كلهم يقولون بشدّة أصواتهم: سبوح قدّوس ربّ العزة أبداً لا يموت في رأس كل ملك منهم أربعة أوجه فلما رآهم موسى رفع صوته يسبح معهم وهو يبكي ويقول: يا رب اذكرني ولا تنس عبدك لا أدري أنفلت مما أنا فيه أم لا إن خرجت احترقت وإن مكثت احترقت، فقال له رأس الملائكة: قد أوشك يا ابن عمران أن يشتدّ خوفك وينخلع قلبك فاصبر للذي سألت ثم أمر الله تعالى أن يحمل عرشه ملائكة السماء السابعة فلما بدا نور العرش انصدع نور الجبل من عظمة الله تعالى ورفعت الملائكة أصواتهم جميعاً يقولون: سبحان الملك القدّوس رب العزة أبداً لا يموت بشدّة أصواتهم فارتج الجبل واندك وذلك قوله تعالى: ﴿فلما تجلى ربه﴾ أي: «أظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر» كما في حديث صححه الحاكم ﴿للجبل﴾ أي: جبل زبير بفتح الزاي والإضافة فيه بيانية لقول الجوهري: الزبير اسم للجبل الذي كلم الله تعالى عليه السلام عليه ﴿جعله دكاً﴾ أي: مدكوكاً مفتتاً، وحكي عن سهل بن سعد الساعدي أن الله تعالى أظهر من سبعين ألف حجاب نوراً قدر الدرهم فجعل الجبل دكاً مستوياً بالأرض والدك والدق أخوان، وقال ابن عباس: جعله تراباً، وقال سفيان: ساخ الجبل في الأرض حتى وقع في البحر فهو يذهب فيه، وقال الكلبي: كسر جبالاً صغاراً، قال البغويّ: ووقع في بعض التفاسير صار لعظمته ستة أجبل وقعت ثلاثة
بالمدينة أحد
وورقان ورضوى ووقعت ثلاثة بمكة ثور وثبير وحرا.
وقرأ حمزة والكسائيّ بألف بعد الكاف وهمزة مفتوحة من غير تنوين وصلاً ووقفاً أي: مستوياً ومنه ناقة دكاء للتي لا سنام لها والباقون بالتنوين بعد الكاف والوقف على ألف التنوين ﴿وخرّ﴾ أي: وقع ﴿موسى صعقاً﴾ أي: مغشياً عليه من هول ما رأى غشية كالموت، وروي أنّ الملائكة مرّت عليه وهو مغشيّ عليه فجعلوا يلكزونه بأرجلهم ويقولون له: يا ابن النساء الحيض أطمعت في رؤية رب العزة ﴿فلما أفاق﴾ من غشيته ﴿قال﴾ تعظيماً لما رأى ﴿سبحانك﴾ أي: تنزيهاً لك من النقائص كلها ﴿تبت إليك﴾ أي: من الجراءة والإقدام على السؤال بغير إذن، وقيل: لما كانت الرؤية مختصة بمحمد ﷺ فمنعها قال: سبحانك تبت إليك من سؤالي ما ليس لي، وقيل: لما سأل الرؤية ومنعها قال: تبت إليك من هذا السؤال وحسنات الأبرار سيئات المقرّبين ﴿وأنا أوّل المؤمنين﴾ أي: في زماني، وقيل: أنا أوّل من أمن إنك لا ترى في الدنيا أي: لكل الأنبياء وإلا فالرؤية ثابتة لنبينا محمد ﷺ ليلة الإسراء على الصحيح وللزمخشري هنا في كشافه على مذهبه الفاسد في عدم الرؤية مطلقاً تأويلات فلتحذر.
﴿قال يا موسى إني اصطفيتك﴾ أي: اخترتك ﴿على الناس﴾ أي: الموجودين في زمانك وهارون وإن كان نبياً مرسلاً كان مأموراً باتباعه ولم يكن كليماً ولا صاحب شرع وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح ياء إني والباقون بالسكون وقوله تعالى: ﴿برسالاتي﴾ أي: بأسفار التوراة، قرأه نافع وابن كثير بغير ألف بعد اللام على التوحيد والباقون بالألف بعد اللام على الجمع ﴿وبكلامي﴾ أي: وبتكليمي إياك ﴿فخذ ما آتيتك﴾ أي: ما أعطيتك من الرسالة ﴿وكن من الشاكرين﴾ لأنعمي لأنّ موسى عليه السلام لما منع الرؤية عدّد الله تعالى عليه وجوه نعمه العظيمة التي له عليه وأمره أن يشتغل بشكرها كأنه قال له: إن كنت
الهمزة الثانية المكسورة بين الهمزة والياء، ويجوز إبدالها عندهم ياء خالصة ولا يدخلون بينهما شيئاً وقرأ هشام بتحقيق الهمزتين وإدخال ألف بينهما بخلاف عنه في الإدخال وعدمه، والباقون بتحقيق الهمزتين من غير إدخال بلا خلاف ﴿يهدون﴾ أي: يدعون إلينا من وفقناه للهداية ﴿بأمرنا﴾ أي: بإذننا ﴿وأوحينا إليهم﴾ أيضاً ﴿فعل﴾ أي: أن يفعلوا ﴿الخيرات﴾ ليحثوهم عليها، فيتم كمالهم بانضمام العلم إلى العمل، قال البقاعي: ولعله تعالى عبّر بالفعل دلالة على أنهم امتثلوا كل ما يوحي إليهم، وقال الزمخشري: أصله أن تفعل الخيرات، ثم فعلا الخيرات، ثم فعل الخيرات، وكذلك إقام الصلاة وإيتاء الزكاة انتهى. وقوله تعالى: ﴿وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة﴾ من عطف الخاص على العام تعظيماً لشأنهما؛ لأن الصلاة تقرب العبد إلى الحق تعالى، والزكاة إحسان إلى الخلق، قال الزجاج: الإضافة في الصلاة عوض عن تاء التأنيث يعني: فيكون من الغالب لا من القليل ﴿وكانوا لنا﴾ دائماً جبلة وطبيعة ﴿عابدين﴾ أي: موحدين مخلصين في العبادة ولذلك قدَّم الصلة، القصة الثالثة: قصة لوط عليه السلام المذكورة في قوله تعالى:
﴿ولوطاً﴾ أي: وآتينا لوطاً أو واذكر لوطاً، ثم استأنف قوله تعالى: ﴿آتيناه حكماً﴾ أي: نبوّة وعملاً محكماً بالعلم، وقيل: فصلاً بين الخصوم ﴿وعلماً﴾ مزيناً بالعمل مما ينبغي علمه للأنبياء ﴿ونجيناه من القرية﴾ أي: قرية سدوم ﴿التي كانت﴾ قبل إنجائنا له منها ﴿تعمل﴾ أي: أهلها الأعمال ﴿الخبائث﴾ من اللواط والرمي بالبندق واللعب بالطيور والتضارط في أنديتهم وغير ذلك وإنما وصف القرية بصفةأهلها وأسندها إليها على حذف المضاف وأقامته مقامه ويدل عليه ﴿إنهم كانوا﴾ أي: بما جبلوا عليه ﴿قوم سوء﴾ أي: ذوي قدرة على الشرّ بانهماكهم في الأعمال السيئة ﴿فاسقين﴾ أي: خارجين من كل خير
﴿وأدخلناه﴾ دونهم ﴿في رحمتنا﴾ أي: في الأحوال السنية والأقوال العلية والأفعال الزكية التي هي سببب للرحمة العظمى ومسببة عنها ثم علل ذلك بقوله تعالى ﴿إنه من الصالحين﴾ أي: الذين سبقت لهم منا الحسنى أي: لما جبلناه عليه من الخير. القصة الرابعة: قصة نوح عليه السلام المذكورة في قوله تعالى:
﴿ونوحاً﴾ أي: واذكر نوحاً ﴿إذ﴾ أي: حين ﴿نادى﴾ أي: دعا الله تعالى على قومه بالهلاك بقوله: ﴿رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً﴾ (نوح، ٢٦)
ونحوه من الدعاء ﴿من قبل﴾ أي: من قبل لوط ومن تقدّمه ﴿فاستجبنا﴾ أي: أردنا الإجابة وأوجدناها بعظمتنا ﴿له﴾ في ذلك النداء، ثم تسبب عن ذلك قوله تعالى: ﴿فنجيناه وأهله﴾ أي: الذين دام ثباتهم على الإيمان وهم من كان معه في السفينة ﴿من الكرب العظيم﴾ أي: من أذى قومه ومن الغرق والكرب الغمّ الشديد قاله السدّي وقال أبو حيان الكرب أقصى الغمّ والأخذ بالنفس وهو هنا الغرق عبّر عنه بأوّل أحوال مأخذ الغريق.
﴿ونصرناه﴾ أي: منعناه ﴿من القوم﴾ أي: المتصفين بالقوّة ﴿الذين كذبوا بآياتنا﴾ من أن يصلوا إليه بسوء، وقيل: من بمعنى على ﴿أنهم كانوا قوم سوء﴾ أي: لا عمل لهم إلا ما يسوء ﴿فأغرقناهم أجمعين﴾ لاجتماع الأمرين تكذيب الحق والانهماك في الشر لم يجتمعا في قوم إلا وأهلكهم الله تعالى.
