فجاء كتاباهما متفقين، أو بعبارة أدقّ متقاربين، وأن هارون أخذ عن مقاتل، ونقل عنه كتابه؟
تلك قضية تحتاج إلى نقاش طويل، لا تتسع له مساحة البحث.
غير أن هناك إشارة نقلها زميلنا الدكتور حاتم الضامن محقق هذا الكتاب في مقدمته نقلها عن تاريخ بغداد ١٤/ ٥، وهي أن راوي هذا الكتاب هو أبو نصر مطروح بن محمد بن شاكر القضاعى المصري المتوفي بالأسكندرية سنة ٢٧١ عن عبد الله بن هارون، وهو ابن المؤلف. (١)
ولا شك أن هذه الإشارة تلقي ضوءا كاشفا يتضح من خلاله أن هارون لم يؤلف هذا الكتاب، وإنما كان راويا لموادّه، وحافظا لها، وتولى ابنه رواية هذه الوجوه عن أبيه ثم روى عن أبنه أبو نصر مطروح بن محمد، فهذه المدّة الطويلة التي بقيت فيها مادّة كتابه محفوظة في الصدور لا بد أن تتغير صيغها، وأساليبها، من راو إلى راو، ومن ناقل إلى ناقل.
وأرجح أن الأشباه والنظائر لمقاتل كان مؤلفا منسوخا في عصر تداولته الأيدي، ونقلت عنه، ولم لا يكون ذلك كذلك فإن مقاتل قد نسبت إليه مؤلفات أخرى، وهي:
١ - التفسير الكبير، وهو تفسير كامل للقرآن.
٢ - نوادر التفسير.
٣ - الناسخ والمنسوخ.
٤ - الردّ على القدرية. (٢)

(١) مقدمة التحقيق: ١٢.
(٢) انظر مقدمة «عبد الله شحاته على الأشباه والنظائر: ٨٠


الصفحة التالية
Icon