ويتأكد هنا أن دلالة قراءة الجمهور على أن الميثاق نعمة نالها الأنبياء ببركة وفائهم بعهد الله، لا ينبغي أن يقودنا إلى تصوّر أن النّبوّات تتأتى عن طريق الكسب والسعي، فهذا خلاف المقرر في عقيدة الحق:
ولم تكن نبوّة مكتسبة | ولو رقى في الخير أعلى عقبة |
بل ذاك فضل الله يؤتيه لمن | يشاء جلّ الله واهب المنن (١) |
المسألة الرابعة:
قوله تعالى: وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ [آل عمران: ٣/ ١١٥].
قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف: وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ بالياء فيهما.
وحجتهم قوله قبلها: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ* يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ.. الآية [آل عمران: ٣/ ١١٣ - ١١٤]. وكذلك: وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ أي هؤلاء المذكورون وسائر الخلق داخل معهم.
وقرأ الباقون بالتاء فيهما. وحجتهم قوله قبلها: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران: ٣/ ١١٠].
(وما تفعلوا من خير فلن تكفروه) أيها المخاطبون بهذا الخطاب (٢).
(١) جوهرة التوحيد للّقاني رقم الأبيات ٦٣ - ٦٤.
(٢) حجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة، ط مؤسسة الرسالة ١٧٠. وانظر سراج القاري لابن القاصح العذري، ط البابي الحلبي ١٨٢. ونصّ الشاطبية:
وأضاف ابن الجزري خلفا بقوله:
وما يفعلوا لن يكفروا صحب طلا... خلفا.........
(٢) حجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة، ط مؤسسة الرسالة ١٧٠. وانظر سراج القاري لابن القاصح العذري، ط البابي الحلبي ١٨٢. ونصّ الشاطبية:
وبالكسر حج البيت عن شاهد وغي | ب ما تفعلوا لن تكفروه لهم تلا |
وما يفعلوا لن يكفروا صحب طلا... خلفا.........