ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنلتمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة فى يومنا وفى غدنا، كما كانت الجماعة الإسلامية الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر فى شئون حياتها الواقعية.. وحين نقرأ القرآن بهذا الوعى سنجد عنده ما نريد. وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهى! سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حية، تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق.. » [الظلال: ١/ ٦١].
ويشير- فى تعريفه بسورة آل عمران سورة المعركة والحركة- إلى الحياة فى القرآن وإلى شروط الحصول عليها وإدراكها.. «ستظل هنالك فجوة عميقة بيننا وبين القرآن ما لم نتمثل فى حسنا، ونستحضر فى تصورنا أن هذا القرآن خوطبت به أمة حية، ذات وجود حقيقى، ووجهت به أحداث واقعية فى حياة هذه الأمة.
.. وسيظل هنالك حاجز سميك بين قلوبنا وبين القرآن، طالما نحن نتلوه أو نسمعه كأنه مجرد تراتيل تعبدية مهوّمة، لا علاقة لها بواقعيات الحياة البشرية اليومية..
.. ومعجزة القرآن البارزة تكمن فى أنه نزل لمواجهة واقع معين فى حياة أمة معينة، فى فترة من فترات التاريخ محددة، وخاض بهذه الأمة معركة كبرى حولت تاريخها وتاريخ البشرية كله معها.. ولكنه- مع هذا- يعايش ويواجه ويملك أن يوجه الحياة الحاضرة، وكأنما هو يتنزل اللحظة لمواجهة الجماعة المسلمة فى شئونها الجارية، وفى صراعها الراهن مع الجاهلية من حولها..
.. ولكى نحصل نحن من القرآن على قوته الفاعلة، وندرك حقيقة ما فيه من الحيوية الكامنة، ونتلقى منه التوجيه المدخر للجماعة المسلمة فى