وَالذَّارِياتِ ذَرْواً بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ*، وَالْعادِياتِ ضَبْحاً، الصَّالِحاتِ ثُمَّ، وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ، فَالزَّاجِراتِ زَجْراً، إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً، وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا الْمَلائِكَةُ ظالِمِي*، مِائَةَ جَلْدَةٍ، الصَّالِحاتِ جُناحٌ، الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ. ولم يشترط الناظم في إدغام التاء في هذه الأحرف ما اشترطه في إدغام الدال فيها، من أنها لا تدغم مفتوحة بعد ساكن؛ لأن التاء لم تقع كذلك إلا وهي حرف خطاب وقد سبق استثناؤه نحو: دَخَلْتَ جَنَّتَكَ، قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ.
وهناك مواضع وقعت فيها التاء مفتوحة بعد ألف وهي على قسمين: قسم لا خلاف في إدغامه: وذلك في موضع واحد وهو: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ في هود، وقسم نقل فيه الخلاف: وذلك في المواضع التي ذكرها، وهي: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ، ثم في سورة الجمعة وَآتُوا الزَّكاةَ* ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ* في البقرة، وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ في الإسراء، فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ في الروم. وهما المرادان في قوله: وقل آت ذا أل وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى في النساء، لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا في مريم. وقد بين أن
في هذا الموضع الإظهار والإدغام، وعلل الإظهار: بكون تائه للخطاب، وبحذف عين الفعل وهو معنى قوله: ونقصانه. وعلل الإدغام: بكون تاء الخطاب مكسورة، والكسر ثقيل فأدغمت ليسهل النطق بها، فكسر التاء هو الذي سهل إدغامها، وتقييد (جئت) بكسر التاء كما لفظ به؛ لإخراج مفتوح التاء وذلك في موضعين في الكهف لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً، فلا تدغم هذه التاء في الشين لكونها تاء خطاب.
١٤٩ - وفي خمسة وهي الأوائل ثاؤها
وفي الصّاد ثمّ السّين ذال تدخّلا
المعنى: تدغم الثاء في خمسة أحرف، وهي أوائل كلمات «ترب سهل ذكا شذا ضفا» وهي التاء والسين والذال والشين والضاد. والأمثلة حَيْثُ تُؤْمَرُونَ، وَوَرِثَ سُلَيْمانُ، الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ وَالْحَرْثِ ذلِكَ. وليس في القرآن غيره، حَيْثُ شِئْتُما*، حَدِيثُ ضَيْفِ وليس في القرآن غيره، وتدغم الذال في السين في فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ، وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ. والموضعان في الكهف. وتدغم في الصاد في مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً في سورة الجن ولا ثاني له في القرآن.