد من أن يقول يعلم سرهم.
فإن قيل: لم ترك هذا الآكد في سوره الفرقان في قوله تعالى: ﴿قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض﴾ (الفرقان، ٦)، ولم يقل: يعلم القول كما هنا؟ أجيب: بأنه ليس بواجب أن يأتي بالآكد في كل موضع، ولكن يجيء بالوكيد تارة وبالآكد تارة أخرى، كما يجيء بالحسن في موضع وبالأحسن في غيره ليفتن الكلام افتتاناً، ويجمع الغاية وما دونها، على أن أسلوب تلك الآية خلاف أسلوب هذه من قبل أنه قدم ههنا أنهم أسروا النجوى، فكأنه أراد أن يقول: إنّ ربي يعلم ما أسروه، فوضع القول موضع ذلك للمبالغة، وثم قصد وصف ذاته بأنه أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض، فهو كقوله تعالى: ﴿علام الغيوب﴾ (المائدة، ١٠٩)
﴿عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة﴾ (سبأ، ٣)، وقرأ حفص وحمزة والكسائي قال بصيغة الماضي بالإخبار عن الرسول والباقون قل بصيغة الأمر، ثم إنه تعالى بيّن أنّ المشركين اقتسموا القول في النبي ﷺ وفيما يقوله بقوله تعالى:
﴿بل قالوا﴾ أي: قال بعضهم هذا الذي قال لكم: ﴿أضغاث أحلام﴾ أي: أخلاط أحلام رآها في النوم، وقال بعضهم: ﴿بل افتراه﴾ أي: اختلقه من عند نفسه، ونسبه إلى الله تعالى، وقال بعضهم: ﴿بل هو﴾ أي: النبي ﷺ ﴿شاعر﴾ فما جاءكم به شعر، والشاعر يخيل ما لا حقيقة له لغيره، أو أنهم كلهم أضربوا عن قولهم: هو سحر إلى أنه تخاليط أحلام، ثم إلى أنه كلام مفترى من عنده، ثم إلى أنه قول شاعر، وهكذا المبطل متحير رجاع غير ثابت على قول واحد؛ قال الزمخشري: ويجوز أن يكون تنزيلاً من الله تعالى لأقوالهم في درج الفساد، وأن قولهم الثاني أفسد من الأول، والثالث أفسد من الثاني، وكذا الرابع أفسد من الثالث، ثم إنهم لما قدحوا في أعظم المعجزات طلبوا آية غيره، فقالوا: ﴿فليأتنا﴾ دليلاً على
الأشدية أو قبل هذه الأحوال إذا خرج.
تنبيه: قوله تعالى: ﴿لتبلغوا أشدكم﴾ متعلق قال الزمخشري: بفعل محذوف تقديره ثم يبقيكم لتبلغوا أشدكم وكذلك لتكونوا وأما قوله: ﴿ولتبلغوا﴾ أي: كل واحد منكم ﴿أجلاً مسمى﴾ فمعناه ويفعل ذلك لتبلغوا أجلاً مسمى وهو وقت الموت وقيل: يوم القيامة ﴿ولعلكم تعقلون﴾ أي: ما في ذلك من العبر والحجج وتستدلون بهذه الأحوال العجيبة على وحدانية الله تعالى.
ولما ذكر تعالى انتقال الأجسام من كونها تراباً إلى أن بلغت الشيخوخة واستدل بهذه التقديرات على وجود الإله القادر أنتج قوله تعالى:
﴿هو﴾ أي: لا غيره ﴿الذي يحيي ويميت﴾ كما تشاهدونه في أنفسكم فكما أن الانتقال من صفة إلى صفة أخرى من الصفات المتقدمة يدل على الإله القادر فكذلك الانتقال من الحياة إلى الموت وبالعكس يدل على الإله القادر.
