باتباعه ﴿قال﴾ إبراهيم ﷺ ﴿ومن ذريتي﴾ أي: أولادي أجعل أئمة يقتدى بهم في الخير ﴿قال﴾ الله تعالى: ﴿لا ينال﴾ أي: لا يصيب ﴿عهدي﴾ بالإمامة ﴿الظالمين﴾ منهم ففي ذلك إجابة إلى مطلوبه.
وتنبيه على أنه قد يكون من ذريته ظلمة وإنهم لا ينالون الإمامة؛ لأنها إمامة من الله تعالى وعهد، والظالم لا يصلح لها وإنما ينالها البررة والأتقياء منهم وفيه دليل على عصمة الأنبياء من الكبائر قبل النبوّة وأنّ الفاسق لا يصلح للإمامة وكيف يصلح لها من لا يجوز حكمه وشهادته ولا تجب طاعته ولا يقبل خبره ولا يقدّم للصلاة، وقرأ حفص وحمزة عهدي بسكون الياء وفتحها الباقون، ومن سكن الياء أسقطها في الوصل لفظاً لالتقاء الساكنين.
﴿و﴾ اذكر ﴿إذ جعلنا البيت﴾ أي: الكعبة غلب عليها كالنجم على الثريا وأدغم أبو عمرو وهشام ذال إذ في الجيم وأظهرها الباقون ﴿مثابة﴾ أي: مرجعاً ﴿للناس﴾ من الحجاج والعمار وغيرهم يثوبون إليه من كل جانب ﴿وأمناً﴾ أي: مأمناً لهم من الظلم وإيذاء المشركين والإغارة الواقعة في غيره قال تعالى: ﴿أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم﴾ (العنكبوت، ٦٧) كان الجاني يأوي إليه فلا يتعرّض له حتى يخرج وهذا على طريق الحكم لا على وجه الخبر فقط، فلا ينافي ذلك الوقوع، قال القاضي أبو يعلى وصف البيت بالأمن والمراد جميع الحرم كما قال تعالى: ﴿هدياً بالغ الكعبة﴾ (المائدة، ٩٥) والمراد الحرم كله؛ لأنه لا يذبح في الكعبة ولا في المسجد الحرام ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ وهذا أمر استحباب ومقامه الحجر وهو بفتح الحاء والجيم الذي فيه أثر قدميه كان يقوم عليه عند بناء البيت أو عند دعاء الناس إلى الحج وهو موضعه اليوم.
روي أنه عليه الصلاة والسلام أخذ بيد عمر فقال: «هذا مقام إبراهيم فقال عمر: أفلا نتخذه مصلى؟ فقال: لم أومر بذلك فلم تغب الشمس حتى نزلت» وعن ابن عباس أنه قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: وافقت الله تعالى في ثلاث، ووافقني ربي في ثلاث فقلت: يا رسول الله لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى هذه الآية وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر لو أمرت أمّهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله تعالى آية الحجاب وقال: وبلغني معاتبة النبيّ ﷺ بعض نسائه فدخلت عليهنّ وقلت لهنّ: إن انتهيتن أو ليبدلنّ الله تعالى لرسوله خيراً منكنّ فأنزل الله تعالى ﴿عسى ربه إن طلقكنّ أن يبدله أزواجاً خيراً منكنّ﴾ (التحريم، ٥).
وفي الخبر الركن والمقام يا قوتتان من يواقيت الجنة ولولا ما مسهما من أيدي المشركين لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب» وقيل: المراد باتخذوا إلخ.. الأمر بركعتي الطواف لما روى جابر «أنه عليه الصلاة والسلام لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين وقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى»، وللشافعيّ في وجوبهما قولان أرجحهما عدم الوجوب وقيل: مقام إبراهيم الحرم كله وقيل: مواقف الحج واتخاذها مصلى أن يدعى فيها ويتقرّب إلى الله تعالى.
تنبيه: من في ﴿من مقام إبراهيم﴾ للتبعيض.
وقيل: بمعنى في وقيل زائدة وقرأ نافع وابن عامر واتخذوا بفتح الخاء بلفظ الماضي عطفاً على جعلنا أي: واتخذ الناس من مقام إبراهيم مصلى والباقون بكسرها بلفظ الأمر ﴿وعهدنا﴾ أي: أمرنا ﴿إلى إبراهيم وإسمعيل﴾ قيل: سمي به؛ لأنّ إبراهيم كان يدعو الله أن يرزقه ولداً ويقول: اسمع يا إيل، وإيل هو الله فلما رزق الولد سماه به ﴿أن﴾ أي: بأن ﴿طهرا بيتي﴾
من الكواكب وبها يهتدي، وذلك يقتضي أن تكون جملة أولاد يعقوب أنبياء ورسلاً.
