ثم اشتهر عدد من التابعين بقراءة القرآن، ومن أبرز هؤلاء في المدينة: سعيد بن المسيب، وعروة، وابن شهاب الزهري، وعطاء بن يسار، ومعاذ بن الحارث، وزيد بن أسلم، وفي مكة: عبيد بن عمير، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، وعكرمة، وابن أبي مليكة، وفي الكوفة: علقمة، والأسود، ومسروق، وعمرو بن شرحبيل، وسعيد بن جبير، والنخعي، والشعبي. وفي البصرة: عامر بن عبد قيس، وأبو العالية، ونصر بن عاصم، ويحيى بن معمر، وابن سيرين، وقتادة. وفي الشام:
المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وخليد بن سعيد.
ثم تتالت مواكب علماء القرآن، ففي كل عصر هناك علماء مختصون، في كل بلد من بلاد الإسلام، ألفوا في علوم القرآن، وصنفوا في كل علم من علومه، في الناسخ والمنسوخ، وفي أسباب النزول، وفي فضائل القرآن، وفي القراءات القرآنية، وفي إعجاز القرآن، وفي غريب القرآن، وفي مفردات القرآن، وفي مجاز القرآن، وفي مبهمات القرآن، كما كتب بعضهم في علوم القرآن.
وكانت الكتابات الأولى في التفسير، نظرا لأنه الأهم في الدراسات القرآنية، والمنهج الأول في التفسير هو التفسير المأثور، وهو المادة الأساسية لمعرفة تفسير القرآن، ولا يمكن معرفة علم التفسير إلا بعد معرفة التفسير المأثور الذي يعطي المعاني الأولى للآية، ويوضح بعض غوامضها، ويبين أسباب نزولها، ويعتبر تفسير الطبري من أبرز كتب التفسير وأهمها، نظرا لما اشتمل عليه من روايات مأثورة، واستنباط صحيح، وترجيح موثق بالأدلة، وأصالة في المنهج، ودقة في التعبير.
[أبرز الذين صنفوا في علوم القرآن]
ومن أبرز الذين صنفوا في علوم القرآن ما يلي (١):
أولا: في القرن الثالث:
- اشتهر في هذا القرن كل من: علي بن المديني شيخ البخاري الذي كتب في «أسباب النزول» وأبي عبيد القاسم بن سلام الذي كتب في «الناسخ

(١) انظر مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح، ص ١٢١ - ١٢٣.


الصفحة التالية
Icon