وعرفه الضباع بقوله: «علم تعرف به مخالفة المصاحف العثمانية لأصول الرسم القياسي، وموضوعه: حروف المصاحف العثمانية من حيث يبحث فيه عن عوارضها من الحذف والزيادة والبدل والفصل والوصل ونحو ذلك» (١).
أما علم الضبط: فهو العلم الذي يبحث في طريقة نقط الكلمات والحروف القرآنية، نقط إعراب ونقط إعجام، وما يتعلق بذلك من رموز وحركات.
وقال الضباع: «علم يعرف به ما يدل على عوارض الحروف التي هي الفتح والضم والكسر والسكون والشد والمد ونحو ذلك... وموضوعه: العلامات الدالة على تلك العوارض من حيث وضعها وتركها وكيفيتها ومحلها ولونها وغير ذلك» (٢).
وقد ألف في هذا العلم كتب كثيرة على امتداد العصور، ومن أهم هذه الكتب:
١ - المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار: ألفه أبو عمرو الداني ت ٤٤٤ هـ، وقد اشتهر هذا الكتاب شهرة فائقة، وزاد في شهرته وتداوله أن الإمام أبا القاسم الشاطبي (ت ٥٩٠ هـ) نظمه في قصيدته الرائية المشهورة باسم «عقيلة أتراب القصائد».
وقد تتبع الداني مسائل الرسم ومباحثه وجعلها في أبواب وفصول تجمع المسائل المتشابهة في موضع واحد، وبيّن منهجه في ذلك بقوله:
«هذا كتاب أذكر فيه إن شاء الله ما سمعته من مشيختي ورويته عن أئمتي من مرسوم خطوط مصاحف أهل الأمصار: المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وسائر العراق المصطلح عليه قديما مختلفا فيه ومتفقا عليه، وما انتهى إليّ من ذلك وصح لديّ منه عن الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وعن سائر النسخ التي انتسخت منه الموجه بها إلى الكوفة والبصرة والشام، وأجعل جميع ذلك أبوابا وأصنفه فصولا، وأخليه من بسط العلل وشرح المعاني لكي يقرب حفظه ويخفّ متناوله على من التمس معرفته من طالبي القراءة وكاتبي المصاحف وغيرهم... » (٣).
(٢) الضباع، سمير الطالبين، ص ١١٩.
(٣) أبو عمرو الداني، المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار ص ٢ - ٣.