فإن قيل: كيف يجوز أن يكونوا أنبياء وقد أقدموا على ما أقدموا عليه في حق يوسف عليه السلام؟ أجيب: بأنّ ذلك وقع منهم قبل النبوّة، والعصمة من المعاصي إنما تعتبر بعد النبوّة لا قبلها على خلاف فيه. ﴿كما أتمها على أبويك﴾ بالنبوّة والرسالة، وقيل: إتمام النعمة على إبراهيم عليه السلام خلاصه من النار واتخاذه خليلاً، وعلى إسحاق خلاصه من الذبح وفداؤه بذبح عظيم على قول أن إسحاق هو الذبيح. ﴿من قبل﴾، أي: من قبل هذا الزمان وقوله: ﴿إبراهيم وإسحاق﴾ عطف بيان لأبويك ثم إن يعقوب عليه السلام لما وعده بهذه الدرجات الثلاثة ختم الكلام بقوله: ﴿إن ربك عليم﴾، أي: بليغ العلم ﴿حكيم﴾، أي: بليغ الحكمة وهي وضع الأشياء في أتقن مواضعها.
﴿لقد كان في﴾ خبر ﴿يوسف وإخوته﴾ وهم أحد عشر؛ يهوذا وروبيل وشمعون ولاوي وزبلون قال البقاعي: بزاي وباء موحدة ويشجر وأمّهم ليا بنت ليان وهي ابنة خال يعقوب وولد له من سريتين إحداهما زلفى، والأخرى يلقم كذا قاله البغويّ. وقال الرازي: والأخرى بلهمة أربعة أولاد وأسماؤهم دان ونفتالى؛ قال البقاعي: بنون مفتوحة وفاء ساكنة ومثناة فوقية ولام بعدها ياء، وجاد وأشر، ثم توفيت ليا فتزوّج بأختها راحيل فولدت له يوسف وبنيامين، وقيل: جمع بينهما ولم يكن الجمع محرماً حينئذٍ ﴿آيات﴾، أي: علامات ودلائل على قدرة الله تعالى وحكمته في كل شيء ﴿للسائلين﴾ عن قصصهم.
قال الرازيّ: ولمن لم يسأل عنها وهو كقوله تعالى: ﴿في أربعة أيام سواء للسائلين﴾ (فصلت، ١٠) وقيل: آيات على نبوّة محمد ﷺ وذلك أنّ اليهود سألوه عن قصة يوسف، وقيل: سألوه عن سبب انتقال ولد يعقوب من أرض كنعان إلى أرض مصر فذكر لهم قصة يوسف فوجدوها موافقة لما في التوراة، فعجبوا منه فكان دلالة على نبوّته ﷺ لأنه لم يقرأ الكتب المتقدّمة ولم يجالس العلماء وأصحاب الأخبار، ولم يأخذ عنهم شيئاً، فدل ذلك على أنّ ما يأتي به وحي سماوي أوحاه الله تعالى إليه وعرفه به، وهذه السورة تشتمل على أنواع من العبر والمواعظ والحكم منها رؤيا يوسف عليه السلام وما حقق الله تعالى فيها من حسد إخوته وما آل إليه أمره من الملك، ومنها ما اشتمل على حزن يعقوب وصبره على فقد ولده وما آل إليه أمره من بلوغ المراد، وغير ذلك من الآيات التي إذا فكر فيها الإنسان اعتبر، وقرأ ابن كثير ﴿آية﴾ على التوحيد، والباقون على الجمع.