ولما كانت إرادته لا تكون إلا تامة تسبب عن ذلك قوله تعالى: ﴿فإذا قضى أمراً﴾ أي أراد أي: أمر كان من القيامة أو غيرها ﴿فإنما يقول له كن فيكون﴾ فلا يحتاج في تكوينه إلى عدة وتجشم كلفة، وقرأ ابن عامر بنصب النون والباقون بالرفع وتقدم توجيه ذلك في سورة البقرة، ثم إنه تعالى عاد إلى ذم الذين يجادلون في آيات الله مخاطباً بذلك نبيه ﷺ فقال:
﴿ألم تر﴾ أي: يا أنور الناس قلباً وأصفاهم لباً ﴿إلى الذين يجادلون﴾ أي: بالباطل ﴿في آيات الله﴾ أي: الملك الأعظم ﴿أني﴾ أي: كيف ومن أي وجه ﴿يصرفون﴾ أي: عن التصديق وتكرير ذم المجادلة بتعدد المجادل والمجادل فيه أو للتوكيد وقوله تعالى:
﴿الذين كذبوا﴾ يجوز أن يكون بدلاً من الموصول قبله أو بياناً أو نعتاً أو خبر مبتدأ محذوف أو منصوباً على الذم ﴿بالكتاب﴾ أي: بسببه في جمع ما له من الشؤون التي تفوق الحصر وهو القرآن أو بجنس الكتب السماوية ﴿وبما أرسلنا﴾ أي: على ما لنا من العظمة ﴿به رسلنا﴾ أي: من جميع الملل والشرائع بكتاب كان أو بغيره ولذا تسبب عنه تهديدهم في قوله تعالى: ﴿فسوف يعلمون﴾ أي: بوعد صادق لا خلف فيه ما يحل بهم من سطواتنا وقوله تعالى:
﴿إذِ الأغلال في أعناقهم﴾ ظرف ليعلمون، فإن قيل: سوف للاستقبال وإذ للماضي فهو مثل قولك سوف أصوم أمس؟ أجيب: بأن المعنى على إذا إلا أن الأمور المستقبلة لما كانت في أخبار الله تعالى متيقنة مقطوعاً بها عبر عنها بلفظ ما كان ووجد والمعنى على الاستقبال قالوا وكما تقع إذا موقع إذ في قوله تعالى: ﴿وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها﴾ (الجمعة: ١١)
كذلك تقع إذ موقعها وقوله تعالى: ﴿والسلاسل﴾ عطف على الأغلال، فتكون في الأعناق، والسلسلة معروفة، أو مبتدأ خبره محذوف تقديره في أرجلهم وخبره ﴿يسحبون﴾ والعائد محذوف أي: بها والسحب الجر بعنف، والسحاب من ذلك لأن الريح تجره أو أنه يجر الماء ﴿في الحميم﴾ أي: الماء الحار الذي يكسب الوجوه سواداً والأعراض عاراً والأرواح عذاباً والأجسام ناراً ﴿ثم في النار يسجرون﴾ أي: يلقون فيها وتوقد بهم مكردسين كما يسجر التنور بالحطب، كما قال تعالى: ﴿وقودها الناس والحجارة﴾ (البقرة: ٢٤)
والسجير الخليل الذي يسجر في مودة خليله، كقولهم: فلان يحترق في مودة فلان، هذه كيفية عقابهم.
﴿ثم قيل لهم﴾ تبكيتاً أي: بعد أن طال عذابهم وبلغ منهم كل مبلغ ولم يجدوا
أي: انشقت لنزول الملائكة كقوله تعالى: ﴿ويوم تشقق السماء بالغمام﴾ (الفرقان: ٢٥)
﴿وإذا الكواكب﴾ أي: النجوم الصغار والكبار كلها الغراء الزاهرة المتوقدة توقد النار المرصعة ترصيع المسامير ﴿انتثرت﴾ أي: تساقطت متفرّقة؛ لأنّ عند انتقاض تركيب السماء تنتثر النجوم على الأرض.
﴿وإذا البحار﴾ المتفرّقة في الأرض وهي ضابطة لها أتم ضبط لنفع العباد على كثرتها ﴿فجرت﴾ أي: فتح بعضها في بعض فاختلط العذب بالملح وزال البرزخ الذي بينها فصارت البحار بحراً واحداً وروي أنّ الأرض تنشف الماء بعد امتلاء البحار فتصير مستوية. وهو معنى التسجير عند الحسن في قوله تعالى: ﴿وإذا البحار سجرت﴾ (التكوير: ٦٠)
وقال هنا: فجرت بغت.
﴿وإذا القبور﴾ أي: مع ذلك كله ﴿بعثرت﴾ أي: قلبت، يقال: بعثره وبحثره بالعين والحاء. قال الزمخشري: وهما مركبان من البعث والبحث مع راء مضمومة إليهما، أي: فهما بمعنى، والمعنى: قلب أعلاها أسفلها وقلب باطنها ظاهرها، وخرج ما فيها من الموتى أحياء، وقيل: التبعثر إخراج ما في بطنها من الذهب والفضة، ثم تخرج الموتى بعد ذلك، وجواب إذا أوّل السورة وما عطف عليه. ﴿ {
{علمت نفس﴾ أي: كل نفس وقت هذه المذكورات، وهو يوم القيامة ﴿ما قدّمت﴾ من عمل ﴿وأخرت﴾ أي: جميع ما عملت من خير أو شر أو غيرهما. فإن قيل: أي وقت من القيامة يحصل هذا العلم. قال الرازي: أمّا العلم الإجمالي فيحصل في أوّل زمان الحشر؛ لأنّ المطيع يرى آثار السعادة، والعاصي يرى آثار الشقاوة في أوّل الأمر، وأمّا العلم التفصيلي، فإنما يحصل عند قراءة الكتب والمحاسبة.
وقوله تعالى: ﴿يا أيها الإنسان﴾ أي: البشر الآنس بنفسه الناسي لما يعنيه خطاب لمنكري البعث. وروى عطاء عن ابن عباس: أنها نزلت في الوليد بن المغيرة. وقال الكلبي ومقاتل: نزلت في أبي الشريق ضرب النبي ﷺ فلم يعاقبه الله تعالى في أوّل أمره. وقيل: تتناول جميع العصاة لأنّ الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ﴿ما غرّك بربك﴾ أي: ما خدعك وسوّل لك الباطل حتى تركت ما أوجب عليك المحسن إليك وأتيت بالمحرّمات ﴿الكريم﴾ أي: الذي له الكمال كله المقتضي لأن لا يهمل الظالم ولا يسوى بين المحسن والمسيء، هذا إذا حملنا الإنسان على جميع العصاة، فإن حملناه على الكافر وهو ظاهر الآية فالمعنى: ما الذي دعاك إلى الكفر وإنكار الحشر والنشر.
فإن قيل: كونه كريماً يقتضي أن يغترّ الإنسان بكرمه لأنه جواد مطلق، والجواد الكريم يستوي عنده طاعة المطيع وعصيان المذنب، وهذا يوجب الاغترار كما يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه صيح بغلام له مرّات فلم يلبه، فنظر فإذا هو بالباب فقال له: لم لا تجيبني؟ فقال: لثقتي بحلمك وأمني عقوبتك، فاستحسن جوابه وأعتقه.
وقالوا أيضاً: من كرم ساء أدب غلمانه. وإذا ثبت أنّ كرمه يقتضي الاغترار به فكيف جعله ههنا مانعاً من الاغترار؟ أجيب: بأنّ حق الإنسان أن لا يغتر بكرم الله تعالى عليه حيث خلقه حياً، وتفضل عليه فهو من كرمه لا يعاجل بالعقوبة بسطاً في مدّة التوبة، وتأخيراً للجزاء إلى أن يجمع الناس للجزاء فالحاصل أنّ تأخير العقوبة لأجل الكرم، وذلك لا يقتضي الاغترار بهذا التفضيل فإنه منكر خارج عن حدّ الحكمة، ولهذا قال رسول الله ﷺ لما تلاها: «غرّه جهله». وقال عمر: غرّه حمقه وجهله. وقال الحسن: