وقال تعالى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) [الشورى: ٥٢]، فالقرآن روح ولن يهدى إلّا ذو روح، والقرآن نور والله هو الذى يهدى بهذا الروح، ويهدى بهذا النور، وهو الذى كلف رسوله عليه الصلاة والسلام ليهدى بهذا القرآن إلى صراط الله المستقيم، وهو الذى كلف كل مؤمن مهتد بهذا الهدى القرآنى أن ينتقل إلى الآخرين ليهديهم إلى ما اهتدى هو إليه..
وقال تعالى: قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٦) [المائدة: ١٥ - ١٦].
٢ - إيجاد الشخصية الإسلامية المتكاملة المتوازنة: يكاد يوجدها من العدم، ويلتقطها من الواقع الجاهلى الآسن، الذى تضيع فيه النفوس وتفنى فيه العقول وتعطل فيه المدارك والحواس والمذاهب.. يلتقطها من هناك ثم يبدأ معها بسهولة ويسر وتأن وتدرج وملاحظة وتعهد.. يغرس الإيمان فى هذه النفس، ويضيء لها جوانب حياتها بالنور الهادى، وينمى لها الخير والصلاح فيها، ويوظف لها ما وهبها الله من قدرات ومواهب وطاقات توظيفا نافعا خيرا، ليحقق الهدف والغاية، ويمدها بالوسائل والمناهج التى تعينها على رسالتها وتساعدها على الاستمرار فى أدائها، ويضع فى يديها من القواعد والأسس ما يمكنها من العطاء والإبداع..
وقد نجح القرآن نجاحا بارزا فى تحقيق هذا الهدف فى حياة الصحابة


الصفحة التالية
Icon