﴿إذ﴾، أي: واذكر إذ ﴿قالوا﴾، أي: بعض إخوة يوسف لبعض بعد أن بلغتهم الرؤيا وقالوا: ما يرضى أن تسجد له إخوته حتى يسجد له أبواه ﴿ليوسف وأخوه﴾، أي: بنيامين ﴿أحب إلى أبينا منا﴾ اللام لام الابتداء وفيها تأكيد وتحقيق لمضمون الجملة أردوا أنّ زيادة محبته لهما أمر ثابت لا شبهة فيه، وخبر المبتدأ أحب ووحد؛ لأن أفعل يستوي فيه الواحد وما فوقه مذكراً كان أو مؤنثاً إذا لم يعرّف أو لم يضف، وقيل: اللام لام قسم تقديره والله ليوسف، وإنما قالوا: وأخوه وهم جميعاً إخوته؛ لأنّ أمّهما كانت واحدة، والواو في قولهم: ﴿ونحن عصبة﴾ واو الحال، أي: يفضلهما في المحبة علينا وهما اثنان صغيران لا كفاية فيهما ولا منفعة، ونحن جماعة أقوياء نقوم بمرافقه فنحن أحق بزيادة المحبة منهما لفضلنا بالكثرة
عن وجوههما نظر الناظرين لتسترهما، وقيل غير ذلك فكأنه قيل فما قال موسى لهما قيل ﴿قال﴾ لهما رحمة لهما ﴿ما خطبكما﴾ أي: ما شأنكما لا تسقيان مواشيكما مع
الناس ﴿قالتا لا نسقي﴾ أي: مواشينا وحذف للعلم به ﴿حتى يصدر﴾ أي: ينصرف ويرجع ﴿الرعاء﴾ أي: عن الماء خوف الزحام فنسقي، وقرأ أبو عمرو وابن عامر: بفتح الياء وضم الدال، والباقون: بضم الياء وكسر الدال مضارع أصدر يعدى بالهمزة تنبيه: المفعول محذوف أي: يصدرون مواشيهم والرعاء جمع راع مثل تاجر وتجار، أي: نحن امرأتان لا يليق أن نزاحم الرجال فإذا صدروا سقينا مواشينا ما أفضلت مواشيهم في الحوض ﴿وأبونا شيخ كبير﴾ أي: لا يستطيع لكبره أن يسقى فاضطررنا إلى ما ترى.
تنبيه: اختلف في أبيهما، فقال مجاهد والضحاك والسدي والحسن: أبوهما هو شعيب النبيّ عليه السلام وإنه عاش عمراً طويلاً بعد هلاك قومه حتى أدركه موسى عليه السلام وتزوّج بابنته، وقال وهب وسعيد بن جبير: هو يثرون ابن أخي شعيب وكان شعيب قد مات قبل ذلك بعدما كف بصره فدفن بين المقام وزمزم، وقيل: رجل ممن آمن بشعيب قالوا فلما سمع موسى قولهما رحمهما فاقتلع صخرة من رأس بئر أخرى كانت بقربهما لا يطيق رفعها إلا جماعة من الناس، وقال ابن إسحاق: أنّ موسى زاحم القوم ونحاهم عن رأس البئر فسقى غنم المرأتين، ويروى أن القوم لما رجعوا بأغنامهم غطوا رأس البئر بحجر لا يرفعه إلا عشرة نفر، وقيل: أربعون، وقيل: مائة فجاء موسى ورفع الحجر وحده وسقى غنم المرأتين ويقال: إنه سألهم دلوا من ماء فأعطوه دلوهم وقالوا اسق بها وكانت لا ينزعها إلا أربعون فاستقى بها وصبها في الحوض ودعا فيه بالبركة فروى منه جميع الغنم، فإن قيل كيف ساغ لنبيّ الله تعالى شعيب أن يرضى لابنتيه الرعي بالماشية؟.
أجيب: بأن الناس اختلفوا فيه هل هو شعيب أو غيره، وإذا قلنا أنه هو كما عليه الأكثر فليس ذلك بمحظور فلا يأباه الدين، والناس مختلفون في ذلك بحسب المروءة وعادتهم فيها متباينة وأحوال العرب والبدو تباين أحوال العجم والحضر لا سيما إذا دعت إلى ذلك ضرورة.
﴿فسقى﴾ أي: موسى عليه السلام ﴿لهما﴾ والمفعول محذوف أي: غنمهما لما علم ضرورتهما انتهازاً لفرصة الأجر وكرم الخلق في مساعدة الضعيف مع ما به من النصب والجوع وسقوط خف القدم ولكنه رحمهما وأغاثهما وكفاهما أمر السقي في مثل تلك الزحمة بقوّة قلبه وقوّة ساعده وما آتاه الله تعالى من الفضل في متانة الفطرة ورصانة الجبلِّة ﴿ثم تولى﴾ أي: انصرف جاعلاً ظهره يلي ما كان يليه وجهه ﴿إلى الظل﴾ أي: ظل سمرة فجلس في ظلها ليقيل ويستريح مقبلاً على الخالق بعدما قضى من نصيحة الخلائق وهو جائع، قال الضحاك: لبث سبعة أيام لم يذق طعاماً إلا بقل الأرض ﴿فقال رب إني﴾ وأكد الافتقار بالالصاق باللام دون إلى بقوله ﴿لما أنزلت إليّ من خير﴾ قليل أو كثير غث أو سمين ﴿فقير﴾ أي: محتاج سائل.
