المعتزلة، والكتاب يضم إملاءات الشريف المرتضى فى ثمانين مجلسا فى التفسير والحديث والأدب، فهو لم يتعهد بتفسير القرآن كله كغيره من المفسرين، بل من خلال نظرته وتفسيره لهذه الآيات التى تعرض لها وهى غالبا آيات فى العقيدة التى ينزلها على مذهبه كان تفسيره وقد ولد سنة ٣٥٥ هـ وفى سنة ٤٣٦ ببغداد.
النظرة إلى تفاسير المعتزلة:
نظرا للخصومة الشديدة التى كانت قائمة بين المعتزلة وأهل السنة، رأينا الأخيرين يطلقون على تفاسير المعتزلة، أنها تفاسير بدعية، وراج هذا الإطلاق برواج مذهب أهل السنة، وسيطرته على العقول، وتراجع مذهب المعتزلة، وانكماش القائلين به، حتى لم يعد لهم كيان خاص بهم. حتى رأينا المرحوم الشهيد الدكتور الذهبى.. يدرج هذه التفاسير ضمن التفاسير البدعية، تأثرا برأى أهل السنة فيهم..
والمعتزلة- بالرغم من آرائهم التى ذهبوا إليها وتخالف مذهب أهل السنة- كانوا مخلصين فى اتجاههم لهذه الآراء لخدمة الاسلام على الصورة التى رأوها..
وقد استنفدوا كل وسائلهم للدفاع عن مذهبهم.. وإن كانوا قد استعملوا سلطة الخلافة فى تدعيمه والتنكيل بمخالفيه، كما حصل فى فتنة القول بخلق القرآن، وما جرى فيها من تصرفات شاذة لا يقبلها العقل ولا الدين..
لكن خصومة أهل السنة لهم كانت شديدة شدة خصومة المعتزلة لهم- وحين مال الميزان لصالح أهل السنة انقضوا على المعتزلة وآرائهم وسفهوهم وسفهوها، ومن ذلك تسمية تفاسيرهم بالبدعية، أما نحن فى أيامنا، فلا يجوز أن نتأثر بهذه الخصومة، بعد أن ركدت ريحها، وذهب زمنها، وبالتالى ننأى بجانبنا عن كتب المعتزلة وآرائهم جملة.. بل ننظر إليها من حيث الموضوع غير متأثرين ولا وارثين لخصومة أهل السنة لهم..
ففي هذه الكتب والتفاسير ما لا يحصى من الفوائد العلمية. وآراؤهم الخاصة تحت نظرنا، يأخذ بها من يأخذ ويتركها من يترك..
ومن هذه التفاسير، تفسير الكشاف وهو موضع القبول جدا لدى المشتغلين