- ١١ - الاعتناء بمعانى القرآن التى عاشها الصحابة عمليا
نشأ الصحابة على القرآن الكريم، وعاشوا فى ظلاله، وتذوقوا آياته، وتفاعلوا مع نصوصه، وأدركوا هديه، وأضاءت إليهم أنواره.. فكانوا جيلا قرآنيا فريدا.
وقد رووا أحيانا بعض ما كانوا يجدونه من تأثير القرآن فيهم، وما يعيشونه من إيحاءاته ومعانيه.. وهذا لا يمثل إلّا النزر اليسير الضئيل، فقد كان ما عاشوه من ذلك أضعاف أضعاف ما روى عنهم..
ولكن تلك الروايات التى نقلت عنهم ذات دلالة على منهج تعاملهم مع القرآن وصلتهم به ونظرتهم إليه، ويمكن للقارئ أن يقتدى بهم فى ذلك، وأن يحاول أن يجد من القرآن بعضا مما وجدوه، وأن يعيش فيه شيئا مما عاشوه.. واطلاعه على ما روى عنهم، أكبر عامل يساعده على اقتدائه بهم واحتذائه حذوهم، واتباعه خطواتهم.
ولقد سبق إيرادنا لقول ابن مسعود رضى الله عنه: «إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن وسهل علينا العمل به، وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن، ويصعب عليهم العمل به».


الصفحة التالية
Icon