فاقع، وأسود حالك وأخضر ناصح ﴿تسرّ الناظرين﴾ إليها أي: يعجبهم حسنها وصفاء لونها، والسرور أصله لذة في القلب عند حصول نفع أو توقعه.
﴿قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي﴾ أي: أسالمة أم عاملة؟ وعلى هذا فليس تكراراً للسؤال الأوّل ﴿إنّ البقر﴾ أي: جنسه المنعوت كما ذكر ﴿تشابه﴾ أي: التبس واشتبه أمره ﴿علينا﴾ لكثرته فلم يهتدوا إلى المقصود.
تنبيه: لم يقل تشابهت علينا لأنّ المراد الجنس كما مرّ أو لتذكير لفظ البقر كقوله تعالى: ﴿أعجاز نخل منقعر﴾ (القمر، ٢٠) ﴿وإنا إن شاء الله لمهتدون﴾ إلى وصفها وفي الحديث: «لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد». واحتجّ به أصحابنا على أنّ الحوادث بإرادة الله تعالى وأنّ الأمر قد ينفك عن الإرادة وإلا لم يكن للشرط بعد الأمر معنى. والمعتزلة والكرامية على حدوث الإرادة لأنها وقعت شرطاً والشرط أمر يحدث في المستقبل، وأجيب: بأنّ تعليق الاهتداء بالمشيئة التي هي الإرادة باعتبار تعلق المشيئة بالاهتداء وهذا التعلق هو الحادث ولا يلزم من ذلك قيام الحوادث به تعالى لأن التعلق أمر اعتباري.
﴿قال﴾ موسى ﴿إنه﴾ أي: ربي ﴿يقول إنها بقرة لا ذلول﴾ أي: غير مذللة بالعمل ﴿تثير الأرض﴾ أي: تقلبها للزراعة، والجملة صفة ذلول داخلة في النفي ﴿ولا تسقي الحرث﴾ أي: الأرض المهيأة للزراعة، ولا الثانية مزيدة لتأكيد الأولى والفعلان صفتا ذلول كأنه قال: لا ذلول مثيرة وساقية ﴿مسلمة﴾ من العيوب وإثارة العمل ﴿لا شية﴾ أي: لا لون ﴿فيها﴾ سوى لون جميع جلدها، قال مجاهد: لا بياض فيها ولا سواد ﴿قالوا الآن جئت﴾ أي نطقت ﴿بالحق﴾ أي: بالبيان التامّ الشافي الذي لا إشكال فيه فطلبوها فوجدوها عند الفتى البارّ بأمّه فاشتروها بملء مسكها أي: جلدها ذهباً كما قال له الملك، وقوله تعالى: ﴿فذبحوها﴾ فيه اختصار، والتقدير فحصلوا البقرة المنعوتة فذبحوها ﴿وما كادوا﴾ أي: ما قاربوا ﴿يفعلون﴾ لتطويلهم وكثرة مراجعتهم، أو لخوف الفضيحة في ظهور القاتل، أو لغلاء ثمنها ولا ينافي قوله: ﴿وما كادوا يفعلون﴾ قوله: ﴿فذبحوها﴾ لاختلاف وقتيهما إذ المعنى ما قاربوا أن يفعلوا حتى انتهت سؤالاتهم وانقطعت تعللاتهم ففعلوا كالمضطرّ الملجأ إلى الفعل.
﴿وإذ قتلتم نفساً﴾ خطاب للجمع لوجود القتل فيهم ﴿فادّارأتم﴾ فيه إدغام التاء في الأصل في الدال أي تخاصمتم وتدافعتم ﴿فيها﴾ أي: في شأنها، إذ المتخاصمان يدفع بعضهم بعضاً، أو تدافعتم بأن طرح كل قتلها عن نفسه إلى صاحبه ﴿وا مخرج﴾ أي: مظهر ﴿ما كنتم تكتمون﴾ فإن القاتل كان يكتم القتل، وقوله تعالى:
﴿فقلنا اضربوه﴾ أي: القتيل، عطف على ادّارأتم وما بينهما اعتراض، والضمير للنفس وتذكير الضمير على تأويل الشخص أو القتيل ﴿ببعضها﴾ أي: ببعض البقرة واختلفوا في ذلك البعض فقال ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر المفسرين: ضربوه بالعظم الذي يلي الغضروف وهو ما لان من العظام، وقال مجاهد وسعيد بن جبير: بعجب الذنب لأنه أوّل ما يخلق وآخر ما يبلى ويركب عليه الخلق، وقال الضحاك: بلسانها، قال الحسين بن الفضل: لأنه آلة الكلام، وقال عكرمة والكلبي: بفخذها الأيمن، وقيل: بعضو منها لا بعينه ففعلوا ذلك فقام القتيل حياً بإذن الله تعالى وأوداجه تشخب دماً وقال: قتلني فلان ثم سقط ومات مكانه فحرم قاتله الميراث وقتل وفي الخبر «ما ورث
قيّم أمرها، وقولها ﴿شيخاً﴾ نصب على الحال. قال الواحدي: وهذا من لطيف النحو وغامضه فإنّ كلمة هذا للإشارة فكان قولها ﴿وهذا بعلي شيخاً﴾ قائم مقام أن يقال: أشير إلى بعلي حال كونه شيخاً، والمقصود تعريف هذه الحالة المخصوصة وهي الشيخوخة، وكان ابن مائة وعشرين سنة في قول ابن إسحاق. وقال مجاهد: مائة سنة وكان بين البشارة والولادة سنة ﴿إن هذا لشيء عجيب﴾، أي: إنّ الولد من هرمين فهو استعجاب من حيث العادة دون القدرة ولذلك
﴿قالوا﴾، أي: الملائكة لسارة ﴿أتعجبين من أمر الله﴾ منكرين عليها ذلك، أي: لا تعجبين من ذلك فإنّ الله تعالى قادر على كل شيء، وإذا أراد شيئاً كان سريعاً فإن خوارق العادات باعتبار أهل بيت النبوّة ومهبط المعجزات، وتخصيصهم بمزيد النعم والكرامات ليس بمستغرب ﴿رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت﴾، أي: بيت إبراهيم وأهل منصوب على المدح أو النداء لقصد التخصيص كقولهم: اغفر لنا أيتها العصابة وهذا على معنى الدعاء من الملائكة لهم بالخير والبركة، وفيه دليل على أنّ أزواج الرجل من أهل بيته ﴿إنه﴾ تعالى ﴿حميدٌ﴾، أي: محمود على كل حال أو فاعل ما يستوجب به الحمد ﴿مجيد﴾، أي: كثير الخير والإحسان.
القصة الخامسة: التي ذكرها الله تعالى في هذه السورة قصة لوط عليه السلام المذكورة قوله تعالى:
﴿فلما ذهب عن إبراهيم الروع﴾، أي: الخوف وهو ما أوجس من الخيفة حين أنكر أضيافه واطمأن قلبه بعرفانهم ﴿وجاءته البشرى﴾ بدل الروع بالولد أخذ ﴿يجادلنا﴾، أي: يجادل رسلنا ﴿في﴾ شأن ﴿قوم لوط﴾ وجواب «لما» أخذ يجادلنا إلا أنه حذف اللفظ لدلالة الكلام عليه. وقيل: تقديره لما ذهب عن إبراهيم الروع جادلنا. فإن قيل: كيف جادل إبراهيم الملائكة مع علمه بأنهم لا يمكنهم مخالفة أمر الله وهذا منكر؟ أجيب: بأنّ المراد من هذه المجادلة تأخير العذاب عنهم لعلهم يؤمنون ويرجعون عما هم فيه من الكفر والمعاصي، لأنّ الملائكة قالوا: ﴿إنا مهلكوا أهل هذه القرية﴾ (العنكبوت، ٣١) أو أنّ مجادلته إنما كانت في قوم لوط بسبب مقام لوط فيهم، ولهذا قال إبراهيم عليه السلام: أرأيتم لو كان فيها خمسون رجلاً من المؤمنين أتهلكونها؟ قالوا: لا قال: أو أربعون؟ قالوا: لا. قال: فثلاثون. قالوا: لا. قال: فعشرون؟ قالوا: لا حتى بلغ خمسة قالوا: لا. قال: أرأيتم لو كان فيها رجل مسلم أتهلكونها؟ قالوا: لا. فعند ذلك قال: إنّ فيها لوطاً. وقد ذكر الله تعالى هذا في سورة العنكبوت، فقال: ﴿ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إنّ أهلها كانوا ظالمين، قال إنّ فيها لوطاً قالوا: نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين﴾ (العنكبوت، ٣١، ٣٢) قال ابن جريج: وكان في قرى لوط أربعة آلاف ألف، ولو كانت هذه المجادلة مذمومة لما مدحه بقوله تعالى: ﴿إنّ إبراهيم لحليم﴾، أي: لا يتعجل مكافأة غيره بل يتأنى فيها فيؤخر أو يعفو. ومن هذا حاله يحب من غيره هذه الطريقة، وهذا مدح عظيم من الله تعالى لإبراهيم، ثم ضم إلى ذلك ما يتعلق بالحلم وهو قوله تعالى: ﴿أوّاه﴾، أي: كثير التأوّه من الذنوب والتأسف على الناس. ﴿منيب﴾، أي: رجاع فلما أطال مجادلتهم قالوا له:
﴿يا إبراهيم أعرض عن هذا﴾، أي: الجدال وإن كانت الرحمة ديدنك فلا فائدة فيه: ﴿إنه قد جاء أمر ربك﴾، أي: قضاؤه الأزلي بعذابهم وهو أعلم بحالهم ﴿وإنهم آتيهم عذاب غير مردود﴾، أي: لا سبيل
بالإفراد، والباقون بالجمع، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمر ونشراً بضم النون والشين وابن عامر بضم النون وسكون الشين، وحمزة والكسائي بفتح النون وسكون الشين وعاصم بالباء الموحدة مضمومة وسكون الشين، ولما انكشف بما مضى من الآيات ما كانوا في ظلامه من واهي الشبهات واتضحت الأدلة، ولم يبق لأحد في شيء من ذلك علة، كرّر سبحانه وتعالى الإنكار في قوله تعالى ﴿أإله مع الله﴾ أي: الذي كمل علمه ﴿تعالى الله﴾ أي: الفاعل القادر المختار ﴿عما يشركون﴾ به غيره، وأين رتبة العجز من رتبة القدرة، الخامس: منها قوله تعالى:
﴿أم من يبدأ الخلق﴾ أي: كلهم في الأرحام من نطفة ما علمتم منهم وما لم تعلموا ﴿ثم يعيده﴾ أي: بعد الموت لأنّ الإعادة أهون، فإن قيل: كيف قيل: لهم ثم يعيده؟ أجيب: بأنهم كانوا مقرين بالابتداء ودلالته على الإعادة ظاهرة قوية لأنّ الإعادة أهون عليه من الابتداء، فلما كان الكلام مقروناً بالدلالة الظاهرة صاروا كأنهم لا عذر لهم في إنكار الإعادة لقيام البراهين عليها، ولما كان الإمطار والإنبات من أدلّ ما يكون على الإعادة قال مشيراً إليهما على وجه عمّ جميع ما مضى.
﴿ومن يرزقكم من السماء﴾ أي: بالمطر والحرّ والبرد وغيرها مما له سبب في التكوين أو التلوين ﴿والأرض﴾ أي: بالنبات والمعادن والحيوان وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله تعالى: وعبر عنها بالرزق لأنّ به تمام النعمة ﴿أإله مع الله﴾ أي: الذي له صفات الجلال والإكرام، ولما كانت هذه كلها براهين ساطعة ودلائل قاطعة أمر الله تعالى رسوله ﷺ إعراضاً عنهم بقوله تعالى: ﴿قل﴾ أي: لهؤلاء المدّعين للعقول ﴿هاتوا برهانكم﴾ أي: حجتكم على نفي شيء من ذلك عن الله تعالى أو على إثبات شيء منه لغيره ﴿إن كنتم صادقين﴾ أي: في أنكم على حق في أنّ مع الله تعالى غيره، وأضاف تعالى البرهان إليهم تهكماً بهم وتنبيهاً على أنهم أبعدوا في الضلال وأغرقوا في المحال، ثم إنهم سألوه عن وقت قيام الساعة فنزل.
﴿قل﴾ أي: لهم ﴿لا يعلم من في السموات والأرض﴾ من الملائكة والناس ﴿الغيب﴾ أي: ما غاب عنهم وقوله تعالى: ﴿إلا الله﴾ استثناء منقطع أي: لكن الله يعلمه، ولما كان الله تعالى منزهاً عن أن يحويه مكان جعل الاستثناء هنا منقطعاً، فإن قيل: من حق المنقطع النصب؟.
أجيب: بأنه رفع بدلاً على لغة بني تميم يقولون ما في الدار أحد إلا حمار يريدون ما فيها إلا حمار كأن أحداً لم يذكر، ومنه قولهم: ما أتاني زيد إلا عمرو، وما أعانه إخوانكم إلا أخوانه، فإن قيل: ما الداعي إلى المذهب التميمي على الحجازي؟ أجيب: بأنه دعت إليه حاجة سرية حيث أخرج المستثنى مخرج قوله إلا اليعافير بعد قوله ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس ليؤل المعنى إلى قولك إن كان الله ممن في السموات والأرض فهم يعلمون الغيب بمعنى أنّ علمهم الغيب في استحالته كاستحالة أن يكون الله منهم، كما أنّ معنى ما في البيت أن كانت اليعافير أنيسا ففيها أنيس، إنباء عن خلوها عن الأنيس.
ويصح أن يكون متصلاً والظرفية في حقه تعالى مجاز بالنسبة إلى علمه وإن كان فيه جمع بين الحقيقة والمجاز كما قال به إمامنا الشافعيّ رضي الله تعالى عنه، وإن منعه بعضهم، ومن ذلك قول المتكلمين: الله تعالى في كل مكان على معنى أنّ علمه في الأماكن كلها
فأخبرهما فقالا: كان عند أسامة ولكن بخل فبعثا سلمان إلى طائفة من الصحابة فلم يجد عندهم شيئاً فلما رجع قالا له: لو بعثناه إلى بئر سميحة لغار ماؤها ثم انطلقا يتجسسان هل عند أسامة ما أمر لهما به رسول الله ﷺ فلما جاءا رسول الله ﷺ قال لهما: ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما قالا والله يا رسول الله ما تناولنا يومنا هذا لحماً. قال ظلتم تأكلون لحم أسامة وسلمان فأنزل الله عز وجلّ ﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن﴾.
وقوله تعالى: ﴿إن بعض الظنّ إثم﴾ تعليل مستأنف للأمر قال ﷺ «إياكم والظنّ فإنّ الظنّ أكذب الحديث» والإثم الذنب الذي يستحق العقوبة عليه وجعل الزمخشري همزه بدلاً من واو قال: لأنه يتم الأعمال أي يكسرها قال ابن عادل: وهذا غيره مسلم بل تلك مادّة أخرى.
قال سفيان الثوري: الظنّ ظنان: أحدهما: إثم وهو أن يظنّ ويتكلم به والآخر ليس بإثم وهو أن يظنّ ولا يتكلم به. وقوله تعالى ﴿ولا تجسسوا﴾ حذف منه إحدى التاءين أي لا تتبعوا عورات المسلمين ومعائبهم بالبحث عنها قال ﷺ «لا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً» وقال عليه الصلاة والسلام: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورات المسلمين يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله» ونظر ابن عمر يوماً إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم عند الله حرمة منك. وقيل لابن مسعود: هل لك في الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمراً فقال: إنا نهينا عن التجسس وإن يظهر لنا شيئاً نأخذه به.
تنبيه: قرأ ولا تنابزوا ولا تجسسوا ولتعارفوا البزي في الوصل بتشديد التاء والباقون بغير تشديد
ولما كانت الغيبة أعمّ من التجسس قال: ﴿ولا يغتب﴾ أي: ولا يتعمد أن يذكر ﴿بعضكم بعضاً﴾ أي: في غيبته بما يكره. قال القشيري: وليس تحصل الغيبة للخلق إلا من الغيبة عن الحق وقال أبو حيان: قال ابن عباس: الغيبة إدام كلاب الناس.
وعن أبي هريرة «أنّ رسول الله ﷺ قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقوله قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته» وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أنهم ذكروا عند رسول الله ﷺ رجلاً فقالوا لا نأكل حتى يطعم ولا نرحل حتى يرحل فقال النبيّ ﷺ «اغتبتموه فقالوا: إنما حدّثنا بما فيه قال: حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه» وفي هذا إشارة إلى وجوب حفظ عرض المؤمن فإنّ تمزيق عرض الإنسان كتمزيق أديمه ولحمه كما قال تعالى: ﴿أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه﴾ وقرأ ﴿ميتاً﴾ نافع بتشديد الياء والباقون بالسكون.
ولما كان الجواب قطعاً لا يحب أحد ذلك أشار إليه بما سببه من قوله تعالى: ﴿فكرهتموه﴾ أي: بسبب ما ذكر طبعاً فأولى أن تكرهوا الغيبة المحرّمة عقلاً لأنّ داعي العقل بصير عالم وداعي الطبع أعمى جاهل.
تنبيه: في هذا التشبيه إشارة إلى أنّ عرض الإنسان كدمه ولحمه لأنّ الإنسان يتألم قلبه من قرض العرض كما يتألم جسمه من قطع اللحم وهذا


الصفحة التالية
Icon