تنبيه: ﴿لما أنزلت﴾ متعلق بفقير قال الزمخشري عدَّى فقير باللام لأنه ضمن معنى سائل وطالب ويحتمل إني فقير من الدنيا لأجل ما أنزلت إليّ من خير الدين وهو النجاة من الظالمين وليس في الشكوى إلى الغني المطلق نقص، قال ابن عباس سأل الله تعالى فلقة خبز يقيم بها صلبه، وقال الباقر: لقد قالها وإنه لمحتاج إلى شق تمرة، وقال
ولما كان التقدير ولم يسلموا مع كثرة تنقيبهم توجه سؤال تنبيه للغافل الذاهل وتقريع وتبكيت للمعاند الجاهل بقوله تعالى ﴿هل من محيص﴾ أي: معدل ومحيد ومهرب وإن دق من قضائنا ليكون لهؤلاء وجه ما في ردّ أمرنا.
﴿إن في ذلك﴾ أي: فيما ذكر في هذه السورة من الأساليب العجيبة والطرق الغريبة ﴿لذكري﴾ أي: تذكيراً عظيماً جدّاً ﴿لمن كان﴾ أي: كوناً عظيماً ﴿له قلب﴾ أي عقل في غاية العظمة فهو بحيث يفهم ما يراه ويعتبر به ومن لم يكن كذلك فلا قلب له سليم بل له قلب لاه ﴿أو ألقى السمع﴾ أي: استمع الوعظ بغاية إصغائه حتى كأنه يرمي بشيء ثقيل من علو إلى سفل ﴿وهو﴾ أي: والحال أنه في حال إلقائه ﴿شهيد﴾ أي: حاضر بكليته فهو في غاية ما يكون من تصويب الفكر وجمع الخاطر فلا يغيب عنه شيء مما تلي عليه وألقي إليه فيتذكر وعطف على قوله تعالى: ﴿ولقد خلقنا الإنسان﴾ قوله تعالى:
﴿ولقد خلقنا﴾ أي بما لنا من العظمة التي لا يقدر قدرها ولا يطاق حصرها ﴿السموات والأرض﴾ أي: على ما هما عليه من الكبر وكثرة المنافع ﴿وما بينهما﴾ من الأمور التي لا ينتظم الأمر على قاعدة الأسباب والمسببات بدونها ﴿في ستة أيام﴾ الأرض في يومين. ومنافعها في يومين والسموات في يومين ولو شاء لكان ذلك في أقل من لمح البصر ولكنه تعالى سنّ لنا التأنّي بذلك ﴿وما مسنا﴾ لأجل مالنا من العظمة أدنى مس. وعمم في النفي فقال تعالى: ﴿من لغوب﴾ أي: إعياء فإنه لو كان لاقتضى ضعفاً فاقتضى فساداً فكان من ذلك شيء على غير ما أردناه فكأن تصرفنا فيه غير تصرفنا في الباقي وأنتم تشاهدون الأمر في الكل على حد سواء من نفوذ الأمر وتمام التصرّف.
﴿فاصبر﴾ يا أشرف الخلق ﴿على ما يقولون﴾ أي: اليهود وغيرهم من إنكار البعث والتشبيه وغير ذلك فإنّ من قدر على خلق العالم بلا إعياء قدر على البعث وغيره ﴿وسبح﴾ أي: أوقع التنزيه عن كل شائبة نقص ملتبساً ﴿بحمد ربك﴾ أي: بإثبات الإحاطة بجميع صفات الكمال للسيد المدبر المحسن إليك بجميع هذه البراهين التي خصك بها مفضلاً لك على جميع الخلق وقوله تعالى: ﴿قبل طلوع الشمس وقبل الغروب﴾ إشارة إلى طرفي النهار.
وقوله تعالى: ﴿ومن الليل فسبحه﴾ إشارة إلى زلفى من الليل وتقريره أنه ﷺ كان مشتغلاً بأمرين أحدهما عبادة الله تعالى والثاني هداية الخلق فإذا لم يهتدوا قيل له أقبل على شغلك الآخر وهو العبادة قبل الطلوع وقبل الغروب، لأنهما وقتا اجتماعهم ويكون المراد بقوله تعالى: ومن الليل أوّله لأنه أيضاً وقت اجتماعهم وقال أكثر المفسرين قبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل الغروب الظهر والعصر ومن الليل العشاءان والتهجد ﴿وأدبار السجود﴾ التنقل بعد المكتوبات وقيل: الوتر بعد العشاء وقال مجاهد ومن الليل: يعني صلاة الليل أيّ وقت صلى. وقرأ نافع وابن كثير وحمزة بكسر الهمزة على أنه مصدر قام مقام ظرف الزمان كقولهم آتيك خفوق النجم وخلافة الحجاج ومعنى وقت إدبار الصلاة أي انقضائها وتمامها والباقون بالفتح جمع دبر وهو آخر الليل وعقبها ومنه قول أوس:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
*على دبر الشهر الحرام بأرضنا وما حولها جدب سنون تلمع*