كما كان يريد ونريد.. ولو أنه كان من الأفضل له ولنا أن يتأنى. ففي الكتاب الكثير مما يسرنا ونحمده عليه.. وفى نشاط الدكتور فى النواحى الدينية وتعميق الإيمان، ما يجعلنا نحييه على جهوده وفى روحه الدينية المتصوفة، ونظرته الآن للدين والإيمان، ما يجعله قريبا جدا إلى نفوسنا، برغم أخطائه فى محاولته لفهم عصرى للقرآن- ولكل عالم هفوة، ولكل جواد كبوة.. والله ينفع بخيره وجهده..
لقيته مرة فى مراقبة البحوث بالمجمع، وقد جاء صارخا لما علم من صدور قرار بمصادرة كتابه هذا المطبوع فى بيروت، ووجدته كتب مذكرة غلبت عليه فيها صوفيته، واعتمد فيها على أن يقول: إن الله هو الرقيب لا أنتم الخ..
فأخذته لمكتبى وهدأته، ووجهت له لوما على تسرعه بإبداء هذه الآراء..
فقال لى: لم أجد من يسعفنى بالمراجعة، وجئت مرة لمشيخة الأزهر وصححوا لى بعض الموضوعات، فأخذت بها فورا، وجئت ثانية فلم يسعفنى أحد، هكذا قال، والعهدة عليه.. ولكنى لم أخله من العهدة، فقد كان بوسعه أن يتأنى، ما دام يطلب الحقيقة كما أفهم.. وأنهيت الموضوع بتعهد أخذه على نفسه، بأن يدفع الكتاب لمراجعة عالم ثقة، أو لمراجعة الأزهر قبل طبعه بعد ذلك.. أما هذه الطبعة فهى فى بيروت ولا سلطان لنا هناك..
ومن هذه المحادثة فهمت حسن نيته، وصدق طويته، لا سيما وقد رغب فى تصحيح كل خطأ نشره.. فى الوقت الذى حمل فيه حملة شعواء على تفسيرات الباطنية والبهائية، وغيرهما من الفرق المنحرفة بالاسلام، لالتوائهم بألفاظ القرآن وتأويلها، حتى يوافق أهواءهم الضالة المخربة.. وكتب كتابة رائعة أظهر فيها جلال القرآن وجماله وفضله على البشرية.
وقد تحدث عن هذه المحاولة العالم الفاضل الشيخ مصطفى الحديدى الطير..
عضو المجمع، وكتب عنه تقريرا قدمه للمجمع، أنصفه فيه، فذكر محاسنه، كما ذكر مساوئه..
ومن هذه المآخذ: قوله فى خلق آدم مما يخالف القرآن.. ، وحديثه عن