طَلَّقَكُنَّ قد تحقق فيه الشرط الأول وهو تحرك ما قبل القاف، وفقد فيه الشرط الثاني وهو وجود الميم ولكن قام مقامها ما هو أثقل منها وهو النون؛ لأنها متحركة والحركة أثقل من السكون، ومشددة والمشدد أثقل من المخفف، ودالة على التأنيث. وأما الميم: فهي ساكنة مخففة دالة على التذكير، فكان هذا اللفظ أولى بالإدغام من غيره. ويؤخذ من هذا: أن للسوسي وجهين في هذا اللفظ: الإدغام والإظهار.
١٣٦ - ومهما يكونا كلمتين فمدغم | أوائل كلم البيت بعد على الولا |
١٣٧ - شفا لم تضق نفسا بها رم دواضن | ثوى كان ذا حسن سأى منه قد جلا |
١٣٨ - إذا لم ينوّن أو يكن تا مخاطب | وما ليس مجزوما ولا متثقّلا |
الأول- ألا يكون الحرف الأول الذي يدغم منونا فلو كان منونا امتنع إدغامه نحو:
نَذِيرٌ لَكُمْ، فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ، شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ.
الثاني- ألا يكون تاء مخاطب، فإن كان كذلك لم يدغم نحو: وَما كُنْتَ ثاوِياً، فَلَبِثْتَ سِنِينَ، خَلَقْتَ طِيناً، وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ. ولم يقع في القرآن تاء متكلم عند مقارب لها، فلهذا لم يستثنها الناظم.
الثالث- ألا يكون مجزوما، فإن كان مجزوما وهو وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ في البقرة، وليس في القرآن غيره؛ امتنع إدغامها.
الرابع- ألا يكون مشددا، فإن كان مشددا، امتنع إدغامه نحو: أَشَدَّ ذِكْراً، كَمَنْ هُوَ أَعْمى، لا يَضِلُّ رَبِّي، وَهَمَّ بِها، لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ.