بعضهم: «والتفسير هو علم بمعاني القرآن، وناسخه ومنسوخه، ومجمله ومبينه، ومتشابهه ومحكمه».
٢ - التأويل في اللغة: مصدر أوّل يؤوّل تأويلا، وهو من آل الشيء إلى كذا أي رجع إليه، قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: «التأويل: التفسير والمرجع والمصير وقال أبو جعفر الطبري: «وأما معنى التأويل في كلام العرب فإنه التفسير والمرجع والمصير... وقد قيل: إن قوله تعالى: وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا* أي جزاء، وذلك أن الجزاء هو الذي آل إليه أمر القوم وصار إليه» (١).
فالتأويل في اللغة يراد به- إذن- «التفسير» كما يراد به «المرجع والمصير» لأن أحدهما مغاير للآخر- وإن كان اشتقاق الكلمة يرجح أن يراد من التفسير ما يحتاج منه إلى النظر والفكر ليصح معنى الرجوع؛ ولهذا ورد لفظ التأويل في القرآن الكريم في مواطن دقيقة يحتاج فيها المعنى إلى مثل ذلك، كما في آية المتشابه- الآية ٧ من سورة آل عمران (٢) - وكما في الآيات ٦، ٢١، ١٠١ - وكقوله تعالى في سورة يوسف على لسان الملأ: يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ [سورة يوسف، الآية ٤٤].
وكقوله حاكيا عن يوسف- عليه السلام-: يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ [سورة يوسف، الآية ١٠٠].
وكقوله في سورة الكهف: سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٧٨) [الآية ٧٨] سواء في ذلك استعملت في تأويل الكلام والمعنى كما في آية المتشابه؛ أم في تأويل الرؤى والأحلام كما في قصة يوسف- عليه السلام-، أو تأويل الأعمال كما في قصة موسى- عليه السلام- مع الرجل الصالح.
(٢) راجع بحث المحكم والمتشابه من كتابنا: علوم القرآن. طبع المكتب الإسلامي.