وفي ضوء هذا نستطيع أن نقول:
إن الكليات هي: كلمات قرآنية مهما تكرّرت فإنها تحمل معانيها اللغوية التي تدلّ عليها إلا معنى واحدا فإنها تخرج فيه عن معناها الأصليّ إلى معنى خاص.
وقد أسهم ابن فارس في تأليف مصنّف جمع فيه هذه الألفاظ ولم ينسبها إلى أصحابها، وأغلب الظن أنها للتابعين لاعتنائهم بمثل هذه الكلمات، وسمّاه: كتاب «الإفراد» ومعنى هذه التسمية في رأيي:
أن هذه الكلمات أفردت بمعاني خاصة في مواضع خاصة خرجت فيها عن معناها الأصلي إلى معنى فرديّ.
ومن هذه الألفاظ التي وردت في الكتاب ما يلي:
- كل ما فيه من ذكر البروج فهي الكواكب إلا: وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ (١) فهي القصور الطوال الحصينة.
- كل ما في القرآن من ذكر الأسف فمعناه: الحزن إلّا: فَلَمَّا آسَفُونا (٢) فمعناه: أغضبونا.
- كل ما في القرآن من ذكر البرّ والبحر فالمراد بالبحر: الماء، والبر:
التراب اليابس إلّا قوله: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ (٣) فالمراد به: البريّة والعمران.
(٢) الزخرف: ٥٥.
(٣) الروم: ٤١.