من هذه الفقرة الكاشفة يتبين لنا بعض الأسس التى بنى عليها نظريته الحركية فى التفسير. منها:
١ - تزوده برصيد ضخم من المشاعر والمدركات والتجارب، واستصحابه لها وهو ينظر فى نصوص القرآن ويتلقى إيحاءاته..
٢ - ذهابه- بخياله ومشاعره وأحاسيسه- إلى الجو الذى تنزل فيه القرآن فى مكة والمدينة، لإدراك أثر القرآن وتأثيره هناك..
٣ - ملاحظته حركة الصحابة- فى جو مكة والمدينة- بالقرآن وتفاعلهم معه وحياتهم به.
٤ - وقوفه على الأغراض الأساسية للقرآن، ومنهجه الواقعى الحركى الذى صاغ به حياة الأمة المسلمة، وتنزيله نصوص القرآن على واقع جدى حى مجاهد.
٥ - قيامه بدور عملى جهادى، وتجربة حية دعوية، مشابهة- فى بعض مظاهرها- لتجربة الصحابة الكرام- وبخاصة فى جو «مكة»، والحركة العملية الجهادية بالقرآن، وشغل النفس والمشاعر والكيان بشواغلها واهتماماتها، وهمومها وآلامها.. والإقبال- من ثمّ- على القرآن ليجد عنده الجواب الواضح والبلسم الشافى..
وإذا ما انتقلنا إلى «فى ظلال القرآن» لنبحث عن عبارات توضح النظرية الحركية فى تدبر القرآن وتفسيره فإننا نجدها وافرة متفرقة فى ثناياه.
يدعونا سيد قطب إلى أن نعيش فى جو القرآن- كما عاش هو- للوقوف على أسراره وطبيعته وكنوزه.. «الحياة فى جو القرآن لا تعنى مدارسة القرآن وقراءته والاطلاع على علومه.. إن هذا ليس «جو القرآن»