القصة الخامسة: قصة داود وسليمان عليهما السلام المذكورة في قوله تعالى:
﴿وداود وسليمان﴾ ابنه أي: اذكرهما واذكر
﴿لا يعلم﴾ أي: في وقت من الأوقات ﴿كثيراً مما تعملون﴾ وهو الخفيات من أعمالكم.
روي عن ابن مسعود قال: «كنت مستتراً بأستار الكعبة فدخل ثلاثة نفر، ثقفيان وقرشي أو قرشيان وثقفي كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم، فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نقول فقال الآخر: يسمع إن جهرنا، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا يسمع إذا أخفينا فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ فأنزل الله تعالى ﴿وما كنتم تستترون﴾ الآية قيل: الثقفي عبد يا ليل وختناه القرشيان ربيعة وصفوان بن أمية وقوله تعالى:
﴿وذلكم﴾ إشارة إلى ظنهم هذا وهو مبتدأ وقوله تعالى: ﴿ظنكم﴾ بدل منه، وقوله تعالى: ﴿الذي ظننتم بربكم﴾ نعت البدل والخبر ﴿أرداكم﴾ أي: أهلككم، وفي هذا تنبيه على أن من حق المؤمن أن لا يذهب عنه ولا يزول عن ذهنه أن عليه من الله تعالى عيناً كالئة ورقيباً مهيمناً حتى يكون في أوقاته وخلواته من ربه أهيب وأحسن احتشاماً وأوفر تحفظاً وتصوراً منه مع الملأ، ولا ينبسط في سره مراقبة من التشبه بهؤلاء الظانين.
ولما كان الصباح محل رجاء للإفراج فكان شر الإتراح ما كان فيه، قال تعالى ﴿فأصبحتم﴾ أي: بسبب ما أعطيتموه من النعم لتستنقذوا أنفسكم به من الهلاك، كان سبب هلاككم ﴿من الخاسرين﴾ أي: العريقين في الخسارة المحكوم بخسارتهم في جميع ذلك اليوم.
قال المحققون: الظن قسمان أحدهما: حسن، والآخر: فاسد، فالحسن، أن يظن بالله تعالى الرحمة والفضل والإحسان قال ﷺ عن الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي»
. وقال ﷺ «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله».
والظن الفاسد أن يظن أن الله تعالى يعزب عن علمه بعض هذه الأحوال. وقال قتادة: الظن نوعان: منجي ومردي، فالمنجي: قوله: ﴿إني ظننت أني ملاق حسابيه﴾ (الحاقة: ٢٠)
وقوله تعالى: ﴿الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون﴾ (البقرة: ٤٦)
والمردي: هو قوله تعالى: ﴿وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم﴾.
﴿فإن يصبروا فالنار مثوىً﴾ أي: منزل ﴿لهم﴾ أي: إن أمسكوا عن الاستغاثة لفرج ينتظرونه لم يجدوا ذلك وتكون النار مقاماً لهم ﴿وإن يستعتبوا﴾ أي: يسألوا العتبى وهو، الرجوع لهم إلى ما يحبون جزعاً مما هم فيه ﴿فما هم من المعتبين﴾ أي: المجابين إليها، ونحوه قوله عز وجل: ﴿أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص﴾ (إبراهيم: ٢١)
ولما ذكر وعيدهم في الدنيا والآخرة أتبعه سبب كفرهم الذي هو سبب الوعيد فقال تعالى:
﴿وقيضنا﴾ قال مقاتل: هيأنا وقال الزجاج: سببنا ﴿لهم﴾ أي: للكفرة وأصل التقييض: التيسير والتهيئة يقال: قيضته للدواء هيأته له ويسرته، وهذان ثوبان قيضان أي: كل منهما مكافئ للآخر في الثمن وقوله تعالى: ﴿قرناء﴾ أي: نظراء من الشياطين حتى أضلوهم، جمع قرين قال تعالى: ﴿ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين﴾ ﴿فزينوا لهم﴾ أي: من القبائح ﴿ما بين أيديهم﴾ أي: من أمر الدنيا حتى آثروها على الآخرة ﴿وما خلفهم﴾ أي: من أمر الآخرة فدعوهم إلى التكذيب وإنكار البعث، وقال الزجاج: زينوا لهم ما بين أيديهم من أمر الآخرة أنه لا بعث ولا جنة ولا نار، وما خلفهم من أمر الدنيا بأن الدنيا قديمة ولا صانع إلا الطبائع والأفلاك، قال القشيري: إذا أراد الله بعبده سوءاً قيض له إخوان سوء وقرناء سوء
في نظير ذلك الحرّ الذي صبروا عليه في الدنيا، ويزول عنهم برؤية ذلك مع خضرة الجنان جميع المضارّ والأحزان.
