- كل «كنز» فيه مال إلّا الّذي في سورة الكهف (١) فهو صحيفة علم.
- كل نكاح فيه تزوّج إلّا: حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ (٢) فهو الحلم.
- كل نبأ فيه خبر إلّا: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ (٣) فهي الحجج.
- كل ما فيه من: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً (٤) فالمراد منه العمل إلّا التي في الطلاق فالمراد منها: النفقة.
- كل «إياس» فيه قنوط إلّا الذي في الرّعد (٥) فمن العلم. (٦)
هذه النماذج المتعدّدة التي سقناها في ضوء دراستنا للمشترك اللفظيّ في القرآن الكريم نلمس فيها أنّ هذه التفسيرات مقيّدة بالرواية والأثر، والقليل من التفسيرات اجتهد فيه التّابعون وفق ما تقتضيه اللّغة، وما تشير إليه روح النّصوص التي لا تبتعد عن دائرة العقيدة والشرع.
ولم يلجأ من التابعين أحد إلى التأويل إلا مجاهد الذي نسبت إليه آراء خاصة.
ولما انقضى عصر التابعين كثرت المذاهب، وتعدّدت النّحل، وقل العلم بالقرآن، وحمّل من جاء بعدهم ألفاظ القرآن الكريم ما لا تحتمل، واستبدت الآراء بفكر أصحابها ممّا أدّى إلى الانحراف عن نهج السلف، واتباع الخلف، وجهل الناس ما يجب عليهم اتباعه واتبعوا ما تمليه عليهم أهواؤهم.
ولولا عصبة من أولى العلم بالقرآن والمعرفة بالإسلام قاموا
(٢) النساء: ٦.
(٣) القصص: ٦٦.
(٤) وهي قوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها آية: ٧.
(٥) وهي: أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا آية ٣١.
(٦) انظر في هذه الأقوال: معترك الأقران: ٣/ ٥٦٢ - ٥٦٦.