آدم فى الجنة، وآدم فى الأرض، ورأيه فى نعيم الجنة، وفى الجحيم والعذاب، وفى معنى غض البصر، وفى الحد وتوبة السارق.. وأرجو أن يعيد الدكتور مصطفى طبع كتابه بعد تصحيح ما يحتاج لتصحيح منه.. حتى يكون خيرا كله..
وغير الدكتور مصطفى محمود.. هناك بعض العلماء الذين اندفعوا وراء ما يشبه التصفيق الشعبى، فقدموا للناس أبحاثا عن القرآن والعلم، ينبهر لها بعض الذين لم يدرسوا القرآن ولا العلم، مع أنهم لم يسلموا من الزلل والشطط..
وكان لهذا كله رد فعله عند الراسخين، والغيارى من العلماء، وكبار المثقفين، فأصبحوا ينفرون من أية دراسة عن القرآن والعلم.. وهكذا كان رد الفعل لهذا الانتشار غير الملتزم فى الحديث عن القرآن والعلم..
ومع ذلك فهناك دراسات جادة مؤمنة من رجال وعلماء ثابتين، غيارى على دينهم وعلى العلم، ملتزمين بنصوص القرآن، ولا يحملونها فوق طاقتها، بل يجلونها بما درسوه وعرفوه من حقائق علمية، ويقدمون للناس دراسة علمية دينية جادة، تفيدهم كثيرا فى استجلاء بعض الآيات الكونية فى القرآن..
وأذكر للقارئ واحدة من هذه الدراسات، وهى التى قام بها ونشرها فى مقالات.. العالم الكيميائى الورع، المرحوم الاستاذ محمد أحمد الغمراوى، وأعدها للنشر صديقه العالم الاستاذ أحمد عبد السلام الكردانى، ونشرتها دار الانسان..
وقد كان هدف المرحوم الاستاذ الغمراوى أن يكشف فى بحوثه التى استندت على الحقائق العلمية، معجزات القرآن العلمية، التى أشار إليها وقررها قبل إن تكتشف بعدة قرون.. وبذلك تتوالى المعجزات العلمية. وتظهر جديدة حينا بعد حين. كلما تقدم العلم، ولها أهميتها وأثرها فى إقناع العلماء جيلا بعد جيل، بأن القرآن من عند الله.
ويقرر الاستاذ الغمراوى كما يقرر الكثيرون أن الاسلام هو وحده- من بين الأديان- الذى احتضن العلم، ودعا إلى العب منه بشتى أنواعه، وتحاكم إلى العقل، وحث على النظر والتدبر فيما خلق الله فى كونه المنظور. ومما يفخر به


الصفحة التالية
Icon