وقد اراد الله لهذا الكتاب العظيم أن يبعث من جديد فى عهد النهضة المطبعية إذ وجدت منه نسخة خطية كاملة- كما يقول «جولد تسهير» فى مكتبة أمير حائل. وأمكن الاعتماد عليها فى طبعه بالقاهرة فى أوائل هذا القرن.
ويقول العلامة الاستاذ محمود شاكر فى مقدمته التى كتبها لهذا التفسير الذى حققه وعلق عليه هو وأخوه العلامة المحدث المرحوم الشيخ أحمد شاكر (والنسخ المخطوطة الكاملة من تفسير الطبرى لا تكاد توجد، والذى منها فى دار الكتب (المصرية) اجزاء مفردة من الجزء الأول، والجزء السادس عشر، ومنها مخطوطة واحدة كانت فى خمسة وعشرين مجلدا، ضاع منها الجزء الثانى والثالث.. وهى على ما فيها تكاد تكون أصح النسخ وهى محفوظة بالدار تحت رقم ١٠٠ تفسير
ويقول جولد تسهير: كما طبعت منه بعد ذلك طبعة منقحة سنة ١٩١١، ويقول الدكتور الحوفى الذى كتب عن الطبرى فى سلسلة أعلام العرب ((طبع سنة ١٩٢١ م بالمطبعة اليمنية بالقاهرة، وبمطبعة بولاق سنة ١٩٢٣ م، ويطبع بدار المعارف الآن بمصر تحقيق الأستاذ محمود شاكر)
وكم فى بطون المكتبات الخاصة والعامة من ذخائر لنا ثمينة، مثل هذا التفسير لما يقيض لها من يكتشفها أو يطبعها بعد..
ولا بد لى من كلمة تقدير أقدمها للجهد العظيم الذى بذله الأخوان «شاكر» فى تحقيق هذا التفسير والتعليق عليه.. فى طبعة ممتازة تقوم بها دار المعارف بمصر وأصدرت منها ١٦ مجلدا انتهت إلى قوله تعالى «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا) من سورة إبراهيم الجزء الثالث عشر من القرآن. وتوقف حتى الآن (١٩٨٢ م) كما أخبرنى الاستاذ محمود
لقد قام المحققان مشكورين بتخريج الروايات التى وردت فيه، وهذا أمر مهم جدا للقارئ.. وبتحقيق الألفاظ، ونسبة الأشعار، والأقوال إلى أصحابها، والمراجعة على النسخ الخطية والمطبوعة، وأهم من ذلك فتح مغاليق الجمل، بما عنا به من ترقيم وفواصل، وذلك لكثرة ما جاء فى كلام الطبرى من


الصفحة التالية
Icon