جراءته على الخلفاء:
ويبدو أن الجرأة في مقاتل طبيعة من طبائعه، وغريزة من غرائزه وكما لمسناها في مجال التفسير نلمسها أيضا في مجال جرأته على الخلفاء والحكام، فقد تحدّث الرواة: «أن أبا جعفر المنصور كان جالسا، فألحّ عليه ذياب يقع على وجهه، وألحّ في الوقوع مرارا حتى أضجره.
فقال: انظروا من الباب؟ فقيل: مقاتل بن سليمان، فقال: علىّ به، فلما دخل عليه قال له: هل تعلم لماذا خلق الله الذّباب؟ قال نعم، ليذل به الجبّارين، فسكت المنصور (١) هذا وأول مؤلف في المكتبة الإسلامية عن الوجوه وانظائر أو الأشباه والنظائر في القرآن الكريم هو كتاب مقاتل بن سليمان الذي سنخصه بمزيد من البحث في الفصل التالي.
(١) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ١٣/ ١٦٠.