وغيث النفع للصفاقسي (١)، وحجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة (٢)، والتيسير للداني (٣)، والتبيان للطوسي (٤)، وإتحاف فضلاء البشر للدّمياطي (٥)، وغيرها.
والحق أنه لا يخلو كتاب من كتب التفسير أو الرسم؛ من إشارات كثيرة لما قرأ به الصحابة الكرام من وجوه سمعوها من النّبي صلّى الله عليه وسلّم.
ثانيا: وهي الوثيقة الأهم، وهي تلقي الأئمة القراء من شيوخهم بالمشافهة، وهذه المشافهة التي بلغت أعلى درج التواتر لم تزل متصلة، يتلقاها الأبرار عن الأخيار، لا يرقى إليها الشك، ولا يتطرق إليها الوهم، وهي لدى العلماء اليوم متصلة مسندة، وكل قراءة منها تنتهي إلى صحابي كريم، ومن خلالها تستطيع أن تتبين اختيارات هذا الصحابي من قراءة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وهذه الأسانيد اليوم متوافرة متضافرة، منصوبة في صدور مجالس الإقراء، وسوف نأتي على إيراد بعض هذه الأسانيد في التّلقي عن أكابر الصحابة في قسم الملاحق.
(فائدة) موقف مجتهدي الشيعة من مسألة سلامة النّص القرآني:
نجد من الأمانة العلمية هنا أن نتطرق إلى أمر غاية في الأهمية، وهو موقف الشيعة من فرية
(١) الصفاقسي (١٢٦٠ - ١٣٢٣ هـ): محمد بن محمد طريفة الصفاقسي، فقيه، أديب، ناثر، شاعر، حفظ القرآن وجوّده، وأخذ بالروايات من طريق الشاطبية وغيرها، ثم رحل إلى الحجاز فحجّ، ثم سافر إلى تونس فتلقى العلم بجامع الزيتونة، وتوفي بصفاقس، ودفن بها، له مجموعة فتاوى نظمها من محرراته مدة مباشرته الفتوى.
(٢) أبو زرعة ابن زنجلة: من أعلام القرن الرابع، أشار سعيد الأفغاني في مقدمة تحقيقه لكتاب أبي زرعة (حجة القراءات)، بأنه لم يجد له ترجمة وافية، وحسبك في معرفة علمه وفضله مطالعة كتابه الشهير (حجة القراءات).
(٣) الدّاني (ت ٤٤٤ هـ/ ١٠٥٤ م): هو أبو عمرو عثمان بن الصيرفي، ولد في قرطبة، فقيه مالكي، طلب العلم في القيروان والقاهرة ومكة والمدينة، ثم عاد إلى قرطبة، ثم استقر بدانية حيث توفي، كان ذا حافظة عجيبة، ذاعت شهرته في القراءات. له ما يزيد على مائة مصنف أخصها (التيسير في القراءات السبع).
(٤) الطوسي (٣٨٥ - ٤٦٠ هـ): هو أبو جعفر محمد بن الحسن، ولد في طوس، وتوفي بالنجف، ودرس في بغداد. أحرقت كتبه لما دخل أرصغرل بك السلجوقي إلى بغداد. من مؤلفاته (الاستبصار فيما اختلف فيه من أخبار)، وله كذلك (التهذيب)، وهما من كتب الحديث عن الشيعة.
(٥) الدمياطي (ت ١١١٧ هـ): هو محمد بن أحمد، من علماء دمياط. له إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر.