هما أشهر من رويا عن الإمام، ثم إن من ذكرهم من الرواة على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: من أخذ عن الإمام مباشرة وهم: قالون وورش عن نافع، وشعبة وحفص عن عاصم، وأبو الحارث والدوري عن الكسائي.
القسم الثاني: من بينه وبين الإمام واحد وهم: الدوري والسوسي عن اليزيدي عن أبي عمرو، وخلف وخلاد عن سليم عن حمزة.
القسم الثالث: من بينه وبين الإمام أكثر من واحد وهم: البزي وقنبل، وهشام بن ذكوان فإن بين البزي وقنبل وبين ابن كثير أكثر من واحد، وبين هشام وابن ذكوان وبين ابن عامر أكثر من واحد.
٢٤ - تخيّرهم نقّادهم كلّ بارع | وليس على قرآنه متأكّلا |
جمع ناقد وهو الذي يميز الجيد من الرديء. والبارع: هو الحاذق المتقن. وتأكل بكذا: إذا جعله سبب أكله، فعلى في البيت بمعنى باء السببية، و (كلّ): نصب بدل من ضمير تخيرهم.
المعنى: اختار نقاد العلماء من بين القراء هؤلاء البدور السبعة والشهب الأربعة عشر على غيرهم لفضلهم علما وعملا وزهدا في الدنيا؛ حيث لم يجعلوا قراءتهم تعلما أو تعليما سبب رزقهم، ومورد كسبهم.
٢٥ - فأمّا الكريم السّرّ في الطّيب نافع | فذاك الّذي اختار المدينة منزلا |
٢٦ - وقالون عيسى ثمّ عثمان ورشهم | بصحبته المجد الرّفيع تأثّلا |
المعنى: ونافع هو ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم وكنيته أبو رويم أصفهاني الأصل أسود اللون، كان عالما بوجوه القراءات والعربية، وهو إمام دار الهجرة في القراءة بعد أبي جعفر، وكان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك، فقيل له: أتتطيب كلما جلست للإقراء، فقال: لا