نفسه بناء متوازنا بطيئا، ويحصل منه مقرراته وثقافاته ومناهج حياته، فيتخرج من مدرسته رجلا إيمانيا متوازيا سويا..
القرآن الكريم يعطى القارئ الكثير من المعانى والحقائق، ويزوده بالكثير من المعارف والثقافات، ويمنحه الكثير من الكنوز والتوجيهات، ويقدم له الكثير من المقررات والتصورات.. ويطلق له من أنواره ما ينير له حياته، وينشر عليه من ظلاله ما يضفى عليه الرحمة والأنس والطمأنينة..
وهذا كله بشرط أن لا يتعامل معه بمقررات سابقة، غريبة على التوجيه القرآنى، ودخيلة على التصور الإسلامى..
وقد أخطأ أناس فى صلتهم بالقرآن، ولم يحسنوا دخول عالمه الرحيب، فمنهم من أحضر معه ركاما ثقيلا من المعارف والثقافات والأخلاق والعادات والأعراف والسلوكيات- وهى متناقضة مع توجيهات القرآن- فحجبت هذه عنه أنوار القرآن.. ومنهم من دخل عالم القرآن بمقرر فكرى مسبق، بقى يخايل له وهو ينظر فى القرآن، فحجب عنه الرؤية وأوقعه فى الغبش والتخليط، ومنهم من أقبل على القرآن بنية مسبقة، وخلفية سابقة، وهدف يبغى تحقيقه، فصار يعتسف الطريق، ويتكلف الأدلة، ويلوى أعناق النصوص ليا، ويقسرها قسرا، ويستنطقها استنطاقا، لتشهد له..
وهؤلاء جميعا خرجوا بنتائج خاطئة، ومقررات مرفوضة، نسبوها إلى القرآن الكريم، وما هى إلّا نتاج غبش وتيه، وثمرة حجاب عن أنوار القرآن وحقائقه.
ومن الأمثلة السريعة لهؤلاء الذين دخلوا القرآن بمقررات سابقة فضلّوا، وخرجوا من ذلك بنتائج خاطئة فأضلوا..