تلاميذه:
أما تلاميذه الذين رووا عنه فهم كثرة.
فقد روى عنه في البصرة: شعبة، وأبو عبيدة الحداد، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد الطّيالسيّ وهدبة بن خالد، ، وشيبان بن فروخ، وذكر الخطيب البغداديّ أيضا: أنه لما قدم بغداد «روى عنه من أهلها شيابة بن سوار، ويونس بن محمد المؤدب، وبشير بن محمد السّكريّ، وعلي بن الجعد» (١) ويزيد السّيوطيّ في «البغية» أنه روى له البخاريّ ومسلم». (٢)
لقد ظفر هارون بتقدير العلماء والرّواة، فلم يتهمه أحد في روايته، لأنه كان ثقه مأمونا، ولا أدلّ على ذلك من قول يحي بن معين: «هارون صاحب القراءة ثقة» (٣) ويكفي أن الأصمعيّ عميد الرواية في التّراث الإسلامي قال عنه فيما أخبر به أبو حاتم السّجستاني قال: «سألت الأصمعيّ عن هارون بن موسى النّحوي، مولى العتيك، فقال: كان ثقة مأمونا» (٤) وسئل عن هارون أبو داود فقال: «ثقة، ولو كان لي عليه سلطان لضربته وفي هامش تاريخ بغداد تعليق لطيف على كلمة أبي داود في هارون فظاهر الكلمة يبدو فيه التناقض، وهو إذا كان هارون ثقة في رأي أبي داود فلم يضربه إذا أتيحت له فرصة الضرب؟
وصاحب التعليق، وقف حائرا أمام هذا التناقض فقال العبارة المشهورة: «كذا في الأصول» ولم يقتنع بما في الأصول، بل عللّ
(٢) بغية الوعاة: ٢/ ٣٢١.
(٣) تاريخ بغداد ٤٣/ ٥.
(٤) تاريخ بغداد ١٤/ ٥.