وقد تكون متصلة ببعض الظواهر فى الكون، وتأتى التجارب العملية بعد ذلك ببطلانها، فيمتد أثر ذلك على رسول الله!! وهذا كثير. ربما يكون هذا تشددا منى فى أمور قبلها السلف أو بعضهم وأقروها.. ولكنى أرى من الأولى لنا الآن بعد أن قاسينا ما قاسينا من الروايات الموضوعة والمدسوسة والإسرائيلية، أن نقابل كل هذا البلاء الذى بلينا به فى أمر يتصل اتصالا وثيقا بالقرآن، وهو تفسيره وتوضيح معانيه والوقائع التى جاءت فيه. أقول من الأولى لنا أن نقابل كل هذا بشيء من التشدد، حتى نجرّد التفاسير مما علق بها، وشوّه فهمنا للقرآن، ليبقى القرآن وحده أمام عقولنا مع الأحاديث الصحيحة المرفوعة للرسول الواردة فى كتب الأحاديث الصحيحة.
يبقى شىء آخر يحتاج لمناقشة
هو أقوال مشاهير المفسرين، مثل على وابن عباس وابن مسعود من الصحابة رضى الله عنهم، ومثل عطاء ومجاهد ومقاتل وغيرهم من التابعين ممن يستشهد بآرائهم فى التفسير.
هل ما يقوله هؤلاء فى فهم الآية كرأى لهم.. حين يصح النقل عنهم، ونسبة القول إليهم، يجب أن يؤخذ قضية مسلّمة، لا يصح لنا العدول عنها، أو مناقشتها، باعتبار أن هؤلاء أقرب إلى نور النبوة، وأكثر منا فهما للقرآن؟
وأقول مع تقديرى وإجلالى لهم- إن من المجازفة أن نتقيد بفهمهم فى الآية فلا نخرج عنه، وأن لكل من جاء بعدهم إلى ما شاء الله من الأزمان، أن يعملوا عقولهم فى فهم القرآن، ويستخرجوا من ألفاظه المعانى التى تؤديها، ما داموا أهلا لهذا الفهم، دون تأويل بعيد، أو شطط فى الفهم يصادم نصا، أو قاعدة إسلامية، أو يتنافى مع روح الاسلام العامة..
والكل يؤخذ منه ويرد عليه ما عدا رسول الله ﷺ..
وأعتقد أن هذا لا يلقى جدلا كثيرا لأن المفسرين الذين جاءوا بعد هؤلاء، لم يتقيدوا بآرائهم، وإن كانوا قد عنوا بنقلها فى صدر تفاسيرهم للآية..