هذه هي معظم الآراء التي قيلت في مجال الإشارة بمقائل بقي أن نذكر بعض العبارات التي صدرت من الفريق الآخر، وهي عبارات تحطّ من قدره، وتتهمه في دينه، وترميه بالاختلاق والكذب:
ومن هذه الآراء: رأي أبي حنيفة فماذا قال؟
قال أبو حنيفة عنه: أتانا من المشرق رأيان خبيثان:
جهم معطّل، ومقاتل مشبه.
والمراد أن جهم بن صفوان الذي قتل سنة ١٢٨ هـ (١) ينفي الصفات عن الله تعالى، ويعطّلها. (٢)
وكرّر أبو حنيفة مرة أخرى ذمّه لجهم ومقاتل حينما قال:
«أفرط جهّم في النّفي حتى قال: إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل في الإثبات حتى جعل الله تعالى مثل خلقه.
وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ: «أخرجت خرسان ثلاثة لم يكن لهم في الدّنيا نظير في البدعة والكذب: جهم، ومقاتل، وعمر بن صبح.
وقال خارجة: لم استحلّ دم يهودي ولا ذمّي، ولو قدرت على مقاتل ابن سليمان في موضع لا يرانا فيه أحد لقتلته!! وقال عليّ بن خشرم عن وكيع أردنا أن نرحل إلى مقاتل، فقدم علينا، فأتيناه فوجدناه كذابا فلم نكتب عنه» (٣)
(٢) انظر جهم بن صفوان، ومكانته في الفكر الإسلامي: ٧١.
(٣) انظر هذه الأقوال في تهذيب التهذيب: ١٠/ ٢٨١ - ٢٨٢ - ٢٨٣.