﴿ذلك﴾ أي: الأمر العالي الدرجة العظيم البركة ﴿الفوز﴾ أي: الظفر بجميع المطالب ﴿الكبير﴾ وهو رضا الله تعالى لا دخول الجنة.
وقال تعالى: ﴿ذلك الفوز﴾ ولم يقل تلك، لأنّ ذلك إشارة إلى إخبار الله تعالى بحصول الجنان وتلك إشارة إلى الجنة الواحدة، وإخبار الله تعالى عن ذلك يدل على كونه راضياً.
﴿إنّ بطش ربك﴾ أي: أخذ المحسن إليك المربي لك المدبر لأمرك الجبابرة والظلمة ﴿لشديد﴾ كقوله تعالى: ﴿وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد﴾ (هود: ١٠٢)
قال المبردّ: ﴿إنّ بطش ربك﴾ جواب القسم، والبطش هو الأخذ بعنف فإذا وصف بالشدّة فقد تضاعف. ولما كان هذا البطش لا يتأتى إلا لكامل القدرة دل على كمال قدرته واختصاصه بذلك بقوله تعالى مؤكداً لما له من الإنكار:
﴿إنه هو﴾ أي: وحده ﴿يبدئ﴾ أي: يوجد ابتداء أيّ خلق أراد إلى أيّ هيئة أراد ﴿ويعيد﴾ أي: ذلك المخلوق عند البعث. وروى عكرمة قال: عجب الكفار من إحياء الله تعالى الأموات أي: فنزلت.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يبدئ لهم عذاب الحريق في الدنيا ثم يعيده عليهم في الآخرة، وهذا اختيار الطبري. وقيل: يبدئ البطش ويعيده فيبطش بهم في الدنيا والآخرة، أو دل باقتداره على الإبداء والإعادة على شدّة بطشه، أو أوعد الكفرة بأن يعيدهم كما بدأهم ليبطش لهم؛ إذ لم يشكروا نعمة الإبداء وكذبوا بالإعادة.
﴿وهو﴾ أي: وحده ﴿الغفور﴾ أي: الستور لعباده المؤمنين. وقرأ قالون وأبو عمرو والكسائي بسكون الهاء والباقون بضمها.
وقوله تعالى: ﴿الودود﴾ مبالغة في الود. قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو المتودّد لعباده بالمغفرة، وعن المبرد: هو الذي لا ولد له. وأنشد:
*وأركب في الودّ عريانة
... ذلول الجماع لقاحاً ودودا* ﴿ {
أي: لا ولد لها تحنّ إليه. وقيل: هو فعول بمعنى مفعول كالركوب والحلوب بمعنى المركوب والمحلوب. وقيل: يغفر ويودّ أن يغفر.
{ذو العرش﴾
ومالكه، أي: ذو الملك والسلطان كما يقال فلان على سرير ملكه، وإن لم يكن على سرير، ويقال: ثلّ عرشه، أي: ذهب سلطانه، أو السرير الدال على اختصاص الملك بالملك، وانفراده بالتدبير والسيادة والسياسة الذي به قوام الأمور، وقرأ ﴿المجيد﴾ حمزة والكسائي بجرّ الدال على أنه نعت للعرش أو لربك في قوله تعالى: ﴿إن بطش ربك﴾ قال مكي: وقيل: لا يجوز أن يكون نعتاً للعرش لأنه من صفات الله تعالى اه. وهذا ممنوع لأنّ مجد العرش علوّه وعظمه كما قاله الزمخشري. وقد وصف العرش بالكريم في آخر المؤمنين. وقرأ الباقون برفع الدال على أنه خبر بعد خبر. وقيل: هو نعت لذو، واستدل بعضهم على تعدّد الخبر بهذه الآية، ومن منع قال لأنها في معنى خبر واحد، أي: جامع بين هذه الأوصاف الشريفة، أو كل منها خبر لمبتدأ مضمر، والمجد: هو النهاية في الكرم والفضل، والله سبحانه موصوف بذلك وتقدّم وصف عرشه بذلك.
﴿فعالٌ﴾ أي: على سبيل التكرار والمبالغة ﴿لما يريد﴾ قال القفال: أي: يفعل ما يريد على ما يراه لا يعترض عليه أحد، ولا يغلبه غالب فيدخل أولياءه الجنة لا يمنعه مانع، ويدخل أعداءه النار لا ينصرهم منه ناصر، ويمهل العصاة على ما يشاء إلى أن يجازيهم، ويعاجل بعضهم بالعقوبة إذا شاء،


الصفحة التالية
Icon